بلدي نيوز – الحسكة (كنان سلطان)
اتفق نظام الأسد والاتحاد الديمقراطي، على تسليم الأخير أكثر من 70 ألف طن من القمح في مركز غويران، ويزيد عنها من الشعير المخزن في المدينة الرياضية، بعد أن ادعى الطرفان أن قسما منها تعرض للحرق بفعل القذائف، والتي يرى فيها الـ "ب ي د" غنيمة حرب من حقه الاستيلاء عليها، وحرمان عشرات آلاف المدنيين من الخبز، بعد علمية " التحرير" التي قام بها لأحياء الحسكة الجنوبية وفق ما يدعيه .
وفي الصدد أكد مصدر من مؤسسة الحبوب لمراسل بلدي نيوز، أن الاتحاد الديمقراطي قام بالفعل بنقل كميات من القمح من مركز غويران جنوبي المدينة، إلى مناطق نفوذه شمال المحافظة، وذلك بتسيير عدد من الشاحنات على شكل قوافل صغيرة كل يوم.
وأضاف المصدر بأن هناك اتفاقاً بين النظام والحزب على نقل القمح، وذلك من خلال ردة فعل ضابط الارتباط المسؤول عن ملف الوحدات الكردية في مدينة القامشلي المؤيد لعمليات نهب الحبوب، مشيرا إلى أن هذه الكميات هي من إنتاج الموسم المنصرم والتي كانت مخصصة للخبز.
وأكد المصدر المطلع أن الحزب قد وضع يده على كميات كبيرة من القمح والشعير، وتقدر الكميات بنحو 150 ألف طن، بقيمة تتجاوز المليار ونصف المليار ليرة، بالإضافة إلى نهب معدات طبية وإفراغ المشفى الوطني من معداته، التي قامت مؤخرا منظمات دولية بتزويده وتجهيزه بها، لتقديم خدمات طبية للأهالي، فضلا عن نهب عشرات الآليات التابعة للمؤسسات الواقعة في القطاع الجنوبي للمدينة .
من جانبه قال زياد الحسن وهو متابع للشأن الكردي: "هذه الأفعال ليست مستغربة، وتندرج ضمن الاتفاق غير المعلن لكل من الطرفين، وإن دلت على شيء إنما تدل على المضي في التحالف بينهما، مضيفا بأن كل منهما يعرف ماله وما عليه، وهي أفعال تنم عن فكر كل من الجانبين كونهم يتعاملون بسياق غنائم الحرب من الشعب السوري وبحكم العقلية الأمنية لكل منهما".
وأشار الحسن في حديث لبلدي نيوز "قبل فترة النظام بدأ بنقل معدات النفط من رميلان إلى الساحل، وبتنسيق كامل مع الوحدات الكردية، وهذا الحاصل الآن إنما هو استكمال للاتفاق الطبيعي بينهما".
وأوضح بأن "هذا موجود أصلا ويندرج ضمن التحالف الحاصل حقيقةً، والذي تسعى من خلاله إلى إفراغ المحافظة من مقدراتها، و يأتي ذلك ضمن سياسة التجويع والتضييق على المدنيين والمعارضين لسياسة كل منهما، وبالتالي إشغال الشارع بلقمة عيشه."
وأردف الحسن" كلنا يعلم كيف سدت الوحدات منافذ التجارة عن الشمال السوري الواقع تحت سيطرتها، ومعبر سيمالكا وغيرها، وقد عاشت المنطقة حصاراً أشبه بحصار النظام للمدن السورية".
هذا وكانت قد شهدت مدينة الحسكة قبل عدة أيام مواجهات بين مليشيات النظام من جهة، والوحدات الكردية التابعة للاتحاد الديمقراطي من جهة أخرى، خلفت أكثر من 40 ضحية من المدنيين، انتهت بوساطة روسية، أفضت إلى تسليم الأحياء الجنوبية من مدينة الحسكة للوحدات الكردية.