نيويورك تايمز: حان الوقت لأمريكا استخدام اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد وبوتين - It's Over 9000!

نيويورك تايمز: حان الوقت لأمريكا استخدام اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد وبوتين

نيويورك تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
ترغب إدارة أوباما أن تحدّ من العنف والمعاناة في سوريا، وفي الوقت نفسه، بأن تسحق الجماعات الجهادية الموجودة هناك، إن هذا هو السبب في رغبة البيت الأبيض الآن بدفع خطة تعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا، وما ينضوي عليها من تبادل للمعلومات وتنسيق للضربات الجوية ضد "تنظيم الدولة" وجبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا، وفي المقابل فإن على روسيا إجبار حكومة نظام الأسد، على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة والهجمات الجوية على تلك المناطق التي لا توجد فيها تلك الجماعات المتطرفة.
إن القضاء على الجماعات الإرهابية في سوريا هو هدف مهم، إذ وبعد سنوات من الموت والدمار، فإن أي اتفاق بين الأطراف المتحاربة في البلاد أو رعاتهم قد يبدو موضع ترحيب، ولكن خطة إدارة أوباما تُعَارَضُ من جانب الكثيرين في داخل ال C.I.A ووزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون، بكونها معيبة بشكل لن يكون فقط تعزيزاً لحصار حكومة الأسد على مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، ولكنها ستدفع بالجماعات الإرهابية واللاجئين نحو تركيا المجاورة، وعوضاً عن القيام بتلك الخطة، يجب على الولايات المتحدة استثمار هذه الفرصة لاتّخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الأسد وحلفائه.
ويأمل وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن هذا التفاهم مع روسيا قد يساعد بنتيجة تسمح بالتقدم في القضايا الأخرى، بما في ذلك استعادة العمل باتّفاق "وقف الأعمال العدائية"، الهدنة الجزئية التي بدأت في شهر فبراير/شباط وانهارت في مايو، والعودة إلى مفاوضات حقيقية بشأن الانتقال السياسي، إن هذه لأهداف معقولة، تتجسد أيضاً في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعتمد في شهر ديسمبر الماضي، ولكن النصّ المسرّب عن الاتفاق المقترح مع روسيا، يظهر بأنه مليء بالثغرات الخطيرة، إذ أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا يقومون الآن بتحديد المناطق التي تكون فيها قوات جبهة النصرة هي "المركزية" والمناطق التي تسيطر جماعات المعارضة الأخرى ولكن توجد فيها "جبهة النصرة" بدرجة أقل، وهذه البنود لا تزال تسمح للأسد ومؤيديه الإيرانيين والروس بمهاجمة المعارضة غير المتطرفة في تلك المناطق، فضلاً عن سماحها بترسيخ سيطرة النظام السوري على السلطة.
إن الأمر الآخر الأكثر إثارة لقلقنا هو أن حكومة الأسد تفتقر إلى القوة العسكرية التي تسمح لها بالسيطرة على المناطق السنية الريفية، وهكذا سيقوم بالاعتماد على حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك، حيث ستقوم هذه المجموعات الطائفية الوحشية على الأرجح بإجبار جبهة النصرة والمعارضة السنيّة الأخرى على شد الرحال إلى تركيا، بالإضافة إلى بعض العناصر المتشددة التي ستمثل تهديد عنيف ومتشدد بالقرب من الغرب، كما سيقوم ذلك القتال بالمثل بتهجير المدنيين السنّة من تلك المناطق، مما سيؤدي للمزيد من موجات المدنيين الذين سيحاولون شقّ طريقهم كلاجئين نحو أوروبا، مما سيفاقم بشكل أكبر من أزمة اللاجئين.
إن مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا كانت مدفوعة إما من قبل الأمل أو اليأس، ولكنها وبكل تأكيد لم تكن مدفوعة من قبل التجربة، فخلال الهدنة الجزئية المتّفق عليها، اغتنمت روسيا تلك الثغرات المماثلة التي سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة القتال واستهداف المعارضة غير المتطرفة، حيث سمحت تلك الانتهاكات للأسد وحلفائه باكتساب المزيد من الأراضي ومحاصرة مدينة حلب بشكل كليّ.
ويبدو بأن إدارة أوباما تميل للاعتقاد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن وسيلة للحد من مشاركة روسيا في الحرب السورية، في حين أننا نشك في حقيقة هذا الأمر، إذ أن السيد بوتين أصبح أكثر اهتماماً في إثبات فوز روسيا وحلفائها في سوريا، وخسارة الولايات المتحدة أمامهم، حيث أنه لن يقوم بتغيير نهجه ما لم يقتنع بأنه تطور ليصبح مكلفاً للغاية، وبينما أصبح بوتين يعلم بأن الولايات المتحدة لن تقوم باتّخاذ أي إجراءات لمعاقبة روسيا لدعمها لحكومة الأسد، فإنه وعلى الأرجح سيقوم والأسد بالتعامل مع هذا الاتفاق المستجدّ بشكل لا يختلف مطلقاً عن تعاملهما مع سابقاته.
ولكن ثمة بديل حقيقي: يتجلى في معاقبة النظام السوري لانتهاكه المتكرر للهدنة المتفق عليها، باستخدام طائرات دون طيار وصواريخ كروز لضرب مطارات جيش النظام السوري، وقواعده العسكرية ومواقع مدفعيته، حيث لا وجود لأي قوات روسية.

يقول معارضو هذه الأنواع من الهجمات المحدودة، بأنها ستدفع روسيا إلى تصعيد النزاع وجرّ الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا، ولكن هذه الضربات ستجري فقط إذا ما تبيّن أن حكومة الأسد قد قامت بانتهاك الهدنة ذاتها التي وافقت روسيا على الالتزام بها، حيث ينبغي إخطار روسيا بأن هذه الاستجابة التي ستحدث في حال انتهاك الهدنة من قبل الأسد، إن هذا من الممكن أن يردع أي انتهاكات مستقبلية للهدنة والاتفاق العسكري المقترح مع موسكو، على أي حال فإن تصرفاً كذلك سيشير إلى السيد بوتين بأن حليفه السوري سيدفع ثمناً باهظاً إذا ما لم يلتزم بجانبه الخاص من ذلك الاتفاق.
وإذا ما كانت روسيا ترغب بالحد من تدخلها في سوريا، فإن على التهديد باستخدام الضربات المحدودة أن يقنعها بالضغط على نظام الأسد ليحسن من تصرفه، وعلى العكس، إذا ما كان المتشككون على حق بأن السيد بوتين لن يكون جادّاً في التوصل إلى حل سياسي سوى عندما يرى بأن تكاليف دعمه للنظام السوري أصبح باهظاً، فإن التهديد بالقيام بمثل هذه الضربات هو على الأرجح الطريقة الوحيدة لبدء عملية سياسية حقيقية لإنهاء الحرب.
لطالما صرّح كل من أوباما وكيري ولفترة طويلة بأنه لا يوجد من حل عسكري للصراع السوري، ولكن للأسف روسيا وإيران يعتقدان بأن هنالك حل عسكري، أو على الأقل أن أي نتيجة سياسية مقبولة ممكنة من طرفهم، تتجلى في إضعاف المعارضة وتقوية النظام السوري، لذا حان الوقت للولايات المتحدة أن تتكلم بتلك اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد وبوتين.

-دنيس روس، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط للرئيس أوباما، وأندرو جي تابلر، مؤلف الكتاب المصدر مؤخراً: "في عرين الأسد: رواية شاهد عيان لمعركة واشنطن مع سوريا"، والزملاء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//