بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
لم يعد خافياً على سوري، معارضاً كان أم مؤيداً، ولا على متابع للقضية السورية، أن روسيا تتحكم بمفاصل سير عمل النظام السوري، وتحكم حكماً مطلقاً في مناطق سيطرته، تفاوض باسمه، تأمره فينفذ، وتدعوه فيلبي، كما حصل مؤخراً عندما حضر وزير دفاع بوتين إلى "حميميم" من دون علم من يظن نفسه رئيساً، بل واستدعاه إلى مقر إدارة الاحتلال الروسي، فلبى "سيد الوطن" الدعوة ونفذ الأمر، ولم يخجل من التعبير عن مفاجأته بزيارة الضيف الكبير!..
لكن، ثمة إشارة جديدة، تفيد بأن الاحتلال الروسي لن يتوقف عند السيطرة على القرار السياسي، بل تعداه إلى السيطرة على القرار التنفيذي وأدواته، ليبقى "مختار المهاجرين" معزولاً عن أي قرار أو تحكم حتى ولو بمجلس محلي أو إدارة بلدية.
"روسيا اليوم أعلنت الحكومة منذ أسبوع"!
قد قالت وكالة أنباء النظام (سانا)، إن الأسد كلف وزير الكهرباء عماد خميس، اليوم الأربعاء تشكيل حكومة جديدة.
ولم تذكر الوكالة على الفور سبباً لتشكيل حكومة جديدة، ولم تورد تفاصيل أيضاً عن أسباب خلافة خميس لوائل الحلقي.
إلا أن الخبر الذي أعلنته وكالة أنباء الأسد اليوم، كانت قد أعلنته قبل أيام، قناة روسيا اليوم، التي تدير حملة بوتين الإعلامية في سوريا، ونقلته عنها وسائل إعلام عربية وعالمية وقتها، حتى بدت (سانا) وكأنها تنقل خبراً قديماً لم تنتبه إليه إلا الآن!
ولم تكتفِ "روسيا اليوم" بخبر تسمية عماد خميس فقط، بل نقلت منذ ستة أيام، أسماء التشكيلة الوزارية التي سيعلنها رئيس الحكومة الجديد، في دليل لا مراء فيه، على أن كل شيء أعدَّ في موسكو وتم إقراره وحتى إعلانه هناك.
وكانت مصادر قد أفادت قبل أيام لموقع "RT" بأنه سيتم تكليف المهندس عماد خميس وزير الكهرباء الحالي، بتشكيل الحكومة السورية الجديدة. لكن وكالة "سانا" نقلت آنذاك عن مصدر إعلامي نفيه صحة الخبر.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ "RT"، فإن خميس قد أوشك بالفعل على الإعلان عن أسماء طاقمه الحكومي الجديد الذي يضم 12 وزيرا جديدا، مع احتفاظ الوزارات السيادية بوزرائها الحاليين وهم: وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ، وزير الداخلية محمد الشعار، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، ووزير المالية اسماعيل اسماعيل.
ودخل إلى الحكومة الجديدة كل من فارس الشهابي نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الإقتصادية – وزيرا للصناعة، حيان سليمان وزيراً للاقتصاد، بشر الصبان وزيراً للإدارة المحلية، محمد جهاد اللحام وزيرا للعدل ، هلال هلال وزيرا للاتصالات ، نصوح سمنية وزيراً للكهرباء، السفير علي عبد الكريم وزيرا للإعلام، راما عزيز وزيرة للزراعة، عماد الأصيل وزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، فاديا ديب وزيرة للصحة ، فرح المطلق وزيرا للتربية.
خميس.. الوزير الأكثر عرضة للسخرية!
المهندس عماد محمد ديب خميس رئيس الحكومة السورية الجديد، من مواليد ريف دمشق 1961، وهو حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة دمشق عام 1981، وكان كلف بإدارة عدد من المديريات في المؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية من 1987 لغاية 2005، وعمل مديرًا عامًا للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق من 2005 إلى 2008، ومديرًا عامًا للمؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية من 2008، وكان وزيرا للكهرباء في الحكومة السابقة، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد، بنتان وابن.
ومن خلال عمله كوزير للكهرباء، كان عماد خميس هو الشخص الأكثر عرضة للسخرية في حكومة النظام، إذ أن معاناة سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بالنسبة لخدمات الكهرباء، كانت أكبر من معاناة السوريين في مناطق المعارضة.
وظهرت صفحات تواصل اجتماعي على موقع "فيسبوك" مختصة بالسخرية من عماد خميس، وبالاسم والصفة، وهي ليست صفحات معارضة، بل يقوم عليها مؤيدون، وتحظى بمتابعة عشرات الآلاف منهم، ولا يُنشر فيها إلا السب والشتم والسخرية من شخص وصفة الوزير المبجل!
ومن أهم هذه الصفحات:
-يوميات عماد خميس +18
-كارهي وزير الكهرباء السوري عماد خميس
-عماد خميس والكلب: وهي مجموعة تضم فيديوهات تظهر معاناة "كلب" من انقطاع التيار الكهربائي!..
إضافة إلى صفحات لا يمكن نشر أسمائها.
ويبدو أن الانسجام سيكون في أفضل حالاته الآن، بين رئيس دولة هو أكثر من تعرض للشتم في التاريخ، ورئيس وزرائه الذي صار يشترك معه بهذه الخصلة!..
