هل تواطأت "الصحة العالمية" مع النظام على حساب أهالي شمال سوريا؟ - It's Over 9000!

هل تواطأت "الصحة العالمية" مع النظام على حساب أهالي شمال سوريا؟

بلدي نيوز - (عمر الحسن) 

 كشفت منظمة الصحة العالمية، عن تسجيل أول حالة وفاة بفيروس كورونا بمدينة القامشلي شمال الحسكة، أمس الجمعة، وتأخر كشف المنظمة عن الحالة التي توفيت بالمشفى الوطني بالقامشلي، أكثر من أسبوعين، كما رفض النظام الإقرار بها إلى الآن، وترك الأهالي في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات "قسد" كلها ضحية هواجس تفشي المرض فيها. 

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة قوات "قسد" من نقص طبي حاد ومن توقّف المساعدات عبر الحدود، وتواجه تهديداً جديداً يفرضه فيروس كورونا المستجد يفرض عليها التعامل مع النظام عبر إرسال عينات المشتبه بهم إلى دمشق لاختبارها، فالمستشفيين الحكوميين بالحسكة والقامشلي يديرهما النظام.

وكانت روسيا دفعت مجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار، يقلص عدد المعابر الإنسانية إلى سوريا من 4 إلى 2 ما حرم المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" من معبر اليعربية الذي كانت تصل عبره المساعدات الأممية.

وسبق أن أعلنت مصادر إعلامية مقربة من قوات "قسد" عن وصول جهازي اختبار لفيروس كورونا في 12 الشهر الجاري، ولكن لم يعرف إذا كانت بدأت بإجراء الاختبارات على المشتبه بإصابتهم أم لا إلى الآن، ورغم ذلك يبقى النظام هو المتحكم الأساسي بالمعلومات عن تفشي الفيروس، باعتبار أن أغلب المرضى يصلون إلى المشافي الحكومية وتنقل اختباراتهم إلى دمشق. 

 وحسب بيان "صحة قسد"، فإن الرجل المتوفى بفيروس كورونا، يبلغ من العمر 53 عاما، وهو من مدينة الحسكة، أصيب بالمرض في 22 آذار الفائت، وتم إدخاله بعد ذلك إلى أحد المشافي الخاصة، وفي 27 آذار تم إحالة المريض إلى المشفى الوطني بالقامشلي ووضعه تحت جهاز التنفس الاصطناعي.

وكشفت الصحة العالمية، أن الرجل أرسلت عينات إلى دمشق في 29 الشهر، وأنها علمت فيما بعد أن نتيجة الحالة كانت ايجابية وتم تضمينها في 6 حالات أعلنت عنها وزارة الصحة في ۲ أبريل/نيسان.

بالمقابل نفى، نفى الدكتور عمر العاكوب المدير العام للهيئة العامة لمستشفى القامشلي الوطني (الخاضع لسيطرة النظام)، أمس الجمعة، وجود أي وفاة بالوباء في المستشفى. وقال العاكوب "إننا نرسل عينات للعديد من الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس إلى المخبر المركزي بدمشق، مضيفا: "إلا أننا لم نتبلغ بوجود أي عينة إيجابية حتى الآن".

بؤرة "كورونا"

وأعلن الرئيس المشترك لهيئة الصحة في إدارة "قسد" منال محمد، أمس الجمعة، أن مشفى القامشلي الوطني تحول إلى مركز لنشر فيروس كورونا، كاشفاً عن وجود حالتين مشتبه بإصابتهما بالفيروس، بعد تسجيل أول حالة وفاة بالمرض.

وقال محمد لشبكة "رووداو" الكردية إن "الجميع يشهدون للإدارة الذاتية بشفافيتها… وأن الحكومة السورية ومنظمة الصحة العالمية، للأسف لا تتعاملان بحس المسؤولية مع الأمر، ونحن نحملهما عواقب أي تداعيات تحصل مستقبلاً في مناطقنا". 

ونوه محمد إلى خطورة الوضع في مشفى القامشلي بقوله "يمكننا القول إن مستشفى القامشلي أصبح مركزاً لكورونا بسبب التكتم على حالة الوفاة فيها، والآن توجد حالتان تحت التنفس الاصطناعي مشتبه بإصابتهما بكورونا".

وأوضح أن الإدارة الذاتية تلقت بريداً إلكترونياً من منظمة الصحة العالمية بعد مرور نحو عشرة أيام على حالة وفاة، تثبت أن وفاة المواطن الذي توفي في 2 نيسان الجاري كانت بسبب إصابته بفيروس كورونا.

 اتهامات بالتواطؤ

وتقول هيئة الصحة في "قسد" في بيانها الأخير، إن المنظمة الدولية تعلم جيدا أن حكومة النظام لا تتعاون مع الإدارة الذاتية، بل تقوم بإدخال الأشخاص إلى مناطقنا دون المرور على نقاط المراقبة الطبية، والتي تقوم بوضع كل قادم في الحجر الصحي للتأكد من حالته ومن ثم يدخل إلى مدينته أو قريته.

وتضيف "بالرغم من الإجراءات التي تتخذها من فرض حظر التجوال وإيقاف العمل في المؤسسات الرسمية والمدارس، إلا إن ممارسات حكومة النظام السوري وإدخالها للمسافرين من مطار القامشلي دون المرور على نقاط المراقبة الطبية وحجبها للحقيقة عن وجود إصابات في المناطق الخاضعة لسيطرتها ضمن مدن الحسكة والقامشلي تعرض حياة مواطني شمال شرق سوريا للخطر".

وبالفعل، تمكنت فرق الصحة التابعة لقوات "قسد"، من الحجر على 4 مسافرين قادمين من دمشق من 200 شخص وصلوا إلى مطار القامشلي، حيث لم يصل إلى النقطة الطبية التابعة لإدارة "قسد" منهم سوى أربعة تم الحجر عليهم، فيما تسلل البقية إلى داخل مدينة القامشلي عبر طرق فرعية بمساعدة متنفذين من قوات النظام.

يشار إلى أن وزارة الصحة بالنظام، أعلنت عن تسجيل 38 حالة إصابة بفيروس كورونا، شفي منها 5 وتوفي 2، فيما لم يعلن عن تسجيل أي حالة في مناطق سيطرة المعارضة، أما بالنسبة للمناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" فتم الإعلان عن تسجيل حالة إصابة ووفاة واحدة هي من ضمن الحالات التي أعلن عنها النظام رغم أنه لم يقر بها.

مقالات ذات صلة

وفد من التحالف يناقش مطالب الكرد في القامشلي شرق سوريا

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

ماذا تضمنت مبادرة "قسد" لإدارة الدولة السورية؟

قسد تضيق الخناق على الأهالي في مناطق ديرالزور والرقة والحسكة

حكومة "الإنقاذ" تتسلم مقاليد إدارة الدولة لمدة ثلاثة أشهر

العثور على على جثة الناشط مازن الحمادة في سجون النظام

//