بلدي نيوز - (متابعات)
تحدثت صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية عن ضغوط روسية على الاتحاد الأوروبي من أجل تحمّل فاتورة إعادة الإعمار في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن فلاديمير تشيزوف، سفير روسيا لدى الاتحاد الأوربي قوله: "إن دول الاتحاد الأوروبي ستقع عليها مسؤولية الفشل في حال لم يعترفوا أن الوقت قد حان لدعم برنامج إعادة الإعمار في سوريا".
ووفق التقرير -الذي نشرته الصحيفة وترجمه موقع الأورينت نت- فإن تصريحات السفير الروسي تأتي كجزء من جهود موسكو لاستغلال معضلة الاتحاد الأوروبي حول كيفية الإنفاق على حل مشكلة تدفق اللاجئين، بالتزامن مع ازدياد التوتر في روسيا حول دعم النظام في سوريا، والذي يزداد حدة مع بدء عملية السلام لإنهاء الصراع الذي دام قرابة سبع سنوات.
ويقر دبلوماسيون أوروبيون بالانقسام المحتمل تجاه سوريا؛ فالدول التي تستضيف الملايين من السوريين، كتركيا ولبنان، تضغط على الاتحاد الأوروبي لتحمل عبئ اللاجئين، الأمر الذي يراه مسؤولون أوروبيون محاولة من موسكو لإجبار أوروبا على تحمل الفاتورة من أجل روسيا والتي تقوم طائراتها بقصف مناطق ثائرة، كحلب على سبيل المثال.
وتصر دول كبيرة في الاتحاد الأوروبي على أن تمويل عمليات إعادة الأعمار سيتم فقط بعد أن تسفر محادثات السلام عن عملية انتقال سياسي، حيث ينصب اهتمام الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن على زيادة الضغط على روسيا، من خلال الامتناع عن دفع أموال الإعمار.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الاتحاد الأوروبي هم الأكثر تبرعاً في عمليات الإغاثة السورية لحد الآن، حيث خصصوا أكثر من 10 مليارات يورو للمساعدات الإنسانية والإنمائية، وبحسب الاتحاد فإن ذلك يمهد الطريق أمام المجتمع الدولي لبدء النظر في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب. ومع ذلك، فإن السفير الروسي، يرى أن الدول الأوروبية يجب أن تتخطى مساعداتها مسألة المساعدات الإنسانية، وأضاف "نعتقد أن الوقت قد حان لتجاوز المساعدات الإنسانية الأساسية إلى شيء أكثر جوهرية".
وقال تشيزوف "إن الاتحاد الأوروبي من الممكن أن يوافق على البدء بتمويل إعادة الإعمار في المؤتمر المقرر عقده في بروكسل في الربيع القادم حول سوريا"، كما اعترف بأن روسيا ربما تحتاج لرصد مبلغاً مالياً للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، مع ذلك لم تحدد موسكو هذا الرقم.
وردا على السؤال حول إذا ما كان الاتحاد الأوروبي قد تعهد بتقديم أي أموال لإعادة الإعمار، قال تشيزوف "سيتحملون مسؤولية عدم فعل ذلك، وسنقوم نحن بالتنسيق مع لاعبين آخرين محتملين كإيران على سبيل المثال".
ويخشى نشطاء في المعارضة السورية من تعزيز سيطرة نظام الأسد اقتصاديا وإعادة تطبيع العلاقات الدولية معه عبر بوابة إعادة الأعمار، خصوصاً في مناطق "خفض التصعيد" والتي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران.