مع استمرار الحصار.. الأمم المتحدة تخشى من "داريّات" جديدة! - It's Over 9000!

مع استمرار الحصار.. الأمم المتحدة تخشى من "داريّات" جديدة!

Theguardian – (ترجمة بلدي نيوز)
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إن اشتداد الصراع ورفض السماح لوكالات الإغاثة بدخول البلدات المحاصرة يمكن أن يؤدي إلى إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين، فالعديد من البلدات والمدن السورية المحاصرة على شفا السقوط في أيدي قوات النظام السوري، مما سيؤدي إلى عمليات إجلاء جماعي مماثل لتلك التي شوهدت في بلدة داريا الأسبوع الماضي كما توقعت الأمم المتحدة في يوم الخميس، وقد اتّهمت الأمم المتحدة النظام السوري بتكثيف الصراع واتباع "استراتيجية" رفض السماح لوكالات الإغاثة بدخول البلدات المحاصرة لتأمين الغذاء والدواء.
إن مدينة داريا، واحدة من محاور المقاومة ضد نظام بشار الأسد،  قد تحمّلت الحصار لمدة أربع سنوات، ولكن تم إجلاء الآلاف من المدنيين منها في الشهر الماضي، ما لا يقل عن 4000 مدني و700 من المقاتلين المتبقّين في المدينة، والتي تبعد 32 كم عن العاصمة دمشق.
ويوم الخميس، حصل النظام السوري على اتفاق لاستعادة سلطته على ضاحية ثائرة أخرى لدمشق -المعضّمية، والتي وفقاً لتقرير الأمم المتحدة قد استهدفت بغاز السارين السام في عام 2013، كما عانت من حصار النظام الشديد لمدة ثلاث سنوات والذي خلّف أكثر من 28000من سكّانها في افتقار تام للإمدادات الغذائية والطبية، وقال ناشط محلي من ضاحية المعضميّة، داني قباني، بأنه لم يكن لدى السكان أي رغبة في التفاوض مع حكومة الأسد ولكن "ظروفهم باتت صعبة للغاية".
وأضاف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا متحدّثاً من جنيف بأنه يخشى أنّه "بعد داريا قد يكون هناك "داريّات"، إذ أن هذه هي الاستراتيجية المتّبعة الآن"، كما حذّر من أنه إذا ما كانت الأرقام في داريا صدمة للبعض، فيمكن لغيرها من المدن أن تشارك في معظم عمليات الإجلاء واسعة النطاق بأكثر من عشرات الآلاف من قاطنيها.
يان إيجلاند، منسّق فرقة العمل الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، ومقرّها في جنيف، اتّفق مع دي ميستورا قائلاً: "إن هنالك الآن مناشدات عاجلة من حي الوعر، مضايا، المعضمية، إنهم جميعاً يخشون على مستقبلهم، ونحن بحاجة إلى كسر هذه الحصار المفروض".
كما أضاف بأن وباء التهاب السحايا قد انتشر في مضايا بشكل كبير، واصفا الوضع هناك بأنه "أصبح غير محتمل"، كما قال بأنه كان في غاية الحزن على داريا، "إن فرق العمل قد خذلت أهل داريا، لقد فشلنا جميعاً، أشعر بأنني خذلتهم، ومن المحزن حقا أن نفكر في ما مروا به خلال هذه السنوات، بينما لم يتم كسر الحصار عنهم."
وقال إيجلاند بأن داريا أُفرِغت بعد مناشدات الأمم المتحدة الأسبوعية للحكومة السورية للسماح بوصول المساعدات إلى تلك البلدة المحاصرة الجائعة، تلك المناشدات التي كانت قد رفضت مراراً، لقد كان سكان داريا قد ذهبوا إلى دمشق وإدلب ومضايا، تلك المدن المحاصرة أيضاً.
كما أضاف بأن المناقشات ما زالت جارية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة في شرق حلب والتي من شأنها أن تشمل على طريق الوصول، إذ أن "عدد السكان يتجاوز 250،000 هناك، في حين أن هنالك 4000 حصّة غذائية متبقّية، لا تكفي سوى لـ20،000 شخص"، وقال إيجلاند إن بعض المجموعات في فرقة العمل الإنسانية للأمم المتحدة قد أشارت في وقت سابق إلى أن لديها بعض التأثير على الأرض، ومع ذلك فقد أوضحت الأدلة إلى أن هذا التأثير قد تقلص في الأسابيع الأخيرة.
فخلال كامل شهر أغسطس، وصلت مساعدات الأمم المتحدة فقط لثلاثة من المناطق الـ 18 المحاصرة، وهو ما يمثل أقل من ثلث السكان في هذه المناطق، كما قال إيجلاند بأن طلب الأمم المتحدة للنظام السوري للوصول إلى 1.2 مليون شخص في سبتمبر، لم يلقَ حتّى أي جواب، على الرغم من إمكانية إيصال أكبر العمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم كونها متوفرة.
وقد أصرّ دي ميستورا على أنّ تفريغ وتدمير المدن يمثّل انتصاراً فادح الثمن، وأن التوصل إلى حلّ سياسي لا يزال حاجة ماسّة.
وأضاف بأن المناقشات عالية المستوى على الصعيد العسكري والدبلوماسي ما بين الولايات المتحدة وروسيا على وقف إطلاق النار أوسع، من المرجّح أن تستمر حتى صباح السبت، وفي ختام هذه المحادثات- والتي يجري الإشراف عليها من قبل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري - من المرجّح عندئذ أن تمرّر إلى كل من باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة الـ20 في الصين، قبيل انعقاد الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستبدأ يوم 19 من سبتمبر.
وقبيل ذلك الاجتماع، سيجتمع وزراء من مجموعة أصدقاء سوريا في لندن والتحدث مع قادة المعارضة السورية، لمناقشة استراتيجية الانتقال السياسي.

مقالات ذات صلة

الحسكة.. "قسد" تطلق عملية في مخيم الهول

لأهداف أمنية.. وفد روسي يزور مدينة داريا بريف دمشق

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الاغذية العالمي": برنامجنا يصل لمليون سوري بدلا من ستة ملايين

الامم المتحدة: سوريا اكبر ازمة للنزوح القسري في العالم

مسؤولة اممية يجب التعاون أكثر لحل قضايا تتعلق بكيماوي الأسد