عمليات تحقيق دقيقة ينتهجها النظام في عمليات "التسوية" بالغوطة الشرقية

بلدي نيوز – ريف دمشق (أشرف سليمان)
تستمر عملية "تسوية الأوضاع" في مدينة سقبا بغوطة دمشق الشرقية، التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي، وتقدم 500 شخص لتسوية أوضاعهم حتى الآن في المدينة، بحسب موقع "دمشق الآن" الموالي للنظام.
وقال "غ.ر" ناشط في مدينة سقبا لبلدي نيوز إن "اللجنة المسؤولة عن تسوية الأوضاع في سقبا تقوم بالتحقيق المفصل مع كل من يتقدم لتسوية وضعه من أبناء المدينة، والتسوية ملزمة لكل رجل أوشاب من عمر 16 عاماً وحتى 65 عاما، وبالنسبة للنساء؛ فالتسوية اختيارية".
وأضاف: "طبيعة الأسئلة تدور حول العمل أثناء الثورة وعن الأخوة والأقارب من قتل منهم ومن اعتقل، ومن انتقل للعيش في المناطق المحررة، وكذلك عن الناشطين الثوريين والإعلاميين ومن حمل السلاح وغيرها من الأسئلة الدقيقة، ومن ثم يقوم من يسوي وضعه بالبصم والتوقيع على عدة أوراق وتعهدات خطية".
وأضاف "غ.ر" أن "النظام شن حملة اعتقالات واسعة لناشطين وأشخاص عملوا في المجال الثوري في مدينة سقبا، وصادر ممتلكات بعض القياديين والناشطين في المدينة قبل بدء التسويات".
الإعلامي "غياث الدمشقي" من أبناء مدينة سقبا، قال لبلدي نيوز" "أوراق التسوية تشبه البيانات الأمنية التي كان يملأها السوريون في أغلب مراجعاتهم لأفرع المخابرات، والإقبال على التسوية ضعيف في المدينة، بسبب أن نسبة كبيرة من شباب سقبا إما هُجّروا أو استشهدوا في المعارك ضد قوات النظام أو بالقصف، ولم يبقَ فيها إلا فئة قليلة من كبار السن والمصابين وبعض الشبان الذين خرجوا إلى مراكز الإيواء، وممن بقي بالمدينة أثناء اجتياح قوات النظام لها في آذار من العام الحالي".
يذكر أن مدينة سقبا كان يقطنها 40 ألف شخص في عام 2011، وهي من أوائل المدن التي خرجت في المظاهرات السلمية في آذار عام 2011، واستشهد فيها أكثر من ألف مدني، وتميزت المدينة بحراكها الثوري والمدني، ولم تغب عنها المظاهرات المدنية طيلة سبع سنوات من عمر الثورة في الغوطة الشرقية.