مقاتلو درعا يتربصون بالنظام.. هل تعود لسيرتها الأولى؟ - It's Over 9000!

مقاتلو درعا يتربصون بالنظام.. هل تعود لسيرتها الأولى؟

بلدي نيوز – (خاص)  

من أقصاها إلى أقصاها انتفضت درعا تضامنًا مع بلدة الكرك الشرقي التي يُحاول نظام الأسد وميليشياته اقتحامها، بعد أن تمكّن شبانها من ضرب حاجز للمخابرات الجويّة وقتل ستة عناصر وضابط برتبة مقدم وأسر 5 عناصر آخرين، وذلك ردًّا على محاولة نظام الأسد اقتحام درعا البلد.

لم يكن النظام يتوقع أن تفتح مغامرته باقتحام مدينة درعا أبواب جهنم عليه، ليكون المحظور وتنتفض مدينة درعا البلد وعدد كبير من قراها نُصرةً لبلدة الكرك الشرقي التي يُحاول النظام اقتحامها.

ويؤكد الناشط "أبو سعيد الحوراني"، أنّ المظاهرات عمّت مدينة درعا البلد التي أكّد أنّ أيّ حاجزٍ أو نقطة عسكرية للنظام باتت هدفًا للثوار، كما شملت المُظاهرات مُختلف قرى حوران كقرى (المتاعة، ناحتة والمزيريب)، أما في قرية داعل فتمّ استهداف حاجز للمخابرات الجوية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

ميدانيًا؛ حاولت قوّات النظام اقتحام بلدة الكرك الشرقي من جهة قريبة (كحيل) وبلدة (المسيفرة) التي دارت فيها اشتباكات خفيفة مع النظام بهدف إشغال قوّاته عن اقتحام بلدة الكرك الشرقي وقبل دخول قوّات النظام إلى البلدة وصلت قوّات من اللواء الثامن الذي يقوده أحمد العودة وانتشرت في البلدة.

المتحدث الإعلامي باسم "تجمع أحرار حوران"، أكّد لـ"بلدي نيوز"، أنّ الأمور في بلدة الكرك الشرقي هادئة الآن بعد خروج وفد من أهالي البلدة واللواء الثامن إلى مدينة درعا لمفاوضة اللواء حسام لوقا رئيس اللجنة الأمنية بمدينة درعا.

وذهب الناشط "أبو سعيد الحوراني" إلى أنّ النظام أمام خيارين، إمّا التهدئة أو الاستمرار بالعمليات القتاليّة، مشيرًا إلى أنّه إذا لم تحدث التهدئة فهذا ليس من مصلحة النظام، فأيُّ عمليّةٍ عسكرية ستُفجر كافة قرى حوران التي ستقوم بضرب عناصر النظام بكل المحافظة.

وعن فحوى المُفاوضات، قال الحوراني: "النظام يُريد عددًا معينًا من الأسلحة والذخائر، بالإضافة للمقاتلين الذي قتلوا الضابط وعناصر حاجز المخابرات الجوية بمدينة الكرك الشرقي قبل يومين، عندما حاول النظام اقتحام مدينة درعا".

وتابع "من غير المُتوقع أنّ يقبل وفد بلدة الكرك الشرقي بتسليم أبناءه أو إبعاده إلى الشمال السوري، رُبّما يتوصلوا إلى حلٍ وسط"، لم يُحسم شيء حتى الآن، ونحن بانتظار وفد المفاوضات لنعرف النتيجة".

أما الناشط الإعلامي "ربيع أبو نبوت"؛ فأكد لـ"بلدي نيوز" أنّ المفاوضات مع نظام الأسد أفضت إلى السماح لنظام الأسد بتفتيش منازل لـ 17 شخصًا من أهالي الكرك الشرقي اليوم الخميس، وذلك برفقة عناصر من اللواء الثامن، وذلك بحثًا عن الأسلحة.

وأضاف أبو نبوت "يُريدون الأسلحة التي استخدمها ثوار الكرك الشرقي أثناء (فزعتهم) لدرعا البلد، ولن يجدوا شيئًا".

مهد الثورة

الناشط الإعلامي في مدينة درعا "إحسان تميم"، قال لـ"بلدي نيوز"، إن "مشهد المُظاهرات التي عمّت مدينة درعا وريفها أعادت للسوريين روح الثّورة الأولى، حيث خرجت مظاهرات في مختلف قرى حوران".

الشرارة التي أشعلت هذه المظاهرات، وكما يؤكد تميم، هي مُحاولة النظام اقتحام مدينة درعا، أما هذه المظاهرات كانت كالنار تحت الرّماد، فمنذ اتفاقية التسوية برعاية روسيا التي ضمّت بعض بنوده إخراج المعتقلين وإعادة الموظفين وتسريح المنشقين والإبقاء على الأسلحة الخفيفة بيد الفصائل وعدم دخول إيران وميليشياتها إلى الجنوب السوري.

ويتابع تميم "النظام خرق جميع بنود هذه الاتفاقيّة، بل زاد تغلغل حلفاء إيران في جنوب سوريا كالمخابرات الجويّة وبعض المُرتزقة السوريين ممن ينتمون لميليشيات حزب الله بالإضافة لفوج الجولان في القنيطرة وفوج 313 بدرعا، جميع هذه الأسباب أدت إلى عودة الحراك في الجنوب السوري بشكلٍ عام، ودرعا بشكلٍ خاص".

ويؤكد تميم، أنّ اتفاق التسوية لم يصمد أكثر من 3 أشهر، ليعود الحراك الثوري بعدها إلى العلن ولكن بشكلٍ خجول كالمظاهرات التي طالبت بالحقوق كالمعتقلين وعودة الموظفين بالإضافة لزيادة وتيرة الاعتقالات والخطف والاغتيالات في الجنوب.

أكثر من ذلك؛ يقول تميم "تغاضي الضامن الروسي للاتفاق عن انتهاكات النظام، ولّدت احتقانا شعبيا كبيرا بدأ بمظاهرات مُتفرقة، ليتطور إلى حالة من التضامن الشعبي".

ويتابع تميم "ما إن يُحاول النظام اقتحام منطقة ما، حتى تتحد كافة مناطق درعا وُتطالب بإيقاف الاقتحام، وهو ما حصل أثناء محاولته اقتحام درعا البلد بالأمس أو اليوم كما يجري في بلدة الكرك الشرقي وسابقًا كما جرى في بلدة كناكر والصنمين".

وبهدف إيقاف أي عمليّة اقتحام؛ بتنا، كما يؤكد تميم، نشهد غضب شعبي يظهر بشكل مظاهرات كبيرة، أو قطع للطرقات أو ضرب لحواجز للنظام، وهي الطُرق الاحتجاجيّة المُتاحة للمعارضين".

ويُتابع "الثّورة ما زالت مُستمرّة في الجنوب، علنًا وعلى الملأ، ودون أيّة مواربة، لكنها تبقى أقلُّ حدّةً وحراكًا مما كانت عليه قبل العام 2018، بسبب تسليم السلاح الثقيل والمُتوسط، ما يحدث في الجنوب هو ثورة بكل معنى الكلمة ولا تُسمى غير ذلك".

ويؤكد الناشط الإعلامي "أبو سعيد الحوراني"، أنّ المظاهرات في الجنوب مستمرة بالتوسع والانتشار، واتفاق التسوية كان فرصة لالتقاط الأنفاس.

وأشار الحوراني إلى أنّ "الوضع المعيشي السيئ للسوريين بشكلٍ عام وخصوصًا في درعا، وازدياد انتهاكات نظام الأسد، زادت من معاناة أبناء الجنوب، الجميع هنا وصل إلى درجة القرف من الوضع المعيشي، ندعو الله دائمًا أن تعود الثورة إلى سابق عهدها في حوران، واليوم بدأت الاستجابة".

وبناءً على ما أورده الناشطون؛ يبدو أنّ النظام قد اختار الطريق الأسلم لفض هذا النزاع، مع محاولة الاحتفاظ بالقليل من ماء الوجه، لذلك انتهت مفاوضاته مع المعارضين إلى تفتيش المنازل المذكورة، وهو يعلم عِلمَ اليقين أنّه لن يجد أيّة أسلحةٍ هناك، ولو كان في وضعٍ أفضل من الذي هو عليه الآن لما ارتضى مثل هذا الحل.

مقالات ذات صلة

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

حكومة "الإنقاذ" تتسلم مقاليد إدارة الدولة لمدة ثلاثة أشهر

العثور على على جثة الناشط مازن الحمادة في سجون النظام

وزير خارجية إيران يتعهد بإرسال قوات بلاده إذا طلبها الأسد

ماذا فعلت.. قوات النظام تتهيأ لهجوم "ردع العدوان" في مدينة حمص

من جديد.. "حظر الأسلحة الكيماوية" تشكك بإعلان نظام الأسد عن مخزونه من الأسلحة الكيميائية

//