بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
عام مضى على تحرير معظم قرى وبلدات سهل الغاب من سيطرة قوات النظام بعد معارك دامت لـ3 أشهر متوالية كان أعنفها في كل من قرية القرقور وبلدة الزيارة.
فبعد انتهاء جيش الفتح من تحرير مدينة إدلب وأريحا وجسر الشغور، تابعت الفصائل الثورية العمل باتجاه قرى وبلدات سهل الغاب، في القسم الشمالي من السهل دارت حينذاك معارك كسر عظم استبسل فيها الثوار وتمكنوا من بسط سيطرتهم على كل من تل أعور وتل حمكي ومحطة زيزون الكهربائية، وتابعوا تقدمهم إلى قرى المشيك والقرقور وتل واسط وبلدة الزيارة بعد عمليات كر وفر بين الطرفين قتل فيها الكثير من ضباط قوات النظام كان أبرزهم مرافق سهيل الحسن، علي الحجي الملقب بقائد (فهود النمر)، فضلا عن إصابة سهيل الحسن نفسه آنذاك.
أحمد أبو البراء، القيادي في أجناد الشام قال لبلدي نيوز إن من أهم نتائج المعارك يومها توحيد العمل ضمن بوتقة واحدة للثوار، الأمر الذي أجبر الفصائل على التوحد بغرفة عمليات وقيادة واحدة، مما انعكس إيجابيا بعموم البلاد من تجربة جيش الفتح.
وعلى الصعيد الميداني يقول أبو البراء: "تمكنا من إبعاد قوات النظام عن أهم معاقله ومراكزه في المنطقة، وهي التنمية الريفية في بلدة الزيارة الذي كان يستخدمها النظام كغرفة عمليات للمنطقة، فضلا عن إبعاد نظر النظام عن الوصول إلى محافظة إدلب من خلال طرده إلى القرى والبلدات الموالية غرب نهر العاصي في سهل الغاب".
وأكد أبو البراء أن قوات النظام ومرتزقتها هم الآن تحت ضغط سكان القرى والبلدات الموالية، حيث تقدمت خطوط رباط الثوار إلى نهر العاصي، مما يسمح بالرد المباشر على أي عملية قصف أو استهداف تقوم بها قوات النظام تجاه القرى والبلدات المحررة.
ولفت القيادي في أجناد الشام إلى أن الثوار تابعوا العمل بضربات وعمليات مركزة في منطقة سهل الغاب، ليتمكنوا من تحرير قرية خربة الناقوس منذ حوالي 50 يوما، مما رسم حدوداً طبيعية - وهي نهر العاصي الفاصل- بين قرى الموالاة والأراضي المحررة.
من جهته بيّن الناشط طارق عثمان أبو المجد لبلدي نيوز أن "ثمن تحرير المنطقة في تلك الفترة كان باهظاً جداً"، منوهاً إلى أن القرى والبلدات في القسم الشمالي بمنطقة سهل الغاب أصبحت كثيب رمل وأثراً بعد عين، وإلى اليوم أصحاب المنازل مهجرون مشردون عن أرضهم يعانون الويلات نتيجة الفقر المدقع الذي حل بهم بسبب ابتعادهم عن حقولهم الزراعية التي تعد مصدر الرزق الوحيد، حيث يبلغ عدد سكان القرى والبلدات في المنطقة حوالي 135000نسمة.
وأضاف أبو المجد أن قرى وبلدات القرقور والزيارة وتل واسط منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث بلغت نسبة الهدم 95% إثر قصف طائرات النظام ومدفعيته وراجماته منازل المدنيين والبنى التحتية.
وعن الوضع الاقتصادي، قال أبو المجد إن "آلاف الهكتارات الزراعية التي تعتبر السلة الغذائية للبلاد، تحولت إلى صحراء تثقلها الأوبئة والقوارض والآفات الزراعية، بسبب القصف المستمر للطيران الحربي للمنطقة مما لا يسمح للمزارعين بالوصول إلى حقولهم".
تجدر الإشارة إلى أن الثوار يتابعون أعمالهم في منطقة سهل الغاب من جهتي السرمانية والحاكورة بغية الوصول إلى معسكر جورين، حيث مركز عمليات المنطقة وراجمات الصواريخ والدبابات التي تستهدف القرى والأراضي المحررة، والتي بزوالها تكون المنطقة صالحة للسكن نوعا ما، مما يعزز إمكانية عودة المهجرين.