بلدي نيوز- حلب (ريما محمد)
تدور اشتباكات بين تنظيم "الدولة" وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الأحياء الشمالية والشرقية من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة للمدنيين.
وتحيط ميليشيات "قسد" بمدينة منبج من ثلاث محاور، حيث قطعت الطريق باتجاه مدينة جرابلس شمالاً، ومدينة الرقة جنوباً، ولم يبق للتنظيم إلا الطريق باتجاه الغرب نحو مدينة الباب شرق حلب 38 كم.
واستفادت القوات المهاجمة في تقدمها من قصف تمهيدي شنه طيران التحالف الدولي على مواقع سيطرة تنظيم الدولة، وقالت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط إن التحالف الدولي شنَّ 105 ضربات على أهداف لتنظيم "الدولة" دعما للهجوم على منبج.
أما بالنسبة للمدنيين فقد نزحت معظم الأسر في الأحياء التي تحولت إلى جبهة قتال في منبج، مع تواتر أنباء عن سماح التنظيم للمدنيين في المدينة بالنزوح منها، علماً أنه كان يشترط مواقفة جهاز "الحسبة" التابع له على مغادرة أي مدني من المدينة.
وحسب مصادر محلية، فإن آلاف المدنيين فروا من المدينة باتجاه مناطق سيطرة تنظيم "الدولة" غربا، بسبب الخوف من انتهاكات بحقهم إضافة لحصار المدينة من كافة المحاور، عبر طرق فرعية وعرة.
وفي آخر المعلومات التي وصلت وبحسب بعض السكان من القرى التي سيطرة عليها "قسد"، فإن القوات الكردية منعت أهالي قرية "الكرعة" من الرجوع إلى بيوتهم، وفي قرى أخرى سقط بعض المدنيين قتلى وجرحى.
ويتجمع النازحون داخل سيارات تقلهم مع حاجياتهم في حين يفر آخرون سيرا على الأقدام، وكانت منبج تضم قبل بدء الهجوم نحو نصف مليون نسمة، عدد منهم نازحون من مناطق أخرى.
وتروج وسائل إعلام تابعة لقوات "قسد"، أن عدد سكان المدينة هو 50 ألف نسمة مما ينم عن نية مبيتة لقتل وتهجير السكان، وهو ما عبر عنه رئيس المكتب الإعلامي في المجلس المحلي بمنبج، السيد جاسم، إذ قال لبلدي نيوز "شعبنا لا ينسى ما حدث في تل أبيض ومحيطها، حيث أن 120ألف عائلة من العرب، تم تهجيرها، وهي موثقة لدى الأمم المتحدة".
يشار إلى أن أكثر من 90% من سكان منبج هم من العرب، والباقي موزعون على الكرد والتركمان والشركس .
وكانت ميليشات "سوريا الديمقراطية" تجاوزت نهر الفرات باتجاه منبج بداية الشهر الجاري، مدعومة بمقاتلين أمريكيين على الأرض ودعم جوي من طيران التحالف الدولي.