سوريون يحكون تجربتهم.. كيماوي الأسد في ذاكرة مهجري الغوطة - It's Over 9000!

سوريون يحكون تجربتهم.. كيماوي الأسد في ذاكرة مهجري الغوطة

بلدي نيوز - (قصي عمران) 

يصادف اليوم 21 آب الذكرى السابعة لأبشع جريمة بحق الإنسانية في القرن الواحد والعشرين التي تتمثل بارتكاب النظام السوري مجزرة بحق سكان الغوطة الشرقية جراء استهدافهم بالغازات الكيميائية التي أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين.

يقول الناشط الإعلامي "أبو محمود الحرك" الذي شارك بتوثيق المجزرة حينها، إن "النسيان بهكذا مواقف صعب.. لازلت أتذكر التفاصيل وكأنها تجري الآن؛ يستحيل أن تنسى".

ويضيف بلهجته المحلية: "مثل هي اللحظات بعام 2013 دق واحد من رفقاتنا علينا باب المكتب بطريقة مزعجة.. فتحت الباب وبدي قله شبك شو خربت الدنيا، قلي ضربوا كيماوي بسرعة حطوا قماش على وجوهكم وطلعوا صوروا العالم ميتة بالطرقات شي متل الكذب.. طلعت وشغلت الكاميرة من باب المكتب لأول نقطة بشوف فيها شهداء.. لما شفت الشهداء كوام فوق بعض ماعد طلع معي الحكي وانا عم سجل الفيديو".

يستذكر "الحرك"، تلك اللحظات فيقول: "أفتل يمين ويسار لفوق وتحت وكيف ما وجهت العدسة عالم ميتة خنق، بالفعل طلع شي متل الكذب.. هون لقيت التصوير ما بفيد بشي ولازم نروح نخلي مصابين وشهداء من منطقة الاستهداف (زملكا - عين ترما) ورحنا بأول الطريق لقينا سيارات الإسعاف قالبة وشي فايت بالحيط والمسعفين صاروا شهداء، قلتله لرفيقي يلي سايق المتور لف ورجاع لازم نلحق ننشر شي قبل ما نموت لأنو ما بدهم يبقى حدا عايش".

وأردف: "رجعنا وفتحت نت.. اتصلت بقناة الجزيرة بتذكر على السكايب اسمه طارق.. كان نايم اتصلت بعدة حسابات من عدة قنوات عربية وغيرها من القنوات كلو نايم وماحدا عم يرد طلع معي حساب لمسؤول وكالة رويترز بالشرق الأوسط فاتح سكايب.. بعتله كل شي مصوره بدون ما قله شي غير أنو النظام ضربنا كيماوي بالغوطة، وهدلون لازم يوصلوا للإعلام ورجعت سكرت نت وتوجهت للنقطة الأولى يلي عم يجيبوا عليها الشهداء والمصابين.. انصدمت بالأعداد أضعاف عن يلي شفتها بأول ساعة من المجزرة".

وأضاف: "رجعت صورت وتوجهت لعند رفيقي يلي متعودين دائما نلحش المقاطع عنده ونكفي تصوير لما يكون في حدث ميداني، وكروت الذاكرة تبعنا تفلل.. قلتله فضيه ونشور.. عطاني كرت وقلي تروك يلي معك وكفي تصوير بالفعل تركت الكرت ومشيت وهون بلشت الصواريخ متل المطر تنزل على كل الغوطة قصف شي لا يصدق بمعدل صاروخين بالثانية".

واستطرد بالقول: "ماعد قدرنا نتحرك وماعد عرفنا وين نصور الكيماوي ولا الراجمات ولا الطيران يلي طلع وبكل بلد يقصف كم غارة متل التسلاية.. بقينا أسبوعين ونحن فاتحين مكتبنا 24 على 24 لأهالي الشهداء وهنن عم يدوروا على ولادهم.. وبالأخير شرفت لجنة أممية تتحقق من يلي صار، عطيناها أثباتات ودلائل لا يشك فيها وشافوا بعيونهم الصواريخ وعاينوا المصابين والأعراض يلي صايرة معهم.. فكرنا أنو هي اللجنة ح تجيب آخرة النظام بعد المجزرة، بس طلع مع الأسف كلو علينا وكلو بيعرف لهيك ما بدي يتحاكم بشار لوحده.. لازم كل العالم يتحاكم على صمته".

فيما قال الناشط الإعلامي "سمير أبو الفداء" عن يوم المجزرة: "لا نستطيع نسيان أي جزء ثانية من تلك الليلة، بل أذكركم بشيء حفرته تلك الليلة بقلبي، إن أهل الغوطة وقفوا كجسد واحد بذلوا الغالي والرخيص لإنقاذ طفل أو امرأة أو رجل مصاب بالكيماوي، بالمال والمنازل واللباس والمحروقات وكل ما يملك أهل الغوطة آنذاك، رغم التضييق من قبل نظام الأسد وندرة المواد، قوبل ذلك بخيانة المجتمع الدولي".

وأضاف: "مجزرة العصر حفرت في داخلي، أن المجتمع الدولي ليس إلا أداة بيد قتلة العالم، من يصمت على مثل هذه المجزرة ونحن في الذكرى السابعة لها، فهو حتما إما خائن أو خائن وشريك في القتل؛ (شريك بشار الأسد) وهم ليسوا إلا الستر والغطاء على الأسد، وبدأ الحصار القاسي حينها على الغوطة بعدها بأيام قليلة كعقوبة جماعية لكل الغوطة الثائرة ضد حكم بشار الأسد".

المصور "عمران عكاشة" شدد بالقول: "ما رح ننسى حجم إجرام النظام، ما رح ننسى تخاذل العالم .. المجزرة تركت بنفسنا حقد على نظام الأسد يلي استخدم أسلحة إبادة ضد مدنيين وتركت بنفسنا قهر من الشعوب يلي شافت الناس عم تموت بالآلاف وما حدا حرك ساكن".

وحول صمت المجتمع الدولي حيال المجزرة، قال الناشط السياسي عبد الملك عبود: إن "المجتمع الدولي غير جاد بمحاسبة بشار الأسد والدول التي تزعم صداقة الشعب السوري؛ لم تكن يوما بجانبه كما تدعي".

وأردف: "لو كان لديهم جدية ولو بنسبة ضئيلة لن يصمتوا على جرائم نظام الأسد على مدى تسعة سنين وخاصة استخدامه للأسلحة الكيميائية أمام أعين المجتمع الدولي".

وقال: "دليل على عدم جدية المجتمع الدولي بوضع حد لنظام الأسد على استخدامه الأسلحة الكيميائية، اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا بقصف مواقع نظام الأسد في الغام 2013، ولكن ضمن صفقة معينة ليتم وقفها قبل ساعات من تنفيذها وهذا دليل على اتخاذ المجتمع الدولي الشعب السوري سلعة للمتاجرة على حساب القضايا الأخرى".

يشلر إلى أنه في ليلة الأربعاء، 21 آب/أغسطس 2013، تعرضت غوطة دمشق الشرقية والغوطة الغربية لقصف بأسلحة كيماوية، أودى بحياة 1127 مدنياً، منهم 107 أطفال و201 امرأة، إضافة إلى إصابة نحو 5935 آخرين. ورغم أن الهجوم هو واحد فقط من أصل 217 هجوماً نفذها النظام السوري بالأسلحة الكيماوية ضد المناطق الخارجة عن سيطرته حتى آب/أغسطس الحالي، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإنه يظل الهجوم الأكبر، ليس على مستوى سوريا بل العالم أجمع منذ دخول اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية حيز النفاذ في 29 نيسان/ أبريل 1997.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//