من درعا إلى حلب .. سورية على طاولة التغيير الديمغرافي الروسي وحالة القلق الأممية مفقودة - It's Over 9000!

من درعا إلى حلب .. سورية على طاولة التغيير الديمغرافي الروسي وحالة القلق الأممية مفقودة

بلدي نيوز - حلب (حسام محمد)
تعاصر الثورة السورية في الآونة الأخيرة أكثر الأيام صعوبة ومرارة، فمن جنوب البلاد إلى شمالها يحرق طيران الاحتلال الروسي الأرض بمن عليها، مدمراً المنازل السكنية وإنهاء البنية التحتية للبلدات المحررة، في حين ما تزال الأجواء السورية أوتوستراد جوي للطائرات الحربية الروسية في ظل غياب أي إشارات مرور حمراء عربية أو دولية,
أما قوات النظام فما زالت تتقدم براً مستعينةً بالميليشيات الطائفية، عقب تهجير عشرات آلاف من الأهالي في درعا وصولاً إلى حلب، ضمن مشروع التغيير الديمغرافي في عموم المنطقة بقيادة روسية إيرانية، وغياب القلق العربي أو الأممي حيال المحرقة السورية المستمرة.
الصحفي السوري "ياسين أبو رائد" قال لبلدي نيوز، عن الأوضاع التي تعانيها حلب: "حركة النزوح الغير مسبوقة والتي وثقتها العديد من العدسات العربية والأجنبية والمنظمات الحقوقية، تعود أسبابها إلى كثافة القصف الجوي الروسي، ففي مدينة عندان بريف حلب على سبيل المثال هاجمتها الطائرات الحربية الروسية بستين غارة جوية خلال 24 ساعة فقط".
واستطرد "أبو رائد" بالقول: "كما استهدفت الغارات الجوية والقصف البعيد البنى التحتية والمدارس والمشفى الميداني ومؤسسة الدفاع المدني، أما في بلدة رتيان فكان نصيبها ما يزيد عن ثمانية آلاف قذيفة صاروخية".
ومن الناحية الأخرى يرى الصحفي السوري، أن توسع قوات النظام كان له دور كبير بتهجير المدنيين حتى في الأماكن التي لا تتعرض للقصف، فتمدد النظام أخاف النازحين، وجعلهم يفرون خشية وقوعهم بيد الميلشيات الطائفية.
وحول الأهداف الروسية من الحالة الهستيرية في القصف أفاد "أبو رائد"، بأن حكومة موسكو تريد تهجير السكان الأصليين في المناطق المحررة، بغية الضغط على الحدود التركية، فالنازحين هم ورقة ضغط على الحكومة التركية، وفي هذه الظروف ومن ناحية آخرى هي تتبع سياسة الأرض المحروقة، من اجل التمهيد أمام النظام السوري وتحقيق مكاسب سياسية ورمزية لبوتين في المحافل الدولية.
مصادر محلية أكدت أن نحو 70 ألف سوري نزحوا باتجاه الحدود السورية - التركية، هربًا من جحيم القصف الروسي المكثف، ومن هجوم الميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية، الذي بدأ قبل أيام باتجاه بلدتي نبل والزهراء المواليتين لنظام الأسد بريف حلب الشمالي، وأضافت المصادر أن آلاف العائلات السورية تجمَّعت عند معبر باب السلامة الحدودي.
أما في درعا جنوب البلاد فإن أزمة إنسانية كارثية تلوح بالأفق على مدن وبلدات شمال غرب المحافظة، مع بدء نزوح المئات عن مدينتي طفس وداعل وبلدة إبطع الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة إلى بعض المناطق المجاورة، ليُضافوا إلى مئات العائلات التي نزحت عن مدينة الشيخ مسكين والسهول المحيطة في الآونة الأخيرة.
وطالب سكّان محليون وبعض الناشطين المدنيين في ريف درعا الغربي بحسب وكالة "نبأ" العاملة في المنطقة، الهيئات المحلية والمنظمات المختصة في الشؤون الإغاثية، بالاستعداد لفترة زمنية قادمة، مرتقب أن تكون حافلة بمعاناة آلاف النازحين إلى السهول والقرى والبلدات البعيدة عن مناطق العنف، وذلك بوضع الخطط وتجهيز الإمكانات اللازمة لإغاثة النازحين، في ظل الظروف الراهنة وخاصة الشتاء البارد.
يأتي ذلك في وقتٍ تنزح فيه عشرات العائلات عن مدينة طفس غرب درعا، بعد تعرّضها مساء اليوم لحوالي 20 غارة جوية من الطيران الروسي، استهدفت مناطق تجمع المدنيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
كما تتعرّض مناطق عدة في محافظة درعا لحملة من القصف الجوي والمدفعي منذ أمس، أبرزها داعل وإبطع وإنخل شمال وغرب درعا، والغارية الغربية والنعيمة شرق درعا، في وقتٍ يجهّز فيه الجيش النظامي وميليشيا "حزب الله" اللبنانية لشن عمليات عسكرية جديدة مشابهة لسابقاتها، والتي نتج عنها سيطرتهم على مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان شمال مدينة درعا.
من جانب آخر، دعت تنسيقيات إعلامية وناشطون مدنيون وإعلاميون على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، الفصائل المقاتلة العاملة في محافظة درعا، إلى تحمّل مسؤولياتها في التصدي لهجمات قوات النظام والقوات المشاركة معه من "حزب الله اللبناني وجيش الدفاع الوطني"، على جبهات درعا، وعدم الوقوف مكتوفة الأيدي.
وعلى الصعيد السياسي، كان قد كشف "خالد خوجة"، رئيس الائتلاف الوطني السوري، يوم أمس، عن إيقاف دعم الفصائل الثورية السورية من الأطراف الدولية، منذ عقد محادثات "فيينا"، واعتبر أن "دي ميستورا" يعمل ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي.

مقالات ذات صلة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

مجموعات محلية تعتقل أحد قادة الشبيحة في درعا

غارات إسرائيلية كثيفة تطال مواقع عسكرية في دمشق و ريفي درعا والقنيطرة

درعا والسويداء خارج سيطرة النظام

//