فرصة أوباما الأخيرة في سوريا - It's Over 9000!

فرصة أوباما الأخيرة في سوريا

فورين بوليسي –(ترجمة بلدي نيوز)

أفادت التقارير بأن البيت الأبيض قام بعقد اجتماع على مستوى الوزارات يوم الأربعاء لمناقشة الخيارات العسكرية الأمريكية للصراع السوري، ويأتي هذا الاجتماع بعد يومين من تعليق الإدارة الأمريكية للمفاوضات الثنائية مع موسكو بشأن سوريا، وبينما تقوم قوات الأسد المدعومة من قبل نظيره الروسي، وحلفائه الإيرانيين ومقاتلي حزب الله بتصعيد حصارهم الوحشي على مدينة حلب.

جوش روجين من صحيفة واشنطن بوست ذكر بأن الخيارات التي سيتم مناقشتها في الاجتماع "تشمل قصف مدارج القوى الجوية التي يستخدمها النظام السوري باستخدام صواريخ كروز وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى والتي ستُطلق من طائرات التحالف والسفن"، بينما تشمل الخيارات الأخرى على توفير المزيد من الأسلحة "لبعض فصائل المعارضة السورية المسلحة، وزيادة في نوعية وتطور هذه الأسلحة، للسّماح لمقاتلي المعارضة بالدفاع عن المدنيين في حلب"، بينما تفيد صحيفة وول ستريت جورنال أنه وفي حين أن "إدارة أوباما قامت سابقاً باستبعاد تقديم ما يسمى بأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، إلى المعارضة"، لكنها قد توفّر الآن أنظمة مضادة للطائرات من شأنها أن تفرض خطراً على طائرات النظام.

وتأتي هذه المناقشات في وقت حرج حيث شنت قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة هجومها الأكثر تدميراً على المدينة المحاصرة لسنوات طويلة -حلب، ، مما يهدد حياة 250،000 مدني مقيمين في المدينة منهم 100،000 من الأطفال، و قُصفت مستشفيات المدينة بشكل متكرر من قبل الطائرات الروسية، وعموماً فقد قتل أكثر 9000 مدني سوري بواسطة الضربات الجوية الروسية، بينما عززت قوات النظام السوري من حصارها الخانق على المدينة وذلك بدعم جوي روسي وتعزيزات من كل من إيران والعراق وحزب الله.

وكما قال أحد مسؤولي المخابرات الأمريكية مؤخراً لديفيد إغناتيوس من صحيفة واشنطن بوست، "إن النظام السوري ومؤيديه الروس اعتمدوا نهجاً محسوباً من تفاقم الوضع الإنساني المتردي في حلب كسلاح حرب"، وإذا ما نجح، فإن الأسد وحلفاؤه سيقومون بتقديم خيار بسيط للتيار الرئيسي للمعارضة هناك: إما الاستسلام أو الموت.
يوم الثلاثاء، صرّح وزير الخارجية جون كيري خلال ظهور له في صندوق مارشال الألماني في بروكسل قائلاً "نحن نقرّ بحزن، وبشعور كبير من الغضب، بأن روسيا تغضّ الطرف عن استخدام الأسد المؤسف لغاز الكلور، والبراميل المتفجرة ضد شعبه، إذ أن روسيا وعوضاً عن مساعدتنا تقف جنباً إلى جنب مع النظام السوري، رافضة الطرق الدبلوماسية، بينما اختارت بدلاً من ذلك مواصلة سعيها لتحقيق نصر عسكري على جثث المدنيين والمستشفيات المدمرة، والأطفال المصابين في أرض طالت معاناتها".
في حين أن هذه المأساة هي أمر جلل، فقد كانت متوقعة تماماً، وذلك لأن الرئيس أوباما كان قد رفض مراراً اتخاذ أي إجراءات للدفاع عن الشعب السوري من وحشية الأسد.

في الواقع، لقد تم عرض الخيارات التي يريد الرئيس أوباما الآن النظر إليها لعدة مرات من قبل: في عام 2012 أوصى كل من هيلاري كلينتون، روبرت غيتس، وديفيد بترايوس الرئيس أوباما بتقديم مساعدة مباشرة للمعارضة التي تقاتل نظام الأسد، بينما رفض ذلك الاقتراح، في عام 2013 رفض السيد أوباما مشورة كبار مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين ومشى بعيداً عن خطه "أحمر" الذي فرضه بنفسه، وذلك بعد أن شنّت قوات الأسد هجوماً كيميائياً جماعياً على ضواحي دمشق الثائرة، وخلال مناقشة يوم الثلاثاء وكذلك على مدى العامين الماضيين، دعا السيناتور تيم كين السيد أوباما لإقامة مناطق إنسانية آمنة في سوريا، كما أيدت وزيرة الخارجية كلينتون أيضاً هذا الاقتراح في حملتها الانتخابية، في نهاية الأسبوع الماضي قام السيد كيري بالاعتراف بشكل مؤسف بأنه "خسر الحجة" باستخدام القوة في سوريا، ملقياً باللوم على "ثلاثة أو أربعة أشخاص" قاموا برفض التحرك.

حتى الآن لم تقم أي مجازر أو فظائع بدفع الرئيس لفعل الصواب، ولا حتى توصيات مجلس وزرائه، أو اقتراحات المنطق السليم من خارج حكومته، لذلك فما هو الأمر المختلف في هذه المرة؟ هل سيشارك السيد أوباما أخيراً وزيره كيري ب "الشعور بالسخط الكبير" من المجازر التي يرتكبها الأسد وحلفاؤه؟ هل سيهتم أوباما فجأة بمخاوف وكالة الاستخبارات المركزية واهتمامات وزارة الدفاع بأن سقوط مدينة حلب سيقوّض من جهودهم لبناء قوة مكافحة لتنظيم الدولة ضمن السكان السُنّة في البلاد؟

إن الأشهر المقبلة هي الفرصة الأخيرة للرئيس أوباما لتأسيس إرثه وتمهيد الطريق أمام خَلَفِه، وإذا ما لم يتصرف، فإن إدارته ستكون مشوهة إلى الأبد جراء سقوط مدينة حلب وسفك الدماء الذي ستجلبه تلك الفاجعة، إذ سيترك أوباما لخَلَفِهِ التعامل مع مجموعة أكثر خطورة من تهديدات الإرهاب.
وكما ذكرت صحيفة ديلي بيست يوم الإثنين، يعتقد مسؤولون أمريكيون بأن هزيمة قوات المعارضة في حلب سيكون له تأثير مضاعف على جميع فصائل المعارضة الرئيسية، ولن يترك لهم من خيار سوى اللجوء إلى القوى الإسلامية للحماية والدعم، وكما كتب المسؤول السابق في إدارة أوباما السيد فريدريك هوف في صحيفة واشنطن بوست: "إن نظام الأسد هو السبب والممكّن لتنظيم الدولة"، لسنوات أظهر فيها الأسد للشعب السوري من خلال عنفه الدموي، أنه وبغضّ النظر عن ما يفعله بهم، فإن العالم لن يستجيب، فليس من المستغرب أن العديد من السوريين يفضّلون اختبار مصيرهم مع الجماعات السنية المتطرفة، بدلاً من الثقة في رحمة حلفاء الأسد أمثال قاسم سليماني في إيران، أو انتظار الولايات المتحدة لتهبّ لمساعدتهم.
إن الرئيس لا يزال قادراً على التصرف لعكس هذا المسار والإتاحة لخَلَفِه صراعاً أكثر قابلية للإدارة في سوريا، إن الأدوات المتاحة باتت معروفة بشكل جيّد: حظر سلاح جو الأسد، إنشاء منطقة حظر طيران والتي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية، وتسليح المعارضة الرئيسية.
إن السبب الوحيد في أن يكون إرث الأشهر الأخيرة لأوباما في منصبه يتجلّى بتدمير مدينة حلب بالكامل، هو ما إذا كان بنفسه سيسمح بذلك.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//