بلدي نيوز- إدلب (محمد وليد جبس)
غابت الأجواء الرمضانية المعتادة في هذه العام عن معظم أهالي أرياف إدلب الجنوبي والشرقية الذين هجروا قسراً عن ديارهم بسبب اَلة الحرب والتدمير التي تستخدمها قوات نظام الأسد حليفه الروسي والإيراني ضد المدنيين في المنطقة.
ولم تشهد أسواق ريف إدلب الشمالي كعادتها حركة في البيع والشراء بين الأهالي وأصحاب المحال التجارية تحضيراً لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يستقبله سكان المنطقة في كل عام بشراء المواد الأساسية التي توضع على موائد السحور والافطار.
"أبو مصطفى" نازح من مدينة معرة النعمان يقيم في منزل غير مكسي في ضواحي مدينة كفرتخاريم مع عائلته المؤلفة من تسعة أشخاص قال لبلدي نيوز: "إن هذا العام الأول لي خارج مدينتي معرة النعمان، وأنا أنتظر قدوم شهر رمضان المبارك، بعد أن هجرنا تحت بطش وحميم الطائرات الحربية الروسية والتابعة لنظام الأسد وراجمات الصواريخ.
وأضاف "أبو مصطفى" لا أشعر بأي نوع من أنواع البهجة التي اعتدت عليها باستقبالي لهذا الشهر الكريم، لا أنا ولا أحد من عائلتي حيث الظروف المعيشية والمادية منعتني من التجهيز لاستقباله بشراء أبسط ما يمكن أن يوضع من مواد اساسية على مائدة السحور والإفطار اليومية.
ولفت إلى أن لشهر رمضان طقوس خاصة نحتفل بها في كل عام نحن وجميع المسلمين على معظم بقاع الأرض، لكن غابت هذه الطقوس عن سكان ريف إدلب الجنوبي والشرقي وجميع المناطق التي هجر أهلها بسبب اَلة الاجرام الأسدية والروسية في هذا العام بسبب النزوح وضعف الامكانيات المادية.
وفي دورها "خنساء الحسن" قالت لبلدي نيوز: "كيف سنستقبل هذه الأيام الفضيلة المباركة ونحن مهجرون عن ديارنا وأصبحنا ننتظر الموت بفارغ الصبر حتى نتخلص من هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، حيث أقيم مع عائلتي في خيمة قماشية نغرق داخلها في مياه الأمطار في فصل الشتاء ونحرق من حرارة الشمس في فصل الصيف.
وطالبت السيدة "خنساء" جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية مد يد العون للنازحين بشكل عام وخاصة المقيمين في المخيمات الحديثة، حيث الأوضاع الإنسانية والمعيشية تفاقمت عليهم وانهكتهم، فأكبر ما يتمنوه الآن رسم البسمة على وجوه
اطفالهم في شهر الصيام والطاعة الذي يحتاج به الانسان، والكثير من الأطعمة والمواد الغذائية الاساسية التي تعطي طاقة التحمل للإنسان على مشقة الصيام.
وختمت السيدة "خنساء" حديثها وهي متأملة من الله أن يعيدهم إلى ديارهم هي وجميع الذين هجروا لما رأوه من مرارة وقساوة ومشقة النزوح والتهجير والحرمان من اغلا شيء على الانسان، ألا وهو المنزل الذي عمل جاهداً طوال سنين عمره حتى اسسه وبناه ليكون ملجأ له ولعائلته.
يذكر أن الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام وحليفه الروسي على أرياف إدلب وحلب تسببت بتهجير أكثر من مليون نسمة من مدنهم وقرهم إلى المناطق الشمالية والغربية والمخيمات المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع تركيا، ومعظم هذه العوائل لا تكاد تملك قوت يومها بسبب الاكتظاظ السكاني في المنطقة وعدم توفر فرص العمل وخاصة في الآونة الاخيرة اغلاق معظم المعامل والورشات التجارية خوفاً من وصول وباء كورونا إلى المنطقة.