بلدي نيوز
حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء 13 أيلول، من أن خطر انتشار مرض الكوليرا في سوريا "مرتفع للغاية" بعد الإعلان منذ نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ العام 2009.
وقالت منظمة الصحة العالمية، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس "تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة". ونبّهت إلى أنّ "خطر انتشار الكوليرا الى محافظات أخرى مرتفع للغاية".
وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
وأعرب المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوریا عمران ریزا، عن قلقه الشدید إزاء التفشي الحالي للكوليرا في سوريا.
وقال في بيان أول أمس الاثنين "بناء على تقییم سریع أجرته السلطات الصحیة والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص لمیاه غیر آمنة مصدرھا نھر الفرات وكذلك استخدام میاه ملوثة لري المحاصیل".
وأضاف "يُعد تفشي الوباء أيضاً مؤشراً على نقص المیاه الحاد في كافة أنحاء سوریا"، ما قد يشكل "تھدیداً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة".
وبحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في نيسان/أبريل، أدى النزاع الى تضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه.
ويعتمد نحو نصف السكان على مصادر بديلة غالباً ما تكون غير آمنة لتلبية أو استكمال احتياجاتهم من المياه، بينما لا تتم معالجة سبعين في المئة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق اليونيسيف.وتتضاءل قدرة المنظمات الدولية على تقديم الخدمات في هذا المجال جراء نقص التمويل. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، شكلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحيّة أربعة في المئة فقط من ميزانيّة الاستجابة الإنسانيّة بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها.
وقال ريزا "ھناك حاجة لاتخاذ إجراءات سریعة وعاجلة لمنع المزید من حالات المرض والوفاة"، مضيفاً "تدعو الأمم المتحدة في سوریا الدول المانحة إلى تمویل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره".
ويشهد العراق المجاور منذ حزيران/يونيو موجة إصابات بالكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015، ويصيب المرض سنوياً بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة بين 21 ألفا و143 ألف شخص.