بعد أربعة أيام.. ما هي نتائج التصعيد في الجنوب السوري؟

بلدي نيوز – (أنس السيد)

فشل النظام والميليشيات الطائفية، من النيل من عزيمة الثوار في الجنوب السوري، عبر الحرب النفسية والإعلامية، والعروض المغرية بالمصالحات، وعودة الخدمات العامة، وبدأت قوات النظام عملياتها العسكرية قبل أربعة أيام في جبهات "اللجاة" بريف درعا الشمالي الشرقي، المجاور لريف السويداء الغربي، عكس التحليلات التي توقعت حصول ذلك في الريف الغربي.
وكعادتها لم تقف حملة النظام عند استهداف الجبهات والمناطق العسكرية فقط، بل تعدتها بقصفها الجوي والصاروخي الذي طال الأحياء السكنية في مدن وبلدات "اللجاة وبصر الحرير وناحتة والحراك والمليحة" الشرقية وغيرها، في محاولة للضغط على الحاضنة الشعبية، ما تسبب بسقوط شهداء وجرحى، وموجة نزوح واسعة، بلغت أكثر من 50 ألف مدني، اعُتبر بموجبها الريف الشرقي لدرعا منطقة منكوبة، وفق مجلس محافظة درعا.
من جهتها فصائل الثوار؛ أعدت العدة بما تيسر لهذا السيناريو، إذ أعلنت، الأربعاء الماضي، عن تشكيل "غرفة العمليات المركزية" لإدارة العمليات القتالية ضد قوات النظام في الجنوب السوري، وتمكنت حتى اللحظة من إحباط عدة محاولات لاقتحام جبهات "اللجاة"، موقعة خسائر بشرية قدرت بعشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام وميليشياته.
ويأتي اختيار النظام وميليشياته لجبهة "اللجاة" كمنطلق لعملياته العسكرية؛ لقرب خطوط إمداده إليها، وصعوبة استهدافها في محافظة السويداء، دون أن تثير حساسية سلبية بين المحافظتين الجارتين (درعا والسويداء)، اللتين يأمل النظام أن يشعل الخلاف بينهما، ناهيك عن ابتعادها عن المحظورات الإٍسرائيلية الجغرافية قدر الإمكان، مستفيدا من الدرس القاسي والفشل الذريع الذي مني به بمعارك المدن في حي "المنشية"، والمخيم بمدينة درعا، العام الماضي.
على صعيد آخر؛ أعلنت الجبهة الجنوبية في بيان لها يوم أمس" أنها لن تمنح الشرعية لأي ممثل من هيئة التفاوض المعارضة، للمشاركة بأي عملية سياسية في حال انخراط الهيئة في اللجنة الدستورية، والتي يعكف المبعوث الأممي، ستفان دي ميستورا، على تشكيلها"، مطالبة من وصفتهم بالشرفاء بالانسحاب من هيئة التفاوض في حال مشاركتها باللجنة الدستورية، خصوصا في ظل التصعيد الحاصل بدرعا.