بلدي نيوز - (محمد خضير)
بعد ساعات من القصف الصاروخي الذي طاول عدة مواقع عسكرية لقوات النظام السوري وميليشيات إيران في محيط العاصمة دمشق وجنوب سوريا، ألقت الطائرات الاسرائيلية منشورات ورقية موجهة لقائد اللواء 112 في جيش النظام بشكل مباشر، جاء فيها "السيد باسل أبو عيد قائد اللواء 112، على الرغم من إنذاراتنا السابقة، إلا أنك لا زلت تتيح للحرب التواجد في منطقتك والانخراط في وحدتك وبين عناصرك، أنت تعرض حياتك وحياة عناصرك لخطر، أنت وهم في غنى عنه خدمة لمصالح حزب الله التي يسوقها على أنها تخدم الجنوب السوري وهذا كذب ورياء".
وتضيف المنشورات "ما هو دور حزب الله في الجنوب السوري ؟ ما هي إنجازاته في إعادة تأهيل المنطقة والجيش؟، هل استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للسكان وتجسيدهم للقيام بأعمال إرهابية يخدم المصالح السورية؟ هل استغلال البنى التحتية والمواقع العسكرية خاصتك للقيام بأعمال إرهابية يخدم المصالح السورية، حزب الله جلب الدمار وعدم الاستقرار للمنطقة بسببه أنت شخصيا والجيش عامة تدفعون الثمن".
وجاء في المنشورات أيضا: "حان الوقت لخروج حزب الله من سوريا ، حان الوقت لخروج حزب الله من اللواء 112، کن سوريا حقيقيا يعمل لخدمة شعبه وبناء وطنه واتخذ الإجراءات الصحيحة قبل فوات الأوان فتكون من من يقول يويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا".
غارات ورسائل إسرائيلية
يقول المحلل العسكري العميد المنشق "أحمد حمادة" في تصريح لبلدي نيوز: "منذ عام 2011 إلى الآن هناك ضربات إسرائيلية متوالية على القوات الإيرانية أو الحرس الثوري أو جهات أخرى مرتبطة بهم، بالإضافة لقوات النظام وخاصة الدفاع الجوي، أو بعض المواقع المشتركة بين النظام وإيران وميليشيات حزب الله، حيث هناك مواقع خاصة إيرانية ومواقع مشتركة مع نظام الأسد ومواقع مشتركة مع باقي الميليشيات".
ويرى حمادة أن "إسرائيل لديها أهداف ورسائل عديدة من وراء الغارات، أولها عدم قيام قاعدة عسكرية للإيرانيين أو الميليشيات في سوريا، والخصام بين إسرائيل وإيران ليس عن سوريا بل على سوريا، أي أن كل دولة تحاول أن تمتلك أكبر قدر ممكن من الكعكعة السورية، أو النفوذ في سوريا".
ويضيف: "رأينا بعد اتفاق الجنوب في عام 2017 بين روسيا وإسرائيل والذي يضم بنود عدة أهمها حماية الجولان وإبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدود الجولان بحدود 80 كم، إلا أن إيران لم تلتزم بهذا الاتفاق، بل ركزت قواتها من جبل الشيخ وحتى منطقة القنيطرة على شكل سرايا ومواقع استطلاعية ومدفعية وغيرها، حتى أصبحت المنطقة ما بين الجولان وسعسع وطريق دمشق - درعا والتلال المحيطة بهذه المناطق، مشغولة من قبل الميليشيات الإيرانية".
وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تتركز على الصواريخ أو بعض أجزاء الصواريخ أو طائرات الدرون أو المستودعات التي تقوم إيراني بجلبها بعدة طرق منها الجوية والبرية، ثم يتم تركيز هذه المستودعات في مناطق قريبة من المناطق اللبنانية، ومن ثم يتم تهريبها".
ولفت إلى أن التركيز يكون في الجنوب كما تم قصف بعض المستودعات في الزبداني ومصياف حيث يتواجد هناك المعامل المكونة للصواريخ الإيرانية.
وأكد أن "إسرائيل تقوم بإرسال عدة رسائل للمحيط والدول الإقليمية تفيد بأنها قوة فاعلة على الساحة السورية ودائما موجودة في السلم أو الحرب، ورأينا التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الإسرائيلي ورئيس الوزراء نتنياهو، يؤكدون على إنهم لن يسمحوا بالتمركز الإيراني في المنطقة أو في سوريا، لأنهم لا يريدون مستقبلا أن تقوم إيران بزعزعة الأمن القومي الإسرائيلي، لذلك رأينا ضربات كثيرة في العام الماضي، وهناك 50 ضربة جوية بحسب ما اعترفت إسرائيل، في دير الزور والكسوة مرورا بحمص وباقي المناطق".
وتوقع حمادة أنه إذا تعذرت الضربات الجوية والصاروخية في تأمين الهدف الذي تسعى له إسرائيل، فقد تشن عملية عسكرية محدودة في منطقة الجنوب من أجل إقامة منطقة آمنة، وإسرائيل تبدع في هذا المجال لأنها مدعومة من دول كثيرة وخاصة في ظل وجود خلاف وعداء أمريكي وأوروبي ودول المحيط مع إيران، والذين بدورهم يريدون تقليص النفوذ الإيراني في سوريا".
وقال: "من وجهة نظري بأن وجود إيران والميليشيات المرتبطة بها والتي عددها أكثر من 100 ألف، ولديها 320 موقعا مشتركا بين إيران وميليشياتها على امتداد الساحة السورية، يؤكد أن وجودها يرتبط بنظام الأسد، فطالما نظام بشار الأسد موجود في سوريا، فإن النفوذ الإيراني مستمر، ومن يريد أن يقلص أو ينهي وجود إيران من الدول، عليه إنهاء معاناة الشعب السوري وإنهاء هذا النظام المجرم وتمكين الشعب السوري من قيام دولة ديمقراطية في سوريا.