أمريكا فقط تستطيع إجبار الأسد للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض - It's Over 9000!

أمريكا فقط تستطيع إجبار الأسد للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض

Indian Express – (ترجمة بلدي نيوز)
أن تعبر المعارضة الأمريكية لسياسة أوباما عن رأيها، لهي علامة على أن وزارة الخارجية الأمريكية تمتلك "قناة معارضة"، مما يسمح للدبلوماسيين التعبير عن تحفظاتهم حول السياسة الرسمية، وهي لدليل يعبر عن القلق العميق عندما تقوم مذكرة المعارضة حول سوريا أن تجتذب ما لا يقل عن 51 توقيعاً لمسؤولين رسميين في الوزارة، وهو الرقم الأكبر منذ تأسيس هذا الأسلوب من المعارضة والتي تم ترخيصها بعد حرب فيتنام.
إن المأساة الحقيقية هي أن الجدل الأساسي للمعارضين حول السياسة الأمريكية في سوريا، في الوثيقة التي تسربت يوم الخميس الماضي، مقنعة تماماً، وباختصار يشير أولئك الدبلوماسيين المعارضين لبعض الحقائق التي لا مفر منها.
حيث يرى الديكتاتور السوري، بشار الأسد، والمعزز بالقوة الجوية الروسية والقوات البرية الإيرانية، أنه في مأمن من الإطاحة به، بتوازن عسكري يميل لصالحه الآن، بينما لا يرى أي حاجة للتفاوض مع أعدائه، وبالتالي يحكم ذلك بالفشل الذريع لمحادثات السلام الأخيرة في جنيف.
وبدلاً من تسوية عن طريق التفاوض، يسعى الأسد الآن لتحقيق النصر العسكري التام على معارضته، ففي الأسبوع الماضي، تعهد علناً باستعادة "كل شبر" من سوريا، والتي كان قد خسرها من قبضته لصالح عدد كبير من الأيدي، يقول ذلك بكل تبجح، ولكن قواته المسلحة رثة الآن، مستنفذة على مر خمس سنوات من الحرب، و يفتقر إلى القوة البشرية لمثل تلك المهمة الطموحة، وبالتالي فإن الأسد لن يحقق النصر التام، ولن يقوم بالتفاوض على محمل الجد، وهذا يعني أن الحرب ستطول إلى أجل غير مسمى، بكل ما سيتخلله ذلك من معاناة إنسانية هائلة، ناهيك عن تدفق اللاجئين إلى أوروبا وخطر الإرهاب.
الحل الوحيد يكمن في إجبار الأسد على التوصل إلى تسوية عن طريق ترجيح التوازن العسكري ضده، كما حث الدبلوماسيون الأمريكيون على الاستخدام "الحكيم" للقوة ضد النظام السوري، مؤكدين بأن هذا هو السبيل الوحيد لإحياء محادثات السلام، وبعد كل شيء، إن كان الأسد لا يزال يعتقد بأنه في أمان، فلا يوجد لديه أي سبب يدفعه للتوصل إلى تسوية.
وإن نحينا جانباً قضية الدبلوماسية في العمل، فإن المذكرة تؤكد على المبرر الأخلاقي "الواضح والذي لا يستدعي أي شك" لـ "اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد لحالات القتل والمعاناة في سوريا"
إن الموقعين على المذكرة من المعارضة الدبلوماسية الأمريكية على حق تماماً، ولكن المأساة هي أن باراك أوباما من الواضح ليس في مزاج للاستماع، إن سياسته في سوريا هي البقاء خارجاً وتجنب أي استخدام للقوة العسكرية الأمريكية، والتي يدخرها ضد الإرهابيين من تنظيم "داعش"، وبعد التشبث بإصراره على هذا الخط من السياسة خلال السنوات الخمس الأخيرة من الحرب، فلا أحد يظن بأنه سيقوم بتغيير رأيه خلال آخر ستة أشهر من منصبه.
إن الهدف الحقيقي لوثيقة المعارضة وربما لهيلاري كلينتون، والتي أشارت بالفعل إلى أنها ستشدد من السياسة الأمريكية اتجاه سوريا اذا فازت بالرئاسة، لكن الدبلوماسيين المعارضين قاموا أيضاً بالكشف، وربما عن غير قصد، عن تناقض المغامرة العسكرية الروسية في سوريا، فبعد أن بدأت هذه الحملة في 30 سبتمبر من العام الماضي، قام فلاديمير بوتين مؤخرا بتعيين هدفين أساسيين له: إنشاء "عملية" سياسية تؤدي إلى سلام سوري، وضرب تنظيم "داعش".
ماذا حدث؟ انهارت محادثات السلام، في حين أن الأسد يصرح لأي شخص يصغي بأن سياسته الآن هي تحقيق الانتصار العسكري، وليس الوصول إلى تسوية عن طريق التفاوض، وفي الوقت نفسه، تقوم روسيا بقصف تنظيم "داعش" فقط بقدر ما سيساعد ذلك الأسد، مما يعني بأنهم لن يتعاملوا أبداً مع تلك الحركة الإرهابية كهدف أولي، بل وعلى العكس تماماً من ذلك، فقد تساقطت قنابل بوتين عموماً على كل حركات المعارضة، دون أن يمس تنظيم "داعش"، بينما كانت قوات المعارضة مؤخراً تواجه الضربات الجوية الروسية، إذ كانت تلك المجموعات من غير الإسلاميين، والواقعة في جنوب سوريا، والتي وبالمناسبة، قد تكون حاجزا حيويا ضد وجود تنظيم "داعش" في المنطقة.
وطوال ذلك الوقت ، خدم وجود تنظيم "داعش" وحشية الأسد الغاشمة ضد سكان سوريا من السنة، وإذا أرادت روسيا تعزيز السلام وهزيمة التنظيم، فإن تعزيز الأسد يتعارض مباشرة مع تحقيق الهدفين معا.
في الوقت الراهن، إن سوريا محاصرة في الدوامة الأكثر تدميراً للجميع، في حين أن حاكمها الديكتاتور لن يتفاوض، ولا يمكنه تحقيق أي فوز حقيقي، ويصر حليفه الأكبر على دعمه إلى أقصى درجة في كل ما يفعله، حتى ولو كان ذلك يدمر أي فرصة للسلام الحقيقي، وفي الوقت نفسه، فإن البلد الوحيد القادر على كسر ذلك الجمود، يستمر في البقاء مكتوف الأيدي، بغض النظر عن الأهوال التي تنجم عن ذلك الحريق والذي يحتدم أكثر وأكثر، دعونا نأمل بعد ستة أشهر، بأن الرئيسة كلينتون ستنفض الغبار عن مذكرة المعارضة هذه، وستتصرف على أساسها.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//