Independent – ترجمة بلدي نيوز
قال البيت الأبيض إنه يشعر بالقلق إزاء الجهود الروسية الرامية إلى إعادة تسليح قوات الأسد، في الوقت الذي تتهالك فيه المحادثات السورية في جنيف، والتي كانت تمثّل أكثر الجهود المبذولة جدّية، لوقف الحرب.
حيث يبدو أن روسيا تسعى إلى نقل أسلحة سلاح المدفعية نحو شمال سوريا، مشيرة بذلك إلى أن الحكومة السورية وحلفائها يقومون بالاستعداد لشنّ هجوم آخر على مدينة حلب المقسّمة.
هذا وصرّح بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، من الرياض، المملكة العربية السعودية، حيث حضر أوباما قمة مع قادة دول الخليج العربية "نحن قلقون إزاء التقارير التي تفيد بأن روسيا تقوم بنقل معدّاتها إلى سوريا".
كما أضاف السيد رودس "نعتقد من أن نقل معدّات عسكرية إضافية أو أفراد إلى سوريا، سيكون سلبياً بالنسبة إلى روسيا، كما نؤمن بأن جهودنا مركزة بشكل أفضل، نحو دعم العملية الدبلوماسية".
ويجدر الذكر بأن "وقف إطلاق النار" كان قد بدأ بالانهيار قبل أسبوعين، وذلك قرب محافظة حلب، المقسّمة ما بين قوات النظام وقوات الثوار وتنظيم الدولة.
وكان أوباما قد تواصل مع بوتين في "حوار هاتفي مكثّف" في وقت سابق من هذا الأسبوع، كما أضاف السيد رودس بأن" الرئيس أوباما كان قد أخبر بوتين بشكل مباشر وذلك عندما تحدّثا على الهاتف قبل عدة أيام، بأن روسيا يجب أن تركّز جهودها على العملية السياسية، للحفاظ على وقف الأعمال العدائية، والضغط على الحكومة السورية لحملها على أخذ عملية التفاوض بجدِّيّة، وبالتالي المرحلة الانتقالية".
وتأتي هذه الأنباء بعد أسابيع فقط من إعلان روسيا عن انسحاب جزئي لها من الأراضي السورية، وذلك مع حفاظها على جنود لها على الأرض، ولكن الكرملين يقوم الآن باستخدام المزيد من طائرات الهليكوبتر لتقديم المساعدة لقوات النظام السوري، وفقاً لمحللين.
وبدأت القوات الجوية الروسية بقصف المناطق التي يسيطر عليها الثوّار في سوريا ، وذلك دعماً للأسد، في سبتمبر/أيلول الماضي، كما واستمرت الغارات الجوية الروسية، على الرغم إعلانها عن انسحابها الجزئي في مارس/آذار.
ومع ذلك فإن الدول الرافضة للأسد، كانت تقوم بتسليح وتدريب مجموعات الثوّار، عبر تركيا والأردن، وذلك تحت إشراف جزئي، من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
بعد حرب كانت قد استمرت لسنوات خمس، قتل فيها نحو 250،000 شخص، كما خلّفت الملايين من اللاجئين السوريين الذين يحاولون الهرب إلى أوروبا، بالإضافة إلى 6.5 مليون آخرين كانوا قد نزحوا داخل البلاد، وفقاً لمفوض الأمم المتحدة السامي، لشؤون اللاجئين، فإن المزيد من سلاح المدفعية التي يقدمها فلاديمير بوتين إلى القوات الحكومية، الأمر الذي سيوصل محادثات السلام والهدنة المتهالكة، نحو مزيد من الانهيار، وفي هذه الأثناء كان أوباما متردداً في إرسال قواته إلى سوريا، في الحرب التي لا يُرَى من نهاية لها في الأفق، الأمر الذي لاح كظلّ كبير على سجل سياسته الخارجية.
كما قرر معظم أعضاء المعارضة السورية في جنيف مغادرة المحادثات بحلول يوم الجمعة، وذلك بعد غارة جويّة للنظام، كان قد قَتَلَ فيها العشرات هذا الأسبوع.
وكانت المعارضة قد وجّهت سابقاً رسالة إلى الأسد، بأن الهدنة لن تستمر في حال استمرت حكومته بتنفيذ "المجازر" ضد شعبها.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، ستيفان دي ميستورا من أنه سيُقَيِّم يوم الجمعة، ما إذا كانت محادثات السلام في جنيف ستستمر أم لا، ولكنه لم يبيِّن عن توقّعه بشأن ما قد يحدث.
وقد تعثّرت المحادثات في جنيف، حيث اتّهم كلا الجانبين بعضهم البعض، بخرق الهدنة، والتي كانت قد بدأت في أواخر فبراير/شباط واستمرّت لمدة ستة أسابيع فقط، وقد حذَّر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى من أن محادثات السلام قد تستغرق عاماً لتُستأنف، إذا تمّ التخلّي عنها.
ومع ذلك، فإنّ كلا الجانبين، يرغبون في وقف صعود تنظيم الدولة، والذي كان قد قام بأعمال إرهابية ضد روسيا والولايات المتحدة على حد سواء، ووقف المد المستمر للّاجئين نحو أوروبا.
وقال عبد الله عثمان، رئيس المكتب السياسي لجبهة الشام المعارضة، لرويترز: "إذا أصرّ النّظام على التعنّت، وعرقلة ورفض القرارات الدولية، سنواصل ثورتنا"، كما أضاف "إن خيارنا الوحيد هو تحقيق أهداف الثورة".