بلدي نيوز
كشف وزير إسرائيلي، أن معسكر رفض إسقاط نظام الأسد انتصر في إسرائيل لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف معه منذ سنوات.
وأضاف الوزير، في حديث تسرب إلى وسائل الإعلام العبرية، "لو قررت حكومتنا مساعدة المقاتلين السوريين غير الجهاديين، وعملت بنفسها من خلال قنواتها السرية ما تعرف جيدا كيف تفعله، واستغلت الواقع السوري الذي بدا فيه النظام عاجزا ومترددا، لكان نظام الأسد قد سقط، وحل محله نظام جديد في دمشق، مدعوم من الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، ولكان بالإمكان التوقيع معه على اتفاق سلام من دون الانسحاب من الجولان، ولكنا اليوم في وضع أمني أفضل ألف مرة من الوضع الحالي، خصوصا على الجبهة اللبنانية والسورية، مقابل المحور الشيعي الراديكالي، ولكنا قطعنا الذراع المركزية وأنبوب الأكسجين العملي واللوجيستي للأخطبوط الإيراني وأذرعه".
وأكد الوزير الإسرائيلي أن معارضي فكرة إسقاط الأسد، شكلوا معسكرا كبيرا وقويا، فقد عارضوا مبدئيا أي تدخل إسرائيلي في الحرب السورية. وعللوا ذلك بالقول إنه "لا أحد بإمكانه ضمان أن الجهة أو تحالف المنظمات والجهات السياسية التي ستصعد إلى الحكم مكان الأسد ستكون أقل عدائية وخطورة من إيران تجاه إسرائيل. على العكس، البديل المتطرف الذي كان ظاهرا في تلك الفترة في سوريا بدا أنه ليس أقل تهديدا من آيات الله الإيرانيين. ثم وضع هؤلاء أمامهم التجربة الإسرائيلية الفاشلة في لبنان، عندما حاول وزير الأمن، أرئيل شارون، ورئيس أركانه، رفائيل إيتان، بعد غزو لبنان واحتلال جزء من بيروت، في عام 1982، تنصيب زعيم الكتائب، بشير الجميل، رئيسا هناك، وبعد ذلك توقيع اتفاق سلام.
فقد فشلت هذه الخطة، وتم اغتيال الجميل. وفي موازاة ذلك، تأسس "حزب الله" كذراع مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، وسيطر على لبنان.
وقال الوزير الإسرائيلي، إن معسكر رفض إسقاط الأسد هو الذي انتصر، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقف معه وتبنى التقرير الاستراتيجي السرّي الذي أعده غالبية الجنرالات، والمركب الأساسي فيه هو أن "إسرائيل لن تبادر إلى عملية عسكرية أو حرب من أجل إسقاط النظام في سوريا، ولن تتدخل من أجل ترجيح كفة أحد الجانبين أو اللاعبين في الحرب الأهلية السورية، بشكل حاسم".
وبسبب مؤيدي الأسد في الحكومة الإسرائيلية -بينهم بنيامين نتنياهو- تدفع اسرائيل ثمنا باهظا حتى اليوم لأن بقائه خدم مصالح ايران، حسب ما قال الوزير إسرائيلي.
وأضاف أن نقاشات حادة دارت في قيادة المنظومة العسكرية الأمنية والسياسية في إسرائيل، مع اندلاع الحرب في سوريا، حول إسقاط نظام بشار الأسد، وقسم من القيادات رأى أن هناك فرصة مهيأة لإسقاط النظام، فقد كانت المعارضة قوية جدا، وتستند إلى قاعدة جماهيرية ولديها انفتاح مثبت تجاه إسرائيل. وبدا واضحا بأن هذه الفرصة لن تتحقق من دون دعم إسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت"، أن الخطوط الحمراء الإسرائيلية تغيرت خلال السنوات العشر الأخيرة، وصيغتها الأخيرة ضمت البنود التالية: أن أي استهداف للسيادة الإسرائيلية وأمن مواطنيها، سيُقابل برد موجِع لردع المعتدين، ومَن يرسلهم أو يمنحهم الرعاية أو مجال العمل.
إضافة العمل على منع استخدام سوريا لأسلحة غير تقليدية (كيميائية)، ومنع نقل أسلحة إلى لبنان، كذلك منع أو التشويش بالقوة على نقل أسلحة نوعية من إيران إلى سوريا ولبنان، ومنع نقل أسلحة نوعية من قوات النظام السوري وصناعاتها العسكرية إلى لبنان.
وتقوم الاستراتيجية أيضاً، على منع إقامة جبهة إيرانية ضد إسرائيل في سوريا، تكون شبيهة بالجبهة التي أقامها (حزب الله) في لبنان بمساعدة إيران. ومواجهة أي تموضع لجيوش إرهابية معادية لإسرائيل، متطرفة سنية وأذرع شيعية لإيران، بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بشكل يسمح لها بممارسة إرهاب حدودي وعابر للحدود بشكل مفاجئ. كذلك، منع والتشويش على إقامة واستخدام ممر بري من إيران، مرورا بالعراق وسوريا إلى لبنان، يخدم الاستعدادات واللوجيستية والعملانية الإيرانية وأذرعها في حرب ضد إسرائيل
وتضيف الصحيفة، أن إسرائيل قررت أيضا، التدخل بشكل محدود في سوريا، بدعم بعض القوى التي تعارض النظام، خصوصا في الأراضي السورية القريبة من الجولان، بغية تحقيق أربعة أهداف، أولها منع حدوث كارثة إنسانية في هذه الأراضي، لمنع تدفق لاجئين سوريين وفلسطينيين باتجاه الحدود في الجولان، وربما في لبنان أيضا، يطالبون بالحصول على لجوء في إسرائيل. وثانيا، تسليح خفيف لميليشيات محلية للدفاع عن القرى والبلدات في مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل، وذلك من أجل منع تموضع جهات إرهابية وأذرع إيرانية قرب الحدود، وإنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وأعدائها الذين ينشطون في سوريا.
وثالثا، التشويش على إنشاء جبهة إيرانية أخرى ضد إسرائيل في سوريا، وتوفير إنذار وإحباط المبادرة لإرهاب حدودي من جانب منظمات جهادية، مثل "داعش"، أو حزب الله، والميليشيات المدعومة من إيران.
ورابعا، إنشاء مبادرات حسن نية وعلاقة إيجابية، عاطفية، آيديولوجية وسياسية، مع مجموعات في الشعب السوري "تشكل أساساً في المستقبل لعلاقة وتعاون مدني مع النظام الذي سيقام في سوريا في المستقبل".
وأشارت الصحيفة إلى التعاون بين إسرائيل وروسيا في سوريا، وفق مبدأ لا يستهدف أحد الجانبين الآخر، فقالت إن الوجود الروسي في سوريا يقيد حرية العمل الإسرائيلية هناك، ويجعلها أكثر حذراً. فروسيا، التي حولت الحرب الأهلية السورية إلى ميدان تجارب لصواريخ وأنواع ذخيرة من صنعها، تزود النظام بأسلحة حديثة، يتسرب قسم منها إلى (حزب الله).
وأضافت أن القرب الجغرافي بين إسرائيل ومنشآتها الحساسة، وبين القوات الروسية في سوريا، يسمح للروس بجمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل، وربما أنهم ينفذون عمليات (سايبر) هجومية ضد إسرائيل بسهولة أكبر أيضاً.