بلدي نيوز – حلب (ميار حيدر)
غابت الطائرات الروسية عن أجواء معارك ريف حلب الدائرة بين الثوار وقوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حركة "النجباء" الشيعية وحزب الله اللبناني، ليلاقوا مصيراً أسوداً على يد كتائب الثوار، قتل خلاله العشرات من قوات الكوماندوس الإيراني ومن معه من ميليشيات وينتهي بهم المطاف مهرولين منهزمين أمام ثبات الثوار وامتلاكهم زمام المبادرة.
الناشط الإعلامي "أبو البراء"، أكد لـ"بلدي نيوز" غياب أي دور فعال للطائرات الروسية خلال معركة الأمس في تل العيس بريف حلب الجنوبي، سوى غارة جوية واحدة نفذتها مقاتلة روسية قبل أن يختفي أي تواجد لهم في الأجواء، فيما كانت طائرات النظام السوري حاضرة بكثافة في المعارك، ولكنها لم تغير في كفافها أي شيء.
وأضاف، مع غياب الطائرات الروسية لم تختلف قوات النخبة الإيرانية عن قوات الأسد أو بقية المرتزقة ممن معهم، فقد قتل لهم العشرات قبل أن ينسحبوا من المعركة مهزومين بكافة المعاني العسكرية والحربية، فيما كان لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام وبقية الفصائل من الجيش الحر جولات قوية لم يشهدها الريف الجنوبي لحلب من قبل.
ونوه المصدر، إلى إن غياب الدور الفعال للطائرات الروسية كان في مصلحة الثوار الذي نجحوا في امتصاص الصدمة الأولى للهجمة العنيفة، وما أن غابت طائرات بوتين حتى عادوا بقوة إلى المشهد مسترجعين زمام المبادة واستعادوا كافة النقاط التي سبق وفقدوها.
وتابع "بعد ساعات من المعارك الطاحنة التي دارت رحاها على أرض العيس بريف حلب الجنوبي انجلى الغبار، وغابت الطائرات وتوقف القصف لتسود المنطقة حالة من الهدوء غير المستقر، وانكشفت النتائج عن عشرات الجثث تناثرت هنا وهناك في المزارع والحقول وبين المنازل وعلى قارعة الطرق جلهم من الميليشيات الإيرانية والأفغانية وعناصر حزب الله".
وأردف "أكثر من سبعين قتيلاً من ميليشيات الشيعة، سقطوا بالأمس على تراب العيس في أكبر حملة عسكرية شنت على المنطقة، والتي قدمت فيها جميع الفصائل في مقدمتها جبهة النصرة بطولات سيخلدها التاريخ، وصموداً وصف بالأسطوري أمام كل القصف والغارات والصواريخ التي مهدت أمام ميلشيات إيران".
صور كثيرة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي للجثث المتناثرة وقتلى الميليشيات الشيعية لاقت صدمة كبيرة للأسد وحلفائه، ممن ظنوا أن الميليشيات الشيعية ستغير المعادلة على الأرض، وستعيد السيطرة على العيس وتلتها الاستراتيجية، لتبدأ اليوم تتوافد الأسماء تباعاً لقتلى حزب الله والحرس الثوري والميليشيات المختلفة، وفق شبكة شام.
بالمقابل، قدم الثوار في معركتهم 25 شهيداً قدموا أرواحهم في وجه مستعمري إيران والشيعة ممن يهللون لمعركتهم الكبرى في السيطرة على حلب، وتهجير الآلاف من سكانها وتدمير ممتلكاتهم ومنازلهم لنصرة الأسد وجنوده.