هل تنجح المدرسة الرقمية في الحد من أزمة التعليم شمال سوريا؟ - It's Over 9000!

هل تنجح المدرسة الرقمية في الحد من أزمة التعليم شمال سوريا؟

بلدي نيوز- (لانا عبد الحميد)
يعتبر الأطفال هم الحلقة الأضعف في النزاعات والحروب التي تنتج جيلاً لا مستقبل لهم في ظل غياب التعليم، السوريون تمكنوا من تغيير هذه القاعدة بإنشاء مدارس معترف بها دولياً، وحاصلة على براءة اختراع عالمية "Wipo" كونها المدرسة النوعية الأولى في العالم.
المدرسة الرقمية، أو التعليم الجديد؛ هي منظومة تعليمية حديثة تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية للطلاب، تتضمن مدرسة افتراضية تبدأ من الصف الخامس الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية، تقدم المنهاج السوري المطور والمنقح بأشكال متنوعة، منها النصية والمسموعة والحلقات المرئية الشيقة والمزودة بوسائل إيضاح متنوعة حديثة.
طريقة إبداعية
عزا المنسق العام للمدرسة الرقمية "عبد لله زنجير"، إلى حاجة الطلاب إلى التعليم في ظل عدم توفر المدارس والدمار الذي لحق بها، ولتمكين الطلاب من إكمال مسيرتهم التعليمية.
يقول زنجير: "كانت المنظومة التعليمية في سوريا تسير بشكل معتاد ومستقر بتقديم المادة العلمية من المدرسة إلى الشريحة المستهدفة، ألا وهو الطالب المستقر، ولكن هذه المنظومة لم تعد تلبي متطلبات المرحلة، ولأن الطالب لم يعد مستقراً، وفقد التعليم كان لابد من التفكير بطرق إبداعية جديدة للوصول إلى جميع شرائح الطلاب عبر وسائل كثيرة، وبالتالي يمكن للطالب حسب وضعه وظرفه التعلم من الوسيلة المناسبة له".
ويضيف المنسق العام للمدرسة الرقمية، "سنوات الحرب أفقدت غالبية الطلاب مدارسهم وأصبحوا بلا تعليم، مما سينتج جيلاً كاملاً بلا علم، والنتيجة حالة من الجهل المزمن، ومن هنا جاءت فكرة المدرسة الرقمية لإيصال العلم إلى كافة شرائح الطلاب حسب ظروفهم المختلفة، أينما كانوا بالوقت والظرف الذي يناسبهم".
وحول طبيعة المدرسة الرقمية يقول زنجير: "يدخل حاليا ثلاثة آلاف طالب إلى موقع المدرسة الرقمية على موقع يوتيوب، وبلغت دقائق المشاهدة ستة ملايين دقيقة كمتوسط شهري، كما يدرس بنظام "الأوف لاين" قرابة ١٠٠٠٠ آلاف طالب وطالبة ما بين الشمال السوري والجنوب التركي".
ويضيف، "لهذه المدارس نوعان، الأول بنظام "أوف لاين" أي لا يحتاج إلى الشبكة العنكبوتية الإنترنت، والثانية "أون لاين" الذي يحتاج لتوفر الإنترنت، كما توجد جميع الدروس والمواد العلمية على قناة تابعة للمدرسة، وعندما تتوفر الكهرباء والإنترنت يستطيع الطالب أن يحمل جميع المواد من الموقع".
محطة فضائية
ونوه المتحدث إلى أن أول مدرسة رقمية بدأت في الغوطة الشرقية، والآن انتشرت في الشمال السوري وريف إدلب، مضيفاً أن الطالب يستطيع في أي لحظة أن يكتب سؤاله وهو يحضر الدرس، ليتلقى إجابة فورية من قبل أساتذة مختصين بالمادة العلمية يداومون على مدار الساعة.
وأشار إلى أن المنهاج المعتمد في المدارس الرقمية هو منهاج سوري بحت، وتعترف به منظمة اليونيسكو دولياً، مضيفا أن المراحل التعليمية تبدأ الآن من الصف الخامس إلى المرحلة الثانوية للقسمين العلمي والأدبي.
ويأمل المنسق العام للمدارس الرقمية أن يتم تعليم المراحل الأساسية الأولى من الصف الأول وحتى الصف الرابع، منوها أن عدم تنفيذها حتى الآن هو ضعف المورد المالي.
ولفت إلى أنه تم افتتاح أول وحدة تعليمة للأيتام في الشمال السوري منذ عدة أيام، وبأنهم يتعاونون مع مختلف منظمات المجتمع المدني المعنية بالتعليم.
وشدد زنجير على أن المدرسة الرقمية هي سورية وطنية مستقلة، ولا تتبع لأي جهة سياسية، هدفها الأساسي والرئيسي هو أن توصل العلم لجميع الطلاب السوريين.
وبحسب المتحدث؛ ترفد المدرسة الرقمية مكتبة الكترونية ضخمة، تضم الشروحات العلمية عن المناهج، وجميع المناهج بكافة موادها متوافرة بروابط الكترونية متواجدة على الموقع، فضلا عن وجود تطبيق للجوال يوجد به جميع ما يحتاجه الطالب إن لم يكن متوفراً لديه الحاسوب.
وألمح زنجير إلى أن المدرسة الرقمية تتطلع لإنشاء محطة فضائية تعرض عليها المناهج التعليمية، وتوفير شريط إخباري يبث كل ما هو جديد بتقديم المعلومات التعليمية، وتوفير شريط رسائل للمشاهدين وبث مباشر لحلقات خاصة عن التعليم وتغطيات تلفزيونية للحراك التعليمي.
الجدير بالذكر أنه يوجد لدى المدارس الرقمية خيماً ميدانية قابلة للفك والتركيب والتنقل بسهولة، لتصل إلى الطلاب ومزودة بالحقيبة التعليمية، كما يوجد عربة تعليمية مزودة بكافة الوسائل التعليمية والإرشادية والمخبرية مع طاقم وأساتذة مدربين.

مقالات ذات صلة

"استجابة سوريا": نحو 2.3 مليون طفل سوري بلا تعليم

قرارات جديدة لحكومة النظام بشأن التعليم

رايتس ووتش تُطالب بوقف تسييس تعليم الأطفال السوريين في لبنان

تقرير يسلط الضوء على التحديات الإضافية التي يواجهها الأطفال في شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا بعد زلزال شباط

أستاذ في الاقتصاد من حلب "كسوة الطفل تصل إلى 700 ألف ليرة في العيد"

ارتفاع نسبة المصابين بالأمراض الرئوية وخاصة الأطفال في مشفى هجين بريف دير الزور