بلدي نيوز – أبو خطاب النميري
يقع مخيم "الرقبان" في منطقة محرمة حيث تلتقي الحدود السورية العراقية الأردنية، ويبعد عن مدينة الرويشد حوالي 120 كم وهي أقرب المدن إليه، ويعتبر المخيم أشبه بالجحيم، فلا يوجد فيه إلا بئر مياه واحدة، ويتراوح عدد النازحين فيه ما بين 18 و19 ألفا حتى مطلع شباط المنصرم.
ولا توجد سلطة تحكم المخيم وتقوم على إدارته وتفرض الأمن، فيتعرض اللاجئون من حين لآخر للسرقة، إلى جانب انتهاكات على كل الأصعدة.
مصادر مطلعة على الأوضاع داخل المخيم قالت لبلدي نيوز إن كل خمس عائلات يتقاسمون خيمة واحدة، بمن فيهم الفتيات اللواتي تقطعت بهن السبل وانفصلن عن عائلاتهن هربا من ظروف مأساوية. أما بقية اللاجئين فقد فروا من بطش تنظيم "الدولة" ونظام الأسد على حد سواء.
أم عصام التي غادرت المخيم المخيم إلى الأردن قالت لبلدي نيوز: "عندما وصلنا إلى هذه المنطقة لم يكن يوجد إلا القليل من المدنيين الفارين من جحيم الحرب، ووجدنا ثمانية قبور ردمت حديثاً تعود لعدد من المدنيين قضوا عطشاً"، موضحة أن الحكومة الأردنية المسؤولة عن المخيم، لا تقدم شيئاً، ولا حتى على المستوى الصحي، ما أدى لانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير بين قاطنيه. وتتابع: "ابني ذو الثلاثة عشر عاماً تعرض للدغة عقرب في رقبته بعد منتصف الليل، ولم نجد من يساعده مع رفض المسؤولين عن المخيم نقله إلى مدينة الرويشد التي تعد أقرب المدن إلى هذا المخيم، ما اضطرنا للاستعانة بأحد رعاة الإبل في صباح اليوم التالي حيث قدم لنا المساعدة.
ويعيش المخيم حالة من الانقطاع عن العالم الخارجي، فلا وسائل للاتصال مطلقاً سوى الوسيلة البدائية القائمة على نقل الأخبار عن طريق الأشخاص المغادرين إلى الداخل الأردني.
وعن المساعدات الغذائية يتحدث سالم أحد سكان المخيم لبلدي نيوز: "تقدم لنا الحكومة الأردنية كل يوم سلة غذائية، مقدمة من دولة الإمارات، ويتم تخصيصها لـ ٢٥ شخصاً، فلا تكاد تسد رمقهم ولا تسمن من جوع"، ويضيف بأن المياه الملوثة تسببت بالكثير من الأمراض، مطالباً المعنيين بالاهتمام وتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة للسكان.
وكان تقرير للكاتب البريطاني ديفيد هيرست كشف عن مصرع العشرات من اللاجئين خلال شهر شباط المنصرم في مخيم أقيم للاجئين السوريين في منطقة "الرقبان" على حدود سوريا مع الأردن، حيث قال هيرست في تقريره الذي نشرته صحيفة "ميدل إيست آي" إن المخيم الذي أقيم في منطقة نائية على الحدود مع الأردن تنقصه التجهيزات اللازمة. وأضاف الكاتب أن عواصف الشتاء القارص وجراحات الحرب وسوء التغذية والأمراض اجتمعت لتفتك بالضعفاء من هذا الفوج الجديد من اللاجئين الذين شردهم من ديارهم داخل سوريا القصف الروسي وتنكيل تنظيم الدولة، حسب ما أفادت له مصادر مطلعة.