بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
صعدت قوات النظام وحلفائها من القصف الصاروخي المركز على منطقة سهل الغاب خلال الـ30 يوم الماضية، والتي أدت بمجملها إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جمة بالمنطقة التي أصابها شلل تام في الحركة.
وطال الاستهداف قرى وبلدات بعيدة نسبيا عن مرمى الصواريخ الموجه التقليدية التي تستخدمها قوات نظام الأسد، بيد أن الاستهداف تركز على آليات زراعية بالتزامن مع شروع المزارعين بالمنطقة بالعمل في حقولهم، مما يضع منطقة سهل الغاب بريف حماة أمام واقع جديد تسعى قوات الأسد لفرضه بحسب القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير الرائد ماهر مواس.
وأضاف المواس، في حديثه لبلدي نيوز، أن "الاستهداف الصاروخي المركز باتجاه مناطق سهل الغاب يضع المنطقة أمام واقع ميداني جديد، إذ سعت الجهة المنفذة للاستهدافات المتكررة تجريب سلاحها الجديد في منطقة الغاب المنبسطة"، مرجحا أن عمليات الإطلاق يتم تنفيذها من سفح الجبل الغربي حيث تتمركز قوات النظام وقوات وميليشيات موالية لها سيما معسكر جورين المطل على سهل الغاب".
وأكد المواس أن السلاح المستخدم في عمليات الاستهداف الأخيرة لا يزال مجهول النوع والطراز بالنسبة للمعارضة، مضيفا أن خبراء روس يعملون على تجربته مبدئيا لصالح الشركة المصنعة، نافيا أن يكون نظام الأسد يملك هكذا سلاح بعد.
وقال المواس، إن الصاروخ المذكور يحوي رأسا فراغيا، مما يعزز عملية الانفجار، مضيفا أنه بعيد عن أسلحة الـ (م، د) المستخدمة من قبل نظام الأسد الموجهة بالليزر أو السلك بل ربما يكون موجه بالرادار على أقرب تقدير.
وشدد المواس على أن عمليات الاستهداف السابقة طالت أهدافا مركونة غير متحركة، مما يعزز فرضية الإطلاق البعيدة والتي لا تستطيع ملاحقة هدف أو سيارة متحركة كما تفعل صواريخ الكورنيت ومثيلاتها.
وبالرغم من وضوح الآليات الزراعية وتواجدها في أماكن مكشوفة إلا أن الاستهداف بالأسلحة الجديدة طالها، الأمر الذي أدى إلى سقوط شهداء مدنيين، وتقطيع أوصال المنطقة التي كانت تشهد حركة عودة لسكانها بقصد زراعة حقولهم.
وقال الناشط الميداني أنس العبد لبلدي نيوز، إن الاستهداف الأخير من قبل قوات النظام وحلفائها أدى إلى استشهاد 5 مدنيين وإصابة مدني آخر وفتاة بجروح متفاوتة الخطورة، وتدمير جرار زراعي و6 سيارات منذ منتصف شهر كانون الأول من العام الفائت.
وأوضح العبد أن التصعيد جاء بعد عودة الكثير من العائلات النازحة من منطقة سهل الغاب لزراعة حقولها، مما أفضى إلى تقطيع أوصال المنطقة ولجوء المزارعين للعمل ليلا خوفا من الاستهداف بالصواريخ، فيما غابت حركة السيارات والآليات عموما عن المنطقة ليلجأ المزارعون إلى ممارسة أعمالهم مشيا على الأقدام سيما أن كافة الحقول مواجهة للجبل الغربي حيث نقاط تمركز قوات النظام، في حين يقطع السكان مسافات طويلة بدرجاتهم النارية وعلى طرق بعيدة ومخفية لتأمين احتياجاتهم اليومية من الغذاء.
واستطرد العبد أن الاستهداف المتعمد للمزارعين أدى إلى نزوح من المنطقة بسبب خوف الناس على حياتهم، إذ وصلت مسافة الصواريخ قرى وبلدات كان السكان يعدونها بعيدة وآمنة نسبيا، مما دفع بالكثير منهم إلى النزوح نحو الحدود السورية التركية، تاركين حقولهم المزروعة حفاظا على حياتهم.
ولم تقتصر نتائج التصعيد من قوات النظام وحلفائها على المزارعين والسكان المدنيين فحسب، بل طالت المنظومات الإنسانية سيما الدفاع المدني الذي كان عناصره بمواجهة الموت أثناء إسعاف المصابين وانتشالهم للضحايا، بحسب ما وصف مدير مركز الدفاع المدني في قسطون سامر نصار لبلدي نيوز، لافتا إلى أن متطوعي الدفاع المدني يتوجهون بسيارتهم إلى مكان الاستهداف بهدف انتشال الضحايا وإسعاف المصابين على الرغم من خطورة الموقف وإمكانية تعرض الفريق للاستهداف.
وأردف أن عمليات التفقد التي تكون لمواقع لا يوجد فيها ضحايا تكون بواسطة الدرجات النارية أو ركن السيارة بمكان قريب نسبيا والمتابعة سيرا على الأقدام.
وأكد أن التصعيد الأخير أسفر عن توقف الأعمال الخدمية بالمنطقة التي ينفذها الدفاع المدني سيما المكشوفة على مناطق سيطرة النظام وحلفائه.
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت عن الجنرال الروسي "فلاديمير شامانوف" في شباط 2018 في حديث أمام مجلس الدوما الروسي، قوله، أن القوات الروسية اختبرت أكثر من 200 نوع جديد من الأسلحة في سوريا دون تحديد ماهية تلك الأسلحة.
يأتي هذا فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لجنة التعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية في نيسان 2020، أن الزيادة الحاصلة في تصدير الأسلحة الروسية إلى دول العالم، رغم المنافسة الشديدة في هذا المجال، يقف وراءها الاختبار العملي لهذه الأسلحة في سوريا".
وأشار بوتين إلى أن روسيا حصلت على خبرة في استخدام الأسلحة الجديدة في سوريا، منوها إلى أن التجربة الناجحة التي اكتسبتها القوات الروسية في استخدام الأسلحة الجديدة أثبتت فعاليتها في سوريا خلال الحرب، كاشفا أن مبيعات روسيا من الأسلحة وصلت إلى 102 بالمئة في 2019، وهو ما يشكل زيادة فاقت المتوقع بأكثر من ملياري دولار عن ما قبل بفضل التجارب الحية للأسلحة في سوريا.