اللجنة الدستورية ونوايا النظام الخفية - It's Over 9000!
austin_tice

اللجنة الدستورية ونوايا النظام الخفية

اقترح النظام السوري على المبعوث الخاص غير بيدرسون أن تكون العاصمة العراقية بغداد هي مكان  انعقاد اللجنة الدستورية،  بعد تعثُّر الجهود لاستضافة أعمالها في عاصمة سلطنة عُمان؛ حيث تطلّعت لجنة الاتصال الوزارية العربية في اجتماعها الأول في القاهرة منتصف آب/ أغسطس 2023 إلى استئناف الجولة التاسعة في مسقط، واتفقت على تشكيل فريق اتصال على مستوى الخبراء لمتابعة ذلك والإعداد للاجتماع الثاني الذي كان من المقرر أن يكون في بغداد،  فيما لم تنجح لجنة الاتصال ولا أمين عام الجامعة في إقناع عُمان باستضافة اللجنة الدستورية، وهي الجزء السياسي الوحيد الذي كان على جدول أعمالها.     

لم تعقد لجنة الاتصال الوزارية العربية اجتماعها الثاني المقرّر في بغداد خلال فترة 6 أشهر مضت من اجتماعها الأول، ولا يظهر في الأُفق ما يشير إلى إمكانية عقده قبل انعقاد دورة مجلس الجامعة رقم 161 التي من المفترض أن تقدّم فيها اللجنة تقريراً حول عملها، بالمقابل استضافت العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً رباعياً لوزراء داخلية الأردن والعراق ولبنان والنظام السوري في 17 شباط/ فبراير اقتصر جدول أعماله على "بحث الجهود المشتركة لمكافحة المخدرات" و"تعزيز مجالات التعاون ‏الأمني في المنطقة". لقد ظهر الاجتماع الرباعي في عمّان كتعويض عن فشل لجنة الاتصال الوزارية العربية بعقد اجتماعها الثاني في بغداد حتى الآن.  بذلك قد يكون عقد اجتماع وزراء الداخلية الرباعي في عمّان مؤشراً لاحتمال أن تطرح روسيا استئناف أعمال اللجنة في واحدة من عواصم دول المنطقة، خاصة العراق أو الأردن.     

في هذا الصدد، يُشير سلوك النظام في مسارَي التطبيع العربي والتركي -على حدّ سواء- إلى أنه يريد اقتصار مشاركته على معالجة الشواغل الأمنية المشتركة فقط، وإبعاد أي حديث عن متطلبات العملية السياسية وَفْق القرار 2254 (2015)، ومن الواضح أيضاً أنّ النظام بدأ استبعاد القضايا الإنسانية هي الأخرى عن مسارَي التطبيع، رغم أنّ بيان عمّان تضمنها، وتشمل معالجة عودة اللاجئين.     

لذا وفي كل حال لا يبدو أن تغيير مكان اجتماع اللجنة الدستورية -حال الموافقة عليه من الأمم المتحدة والمعارضة السورية- سيغير من سلوك النظام الذي مارسه في الجولات الثماني الماضية، وفي مسارات التطبيع معه، وأن الأمر لن يتعدى تحقيق مكسب سياسي جديد له في إبعاد الملف السوري عن أروقة الأمم المتحدة، وتحويله إلى ملف إقليمي يتيح له الاستمرار في ابتزاز دول المنطقة.     

مركز جسور للدراسات

مقالات ذات صلة

قوات النظام في دمشق تستولي على ممتلكات خاصة، لمن تعود وما أسباب مصادرتها؟

وزير مالية النظام الأسبق: انعدام الثقة بالسياسات الاقتصادية والأداءالحكومي وراء الركود التضخمي

سانا" تضمنت زيارة شويغو إلى دمشق مناقشة مجموعة من الملفات المتعلقة بالأمن الدولي والإقليمي"

الأهالي في ريف درعا الشرقي يهددون بالتصعيد ضد حواجز النظام، فما القصة؟

الأهالي في دير الزور يحملون مسؤولي النظام تراكم النفايات بمحيط نهر الفرات

جهات حقوقية ترد.. الأمم المتحدة تعتزم إعادة نحو 30 ألف لاجئ سوري من لبنان