بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
تدعم منظمة اليونسيف في جميع دول العالم الثالث العملية التربوية من إنشاء للمدارس ولباس ولقاحات وأجور تشغيلية، وتدخل سوريا ضمن خطة اليونسيف فتدعم المنظمة العملية التربوية للمراحل الأساسية والثانوية، وتقدم اليونسيف مبلغاً مالياً كأجور للمدرسين يتراوح بين ٣٣٠ و٤٣٠ دولار أمريكي كمنحة لدعم التربية والتعليم في البلدان النامية، ولاتزال حكومة النظام تتقاضى هذه المنح بالرغم من العقوبات المفروضة عليها بحجة أنها لدعم العمليات الإنسانية ولاعلاقة لها بما تمر سوريا من ظروف الحرب، بل على العكس تضاعفت هذه المنح خلال سنيّ الثورة السورية ومع ازدياد الوضع الإنساني سوءاً.
ويضم القطاع التعليمي ما يقارب 150 ألف معلم وإداري مسجلين في قيود وزارة التربية التابعة لنظام الأسد، وعلى اعتبار أن المعدل الوسطي الذي تمنحه اليونسيف للمدرس ٣٥٠ دولاراً، فإن وزارة التربية تحصل على 600 مليون دولار سنوياً، واللافت بالأمر أن نظام الأسد وعلى الرغم من هبوط الليرة السورية عشرة أضعاف أمام الدولار، ما زال يدفع الأجور بالليرة السورية ودون مراعاة فرق صرف العملة الحاصل وزيادتها في حال زيادة سعر صرف الدولار، مع قيام النظام بالحفاظ على أوراق المدرسين في المناطق الخارجة عن سيطرته وتشبثه بمِنَحِهِم على الرغم من قدرة الأمم المتحدة على إيصالها إليهم مباشرة عبر المناطق المحررة.
وبالعودة إلى انحدار صرف الليرة السورية، فإن النظام يمنح مايقارب 30 ألف ليرة سورية لموظفيه كراتب شهري أي مايعادل ٥٠ دولاراً، محتفظاً بالثلاثمئة المتبقية دون أي توضيح، وهوما يجعله يوفر ما يقارب نصف مليار دولار سنويا على حساب قوت العاملين.
معونات للجيش والانتخابات!
وكانت العديد من التسجيلات المصورة التي بُثت من قبل نشطاء الثورة السورية أثناء تحرير النقاط العسكرية عُثر فيها على مساعدات إنسانية مدموغة بالعلامات الزرقاء التابعة للأونروا والمنظمات الأممية، بالإضافة الى تقرير أعدته وكالات إعلام روسية على طريق خناصر بريف حلب عرضت خلاله العديد من الخيام التي تستخدمها ميليشيات النظام كمعسكر للإقامة على أحد النقاط التابعة لها.
كما كان للحملات الانتخابية نصيبها من المعونات، فأوضحت العديد من الصور والفيديوهات الصادرة من مناطق النظام للحملات الانتخابية، أن معظم الخيام المنصوبة في الشوارع لتدعيم حملات مرشحي "مجلس الشعب" كانت من المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة.
ولم ينسَ زعيم مافيا الاقتصاد رامي مخلوف حصته من المعونات، فأصبح يتصدق بها على شبيحته باسم جمعية "البستان الخيرية".
وبينما تغرق المناطق المحررة بالظلام منذ سنوات نتيجة قطع التيار الكهربائي عنها، أو يجد أبناؤها وسائل بديلة للإنارة يدفعون ثمنها من دخلهم الشخصي، سُجّلَ في الفترة الأخيرة قيام الأمم المتحدة بدعم إنارة طرق المدن التي يسيطر عليها نظام الأسد بأنظمة طاقة شمسية، مع علم المنظمة الدولية بأن النظام لازال يسيطر على معظم المحطات الحرارية المولدة للكهرباء!