رمضان 2021.. كيف سيستقبل المهجرون والنازحون الشهر المبارك؟ - It's Over 9000!

رمضان 2021.. كيف سيستقبل المهجرون والنازحون الشهر المبارك؟


بلدي نيوز - (مصعب الأشقر) 

يعاود شهر رمضان الكريم حلوله على السوريين في مخيمات النزوح للعام العاشر على التوالي، وسط تدهور الواقع المعيشي بعد استبدال العملة السورية بالتركية، وارتفاع أسعار السلع الغذائية، ليبقى الشعب السوري المهجر ضحية "الجوع والعوز". 

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة؛ فإن 90 بالمئة من السوريين أصبحوا تحت "خط الفقر"، ينتظرون فتات المساعدات الدولية والتي لا تصل إلى مستحقيها بالصورة الأمثل، ليكون شهر رمضان كغيره من الأشهر التي اعتاد فيها النازحون على الحرمان، كما يقول "خالد الرماح" القاطن في مخيمات منطقة حارم.

واعتبر الرماح، أن حلول شهر رمضان لا يختلف عن غيره من الأشهر الماضية التي تقتصر على الوجبة الواحدة، بسبب عدم القدرة على شراء مستلزمات وجبتين، وفي أحسن الأحوال يتم تقسيم الوجبة الواحدة إلى غداء وعشاء عند بعض الأسر الصغيرة.

يقول رماح "ما يميز شهر رمضان عند أرباب العوائل النازحة الساكنة في المخيمات هو خجلهم وحزنهم أمام أبنائهم المتمثل بعدم تمكنهم على تأمين بعض أصناف الطعام على الإفطار، لما له من خصوصية"، مضيفا أن الحال في رمضان السابق كان أفضل من رمضان المقبل بمقارنة أسعار السلع وأساسيات الطعام واستبدال العملة السورية بالعملة التركية التي استغل استبدالها التجار وأصحاب المحلات الذين يضعون الأسعار كيفما يشاؤون دون حسيب أو رقيب، في حين غابت السلة الغذائية ولم نعد نستطع الحصول عليها بسبب الفساد والتمييز من قبل المنظمات".

وكان فريق "منسقو الاستجابة" نشر في مطلع شهر آذار الماضي نسبة الاستجابة للنازحين ضمن المخيمات والتي شملت التوزيعات الدورية وتعويض الأضرار السابقة، والتي بلغت ضمن قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش (48 بالمئة)، وقطاع المياه (31 بالمئة)، وقطاع الصحة والتغذية (17 بالمئة)، والمواد غير الغذائية (41 بالمئة)، والتعليم (24 بالمئة)، والحماية (39 بالمئة).

وتعقيباً على ما ذكر، يقول الأستاذ "وائل أبو تيسير" والذي يشغل مدير مخيم "الصفصافة" بالقرب من مدينة سلقين لبلدي نيوز، "يقطن في المخيم أكثر من 400 عائلة جّلها نازحة من ريف حماة، حيث يعيش 95 بالمئة منها تحت خط الفقر وعلى أمل أن تسعفهم إحدى المنظمات الإنسانية بسلة غذائية تعينهم على قضاء شهر رمضان، بيّد أن الواقع مختلف عن الأحلام، حيث فاق عمر المخيم سبع سنوات، ولم يشهد إلا بضع عمليات توزيع محدودة لبعض مواد النظافة ومكملات الأغذية، وسط إهمال حقيقي من المنظمات لوضع المخيم وتأمين احتياجات ساكنيه".

وأكّد أن حال النازحين في المخيم، ازداد سوءا عما كان عليه العام الفائت، حيث كان بعض النازحين يعملون في "معامل زيتون ومخللات قريبة"، ويؤمنون رغيف الخبز لأطفالهم لكن بعد انتشار فيروس كورونا توقفت، وازدادت نسبة الفقر والعوز سيما في تأمين ثمن الخبز، إذ تحتاج أصغر عائلة لمبلغ 5 ليرات تركية يوميا لشراء الخبز فقط، وهذا الرقم يبدو صغيرا عند البعض، إلا ان معظم النازحين في المخيم لا يستطيعون الوصول إليه إلا بشق الأنفس، ونحن هنا نتكلم عن الخبز فقط دون الحاجيات الأخرى".

ولم يشكل غلاء الأسعار وغياب المساعدات العائق الوحيد أمام السكان النازحين مع قرب شهر رمضان فحسب، حيث أسهمت الظروف الجوية بازدياد معاناة النازحين وتدهور أوضاعهم المعيشية، إذ أدّت موجة الصقيع الأخيرة التي ضربت المنطقة الأسبوع الفائت إلى استعمال النازحين مواد تدفئة كان من الممكن أن يستعملونها في رمضان في ظل غياب الحلول من قبل المنظمات ذات الصلة.

تقول الحاجة "أم وليد" وهي سيدة مهجرة من ريف إدلب الجنوبي لبلدي نيوز، إن الكثير من العائلات النازحة تلجأ إلى جمع أغصان الشجر بغية استعمالها في رمضان للطبخ في ظل ارتفاع أسعار المحروقات سيما الغاز المنزلي إلى سعر 90 ليرة تركية وهذا ما يشكل رقما بعيد المنال عن النازحين.

وتضيف: "كنا نبقي على العيدان لاستعمالها في عملية الطبخ برمضان، إلا أن الأحوال الجوية وما رافقها من انخفاض درجات الحرارة، أجبرتنا على اشعال ما جمعناه لتدفئة الأطفال في الخيم البالية، لنبقى أمام معضلة حقيقية مع اقتراب حلول شهر رمضان".

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن في منتصف شباط2021، أنّ 12.4 مليون شخص في سوريا التي مزقتها الحرب يكافحون للعثور على ما يكفيهم من الطعام، في زيادة كبيرة وصفتها بأنها "مقلقة".

وأفادت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "جيسيكا لوسون" لوكالة "فرانس برس"، أنّ "المزيد من السوريين ينزلقون إلى براثن الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى".

الجدير ذكره أن أسعار المواد الغذائية في شمال غرب سوريا، سجلت ارتفاعا ملحوظا مع اقتراب شهر رمضان لتسجل للكيلو الواحد البندورة 5 ليرات تركية، والبطاطا 3 ليرات، والخيار 5 ليرات، والباذنجان 4 ليرات، والكوسا 4 ليرات، فيما حافظ الخبز على سعره البالغ 2.5 للربطة (9 أرغفة)، أما الزيوت النباتية 15 ليرة لليتر الواحد بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم التي وصلت إلى 13 ليرة تركية لكيلو الفروج الحي، و60 ليرة للحم الخاروف و45 لحم العجل.

مقالات ذات صلة

مسؤول أممي "مستعد للسفر إلى سوريا لجمع الأدلة ضد كبار المسؤولين في النظام السابق"

مسؤول أممي"سيلعب الشعب السوري دوراً في المساءلة والمحاسبة"

هيئة أممية تعرض التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لكشف انتهاكات النظام

المحققون الدوليون يكشفون عن قوائم سرية لمرتكبي جرائم حرب في سوريا

الخوذ البيضاء تطالب الأمم المتحدة الضغط على بشار الأسد لتسليم خرائط وقوائم المعتقلين في سجن صيدنايا

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

//