هل يشهد جنوب سوريا ولبنان تصعيدا عسكريا؟ - It's Over 9000!

هل يشهد جنوب سوريا ولبنان تصعيدا عسكريا؟


بلدي نيوز 

تعرضت مواقع لقوات النظام في محافظتي القنيطرة والجولان جنوبي سوريا، أمس الثلاثاء 10 أكتوبر، لقصف مدفعي من قبل الجيش الإسرائيلي، ردا على قصف صاروخي مصدره الأراضي السورية باتجاه مناطق خالية في الجولان المحتل، بينما أعلن كلّ من الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني عن قصف الجانب الآخر بالصواريخ، بالتزامن مع الحرب التي أعلنتها إسرائيل على قطاع غزة. 

وسادت تكهنات عن اتجاه الأمور إلى توسيع رقعة الحرب الدائرة، وفتح الجبهة الشمالية وجبهات أخرى، رغم عدم تحرك قوات النظام في المنطقة الجنوبية بشكل كامل، واقتصاد التحركات على ميليشيات تابعة لإيران. 

وتحدث مراقبون عن جبهات جديدة قد تشمل سوريا ومناطق الضفة والجبهة الداخلية الإسرائيلية، إلى جانب جبهات القتال المعروفة التي تقودها "حركة حماس" من قطاع غزّة و"حزب الله" من جنوب لبنان. 

ونعى حزب الله ثلاثة من عناصره، كما أعلنت إسرائيل عن مقتل ضابط وجنديين في تبادل إطلاق النار على حدود لبنان.

وتبنت حركة حماس الثلاثاء في بيان غير مسبوق، إطلاق صواريخ من لبنان.

كذلك، سبق لحركة "الجهاد الإسلامي" أن أعلنت بدورها عن تنفيذ عملية على حدود جنوب لبنان وعن مقتل اثنين من عناصرها.

وشهدت الأحداث مساء أمس إطلاق صواريخ من الأراضي السورية للمرة الأولى في هذه الحرب وفق ما أعلن الجانب الإسرائيلي.

وسادت تكهنات عن اتجاه الأمور إلى توسيع رقعة الحرب الدائرة، وفتح الجبهة الشمالية وجبهات أخرى.

وكان قائد كتائب القسام –الجناح العسكري لحركة حماس– محمد الضيف، قد دعا في البيان الأول عقب بدء عملية "طوفان الأقصى"، كل من يملك بندقية إلى إخراجها.

وقال: "يا إخوتنا في المقاومة في لبنان وسوريا والعراق وإيران هذا هو اليوم الذي ستلتحم به الجبهات".

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن سيناريو حرب متعددة الجبهات على إسرائيل.

فهل سنشهد توسيع رقعة المعارك من حرب غزة إلى "الحرب الكبرى"؟ أم نحن أمام تجربة أولى لسيناريو مماثل في المستقبل؟

نفّذ الجيش الإسرائيلي في يونيو/حزيران تدريبات ومناورات تحت اسم "القبضة الحازمة"، تحاكي اندلاع مواجهة على أكثر من جبهة.

وعلى هامش هذه التدريبات، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، مقرّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقال "غالانت" إنه في حال نشوب حرب جديدة، "ستواجه الجبهة الداخلية في إسرائيل تحديات لم تشهد مثيلاً لها على مدى 75 عاماً".

وكان قد حذّر سابقاً في مؤتمر صحافي عقده في نيسان/أبريل من أن إسرائيل لن تشهد على الأرجح صراعات محدودة على جبهات واحدة، بل سيتعين عليها مواجهة تصعيد متعدد الجبهات في المستقبل القريب.

وقال حينها أمام المراسلين: "هذه نهاية عصر الصراعات المحدودة... إننا نواجه حقبة أمنية جديدة قد يكون فيها تهديد حقيقي على جميع الساحات في نفس الوقت".

وأضاف "غالانت" قائلاً: "هناك ظاهرة ملحوظة اليوم وهي تقارب الساحات".

وشملت عملية "القبضة الحازمة" تدريبات في كل أنحاء البلاد، استمرت أسبوعين.

وقال الجيش الإسرائيلي: "ستتدرب القوات على التعامل مع التحديات والأحداث المفاجئة على جبهات متعددة في وقت واحد". وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وشارك في التدريبات أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي، عبر عقد اجتماعات في قيادة العمليات وإجراء تقييم وهمي ومناورات في مقرّ الجيش.

وركّز سيناريو الحرب الوهمية الذي حاكته المناورات على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، وكذلك على دور إيران.

ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله خلال إحدى الجلسات: "إن إسرائيل “ملتزمة بالعمل ضد البرنامج النووي الإيراني، وضد الهجمات الصاروخية على دولة إسرائيل، وضد احتمال إمكانية تقارب الساحتين، ما نسميه حملة متعدّدة الجبهات".

وقال: "نحن متأكدون وواثقون من أنه يمكننا التعامل مع أي تهديد بأنفسنا، وكذلك بوسائل أخرى".

وليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي تدريبات تحاكي حرب مثل هذه. وأجرت وحداته مناورة كبيرة العام الماضي تحت اسم "عربات النار"، ركزت على "أحداث مفاجئة متزامنة في مسارح متعددة"، بحسب ما ذكرت "تايمز أوف إسرائيل".

إلى جانب جبهات القتال المعروفة التي تقودها حركة حماس من قطاع غزّة و"حزب الله" من جنوب لبنان، تحدث مراقبون عن جبهات جديدة قد تشمل سوريا ومناطق الضفة والجبهة الداخلية الإسرائيلية.

ونشر مركز الدراسات الفلسطينية دراسة صادرة عن معهد دراسات القومي الإسرائيلي، في نيسان/أبريل 2022، بعنوان "معركة إرهاب متعددة الجبهات وكيف يجب على إسرائيل أن تتصرف؟".

وتحدث التقرير عن "ساحة معركة شاملة متعددة الجبهات تؤثر الواحدة منها في الأُخرى وتتأثر بها".

وذكر التقرير عن جبهات مواجهة من القدس والنقب، بالإضافة إلى الداخل الإسرائيلي والضفة وغزة وجنوب لبنان.

وصدرت وثيقة أخرى عن معهد دراسات القومي الإسرائيلي عام 2021، تناولت سيناريو الحرب على عدة جبهات.

وعلّق مدير المركز أودي ديكل على التقرير بالقول إن "التهديد الأكثر حضوراً هو حرب قد تندلع في الشمال والشرق، أمام تحالف ترأسه إيران وبمشاركة حزب الله وسوريا وحركات متحالفة مع إيران وأيضاً جهات ستقوم بضربنا من غرب العراق".

وهذه المرة الأولى التي يجري فيها الحديث عن تحرّك من العراق في مواجهة إسرائيل، ويُقصد هنا مشاركة فصائل مسلحة موالية لإيران تابعة للحشد الشعبي.

وهذا ما تناوله الكاتب الإسرائيلي بين كاسبيت عبر مقاله في موقع "ألمونيتور" الأمريكي، تعليقاً على تصاريح يواف غالانت بشأن ذلك وقال: "ليس هناك خطر كبير من أن تحاول إيران وحزب الله وسوريا، وربما حماس والجهاد الإسلامي، تكرار الهجمات السورية والمصرية قبل 50 عاماً. إن إسرائيل ليست مهددة اليوم بالدبابات التي اجتاحت مرتفعات الجولان في عام 1973 وكادت أن تصل إلى بحيرة طبريا، ولا بتهديد القوات المصرية التي تعبر قناة السويس لإنشاء رأس جسر إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل". 

وتابع "كاسبيت" قائلاً إن التهديد يكمن في "ترسانة هائلة، هي واحدة من أكبر الترسانات في العالم، مكونة من مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف التي يخزنها حزب الله وإيران وحماس والجهاد الإسلامي والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق. جميعهم لديهم هدف واحد: إسرائيل"، وفق الكاتب.

وتوقع تقرير صادر عام 2018 عن معهد واشنطن للدراسات، أن تنشب هذه الحرب في 2019.

وتحدث التقرير حينها عن احتمال وقوع حرب "على نطاق لم يسبق له مثيل من حيث التعقيد - نتيجةً للحرب في سوريا، التي مكنت إيران من بناء بنية تحتية عسكرية في سوريا ونشر "فيلقها الأجنبي" الشيعي على حدود إسرائيل".

وأضاف "قد أصبح من الممكن الآن أن تندلع الحرب على جبهات متعددة وفي أماكن بعيدة وتدور على الأرض، وفي الجو، وفي البحر، وفي مجال المعلومات والنطاق السيبراني من قبل مقاتلين من "حزب الله"، وإيران، وسوريا، والعراق، وأفغانستان، وباكستان، وحتى اليمن. وفي هذا الإطار، سوف يخلق النطاق الموسَّع للحرب المحتملة خيارات عسكرية جديدة لإيران و"حزب الله"، ويوسّع القدرات الإسرائيلية إلى أبعد حدودها".

وذكر التقرير تصريح قائد "الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني محمد علي جعفري في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، حين قال إن "مصير جبهة المقاومة مترابط والجميع يقفون متحدون، وإذا هاجمت إسرائيل أي طرف منها، سيهبّ الطرف الآخر من الجبهة لمساعدته".

وبالنظر إلى ما يسمى "جبهة الجولان" التي شهدت مساء يوم أمس إطلاق صواريخ بالتزامن مع ما يحدث في جنوب لبنان وغزّة، أقرّ حزب الله عام 2013 بالعمل على "إعداد مقاومة في الجولان" بموافقة نظام الأسد.

وعيّن الحزب الأسير السابق في السجون الإسرائيلية اللبناني سمير القنطار قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان"، لكن إسرائيل اغتالته عام 2015 في سوريا. 

وخلال مناورات "القبضة الساحقة"، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي قواعد التدريبات.

وذكر "هليفي" حادثة مقتل ثلاثة جنود على الحدود مع مصر بإطلاق نار نفذه جندي مصري، وقال إن مهمتنا هي أن نقوم بكل شيئ كي لا يتكرر هذا".

مقالات ذات صلة

أحمد الشرع: سوريا تحترم سيادة لبنان وتسعى لإنهاء الطائفية

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

طمأنة أممية لأهالي القنيطرة المهجريين بالتوغل الإسرائيلي

إسرائيل تواصل توغلها بريف القنيطرة

//