بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
أجبرت ظروف الحرب والتهجير في شمال غرب سوريا، مئات العائلات التي نزحت جراء حملات النظام وروسيا العسكرية إلى المخيمات والمناطق الحدودية؛ أجبرتها على البحث عن بدائل مفيدة لمواجهة الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المواد بشكل عام، ومن هذه الطرق زراعة الخضروات في محيط الخيام لسد حاجتهم منها ما أمكن.
وحول هذا المشروع يقول "أبو أحمد" النازح من منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي في حديث لبلدي نيوز: "قررت أنا ومثلي المئات من سكان المنطقة الذين فروا إلى مناطق شمال غرب إدلب للبحث عن بديل يمكننا من سد حاجتنا من الخضار".
وأضاف: "نتيجة اكتظاظ المخيمات في المنطقة، توجهت للسكن في أحراش الجبال وهي منطقة صعبة جدا ولا يوجد فيها أي شكل من أشكال الحياة وأقرب بلدة إلينا تبعد 15 كم".
يعيش "أبو أحمد" في خيمة صغيرة مع عائلته المكونة من عشرة أشخاص، وعمل سابقا في مجال البناء، واليوم وبسبب النزوح لم يعد هناك أي فرصة للعمل، وباتت متطلبات الحياة أكثر صعوبة في ظل الغلاء الفاحش، يقول: "قررت الاعتماد على نفسي بتأمين لقمة عيش كريمة تسد حاجتنا، وكانت فكرتي هي عبارة عن زراعة الخضروات في محيط خيمتي القماشية للتخفيف من مصاريف شهر رمضان الذي بات على الأبواب".
وأضاف: "زرعت تشكيلة منوعة من الخضروات الصيفية مثل البامياء، والجرجير، والفجل، والبقدونس، والقرع، والرشاد في أقسام متفرقة عن بعضها البعض، وقمت بهذه الخطوة لأن الذهاب إلى أقرب قرية يكلفني أكثر من 2000 ليرة أجور ذهاب واَياب".
ويعيش معظم النازحين من قراهم بإدلب في ظل أوضاع إنسانية في غاية الصعوبة، جراء شح الدعم المقدم من قبل المنظمات أو الجمعيات الخيرية والإغاثية، بسبب تزايد أعداد النازحين جراء الحملات العسكرية لنظام الأسد وروسيا على مناطق ريف إدلب وحلب في الآونة الأخيرة، والسيطرة على عشرات المدن والبلدات والقرى.
يذكر أن "فريق منسقو استجابة سوريا" قدر أعداد النازحين جراء حملات النظام المتلاحقة منذ نيسان من العام الماضي بأكثر من مليون ونصف مليون مدني، يعيش معظمهم في مخيمات قرب الحدود السورية التركية.