بلدي نيوز
بعد سيطرة نظام الولي الفقيه على الحكم في إيران عام 1979، دأب القادة الايرانيون على التأكيد على مناهضة "إسرائيل" والدعوة إلى ازالتها من الوجود لأنها "كيان غير شرعي يحتل أرضا اسلامية" حسب الخطاب الايراني المعهود.
بينما ترى "إسرائيل" أن إيران تمثل تهديدا على وجودها، وأكدت على منعها من التوصل إلى إنتاج أو امتلاك اسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل. كما يكرر القادة الاسرائيليون التأكيد على منع ايران من توسيع وترسيخ وجودها في الشرق الأوسط.
مع تراجع قوات النظام وسيطرة المعارضة على مساحات كبيرة من البلاد بدأت إيران بإرسال آلاف المقاتلين للقتال إلى جانب قوات النظام، وكانت البداية في بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية حيث لعبت ميليشيا حزب الله دورا أساسيا في المعارك ضد مقاتلي المعارضة والسيطرة على الشريط الحدودي مع لبنان عام 2013.
ولعبت إيران و"المقاتلون الشيعة الذين تديرهم" دورا أساسيا في دعم رأس النظام بشار الأسد وفي السيطرة على معاقل الجيش الحر في وسط وجنوب سوريا.
وتراجع القتال إلى حد بعيد خلال الأشهر القليلة الماضية، وباتت المواجهات أقل حدة وتدور في جيوب صغيرة ومتناثرة. وتمكنت قوات النظام من حصر وجود المعارضة في جيب صغير في أقصى شمالي البلاد والذي يحظى بنوع من الحماية التركية.
ومع تراجع دوي المدافع تبدو إيران وروسيا منهمكتان بالتخطيط لوجودهم في سوريا على المدى البعيد.
تكتيك جديد
كرر جميع المسؤولين "الاسرائيليين" وعلى رأسهم رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو تحذيره لإيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا الأمر الذي يمكنها من تنفيذ هجمات عليها انطلاقا منها.
وتقول "إسرائيل" إن طهران نشرت عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأسلحة في عدد من القواعد العسكرية والمطارات.
وكثفت "إسرائيل" من وتيرة هجماتها وغاراتها الجوية على الأهداف العسكرية داخل الأراضي السورية التي تقول إنها قواعد إيرانية أو تتمركز فيها قوات إيرانية.
الهجمات "الاسرائيلية" على سوريا ليست جديدة؛ فقد شنت عشرات الهجمات الجوية والصاروخية خلال السنوات القليلة الماضية وحتى قبل اندلاع الثورة السورية.
جرت العادة أن تلتزم "إسرائيل" الصمت عند شن مثل هذه الغارات التي يقال أنها كانت تستهدف شحنات الأسلحة التي كانت في طريقها إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية، إلا أنها بدأت مؤخرا تعلن عنها ولا تخفيها، وتقول إنها ضد "أهداف إيرانية" وتشمل مختلف أرجاء سوريا، حيث شمل أحد هجمات شهر مايو/آيار الماضي أكثر من 35 هدفا في جنوب ووسط سوريا وصولا إلى الحدود مع العراق شرقا.
وقالت "اسرائيل" وقتها إنها خاضت أكبر مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران وأكبر عملية عسكرية في سوريا منذ حرب 1973.
تصعيد تدريجي
وبدأ التصعيد الكبير بين الطرفين في 10 شباط/ فبراير 2018 عندما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مطار تيفور وسط سوريا، حيث أقامت إيران قاعدة للطائرات المسيرة (درون) هناك حسب المصادر الاسرائيلية وقتل في الغارة عدد من الخبراء والمستشارين الايرانيين.
جاءت الغارة بعد أن دخلت طائرة بلا طيار انطلقت من مطار تيفور إلى هضبة الجولان السوري المحتل، فتصدت لها الطائرات "الاسرائيلية" وأسقطتها. وقالت إسرائيل لاحقاً إن الطائرة كانت مسلحة.
مسألة وقت
وخلال الغارة "الاسرائيلية" على المطار تصدت وسائط الدفاع الجوي التابعة للنظام للطائرات الاسرائيلية ونجحت في إسقاط طائرة فوق مرتفعات الجولان وردت اسرائيل على ذلك بتدمير عدد من قواعد الدفاع الجوي.
وفي 14 نيسان تواترت أنباء عن انفجارات ضخمة في قاعدة عسكرية في جبل عزان في ريف محافظة حلب الشمالية قتل فيها عدد من عناصر مليشيا تابعة لإيران ونفى حزب الله ونظام الأسد هذه الأنباء.
وفي 30 نيسان شنت "إسرائيل" هجمات بصواريخ كروز وطائرات مقاتلة على أهداف في سوريا من بينها مستودع أسلحة قرب مدينة حماه وسط سوريا، كما ذكرت الأنباء وتسببت الانفجارات التي تلت الهجوم بهزة أرضية شدتها 2.6 درجة على مقياس ريختر.
أما الهجمات التي شنتها "إسرائيل" يوم 10 أيار؛ فشملت ضرب أكثر من 35 هدفا بينها عدد من قواعد الدفاع الجوي، واستخدمت فيها الطيران الحربي وصواريخ كروز والمدفعية والدبابات.
وقال "الجيش الاسرائيلي" إنه استهدف عدداً كبيراً من المواقع العسكرية التابعة لإيران في سوريا رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني، الذي اتهمت "إسرائيل" ما يسمى "بفيلق القدس" الإيراني بالمسؤولية عنه.
المصدر: بي بي سي