بلدي نيوز – (منى علي)
قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن الأمم المتحدة ومجموعة "دعم سوريا" التي تضم الأمم المتحدة ودولاً عربية وروسيا وتركيا وإيران، ربما تقوم بتشكيل وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف المقررة في العشرين من شباط الجاري، في حال عجزت المعارضة عن تشكيل وفدها.
تأتي هذه "التهديدات" بعد عاصفة أثارها المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي مستورا، عندما قال أمس إنه والأمم المتحدة سيشكلان وفداً موحداً للمعارضة إن عجزت المعارضات عن التوافق على وفد موحد لمفاوضات جنيف، وهو ما أيده ودافع عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
الصحفي السوري، عدنان عبد الرزاق، علق على تصريحات دي مستورا وموسكو بالقول: "نظرياً ومنطقياً وقانونياً، لا علاقة لدي مستورا ولا لموسكو وتركيا بتشكيل الوفد المعارض، ولكن عمليا وواقعيا ووفق منطق الاستقواء وبيع المعارضة قراراتها وارتهانها للخارج، ربما سيكون التدخل، وإن بطرق ناعمة وضغط دبلوماسي ومالي، هو الأرجح" .
وتابع: "روسيا تحضر لتطعيم وفد الهيئة العليا السابق بما يسمى (معارضة المنصات) فبعد أن التقى ممثلي منصة القاهرة وأستانا والأكراد وقدري جميل وجهاد مقدسي بموسكو، ربما صار تطعيمهم إلى جانب ممثلي عن الفصائل المسلحة، أمراً واقعاً".
هذه التسريبات أكدها غير مصدر سياسي وصحفي، إذ يسعى دي مستورا لزج ممثلي عدة "منصات" ترضى عنها روسيا وحتى نظام الأسد، ومن الأسماء التي يسعى دي مستورا لضمها وفق التسريبات "جهاد مقدسي وجمال سليمان ورندة قسيس وقدري جميل واليان أسعد وممثل عن الأكراد".
ودائما ما كانت مشاركة "المنصات" في المؤتمرات السابقة تصطدم بموقف "الهيئة العليا للمفاوضات" وداعميها الإقليميين والدوليين ممن يمكن أن نسميهم أصدقاء الثورة، إلا أن الحال تغير بعد مؤتمر "أستانا" وهيمنة "روسيا وتركيا وإيران" على الملف السوري تزامناً مع استسلام أو انسحاب أطراف دولية كثيرة ووازنة من إدارة الملف.
وإزاء هذه الحالة يرى الصحفي السوري، عدنان عبد الرزاق أننا "أمام خيارين: القبول بتشكيل الوفد كما تلمح الدول الراعية، أو التمسك بقرار تشكيل الوفد كما تريد هيئة التفاوض وهذا الحل قد يوصل لإفشال المؤتمر أو ربما إقصاء الهيئة عن الوفد وجنيف المقبل" .
ويضيف "عبد الرزاق" في حديث خاص لبلدي نيوز: "أعتقد أن الأفضل سياسياً، إعلان موقف والتهديد بعدم الذهاب لمؤتمر جنيف إن لم يكن القرار بتشكيل الوفد للهيئة العليا للتفاوض، لأن القبول بخرق واختراق الوفد المفاوض المعارض، يعني الاستمرار بالتنازل وعدم الحصول أو التحصيل من (الطاولة(".
وتبقى النقطة العالقة، التي سترسم المحددات الجديدة للمرحلة القادمة من التفاوض، هي تشكيل الوفد المعارض، الذي يعتبر أي تنازل بخصوصه قاصماً لظهر الثورة وتضحياتها، كما أن عدم التوافق على تشكيله سيمضي بالأزمة إلى محن جديدة أو ربما فرض إملاءات على مستقبل البلاد، كما تحاول موسكو فرض دستور على مقاسها ليلبسه السوريون!
والحل "لهذا المطب الخطر لا يتأتى من الهجوم أو السباب أو حتى الرفض"، وفق الصحفي عدنان عبد الرزاق، مشيراً ضمنياً إلى هجوم معارضين على دي مستورا ومقترحه، مضيفاً أن "تشكيل وفد المعارضة لجنيف الذي تأجل إلى 20 الجاري، قد لا يقل أهمية عمّا سيبحث بالمؤتمر" .