بلدي نيوز-دمشق (حسام محمد)
اعتبر السوريون بمختلف أطيافهم من ثوار عسكريين أو مدنيين وصولاً إلى ساسة المعارضة بأن قرار رفض الهيئة العليا للتفاوض الذهاب وحضور مؤتمر جنيف 3 خطوة صحيحة طال انتظرها، معتبرين قرار عدم الذهاب إلى جنيف يصب في مصلحة الثورة السورية، وتأكيداً على ثوابت الثورة في إسقاط النظام السوري بكل رموزه وعدم تبرئة ساحته من دماء مئات آلاف السوريين وإعادة عجلة الحياة في سورية إلى العصور الحجرية.
نشطاء سوريون معارضون كان لهم كلمتهم من خلال إعلانهم عن حملة لدعم الهيئة العليا للتفاوض بعنوان "بروح الثورة مستمرون"، والتي تهدف إلى دعم قرار هيئة التفاوض العليا في مقاطعة مؤتمر جنيف 3، بسبب عدم تلبية مطالب السوريين في فك الحصار عن المدن التي تحاصرها قوات الأسد والميليشيات الطائفية، وكذلك إطلاق سراح المعتقلين كشروط رئيسية لقبول المفاوضات.
رياض حجاب رئيس الوفد المفاوض للمعارضة السورية في مقابلة مع "العربية"، أظهر خبرة سياسية كبيرة في التعامل مع الملف السوري على الطاولة الدولية، حيث أعلن بطريقة مخالفة لكافة التوقعات إن الوفد قد يذهب إلى جنيف لكن "لن ندخل إلى قاعة المفاوضات" دون تحقيق مطالبنا، مشيرا إلى أنه ما لم يتم تحقيقه بالقتال لن يتحقق بالتفاوض".
وأضاف حجاب أنه "كان على دي ميستورا أن يوجه رسالة وقف القتل لنظام (بشار) الأسد"، موضحا أن بعض المشاركين في المباحثات دعاهم دي ميستورا كمستشارين له، مشددا على أن دي ميستورا تبنى أجندة روسية-إيرانية يدعمها نظام الأسد.
وأوضح رياض حجاب أنه لا يرى في محادثات جنيف فرصة بسبب الظروف الدولية الحالية، مشيرا إلى أن إيران هي من تؤجج التطرف والإرهاب في سوريا وفي المنطقة.
قرار الهيئة العليا للتفاوض بعدم الذهاب إلى جنيف، أجبر روسيا على طلب عقد اجتماع دولي جديد بخصوص الأزمة السورية، بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين، في مدينة ميونيخ الألمانية، قبل يوم واحد من موعد عقد مفاوضات جنيف، الأمر الذي رأى فيه مراقبين نصر للثورة السورية وتعزيزاً لقرار الهيئة العليا في قطع المفاوضات.
بدوره، اعتبر القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية أن الذهاب إلى المفاوضات دون تحقيق أية شروط إنسانية للشعب السوري خيانة، مؤكداً أن قوة المفاوض تستمد من الأرض، وحذر أن تتحول العملية السياسية إلى تقاسم سلطة مع النظام، معتبراً أن العملية السياسية لن تحقق الحدَّ الأدنى من تطلعات الشعب السوري الثائر في ظل المعطيات الحالية.
وقال المهندس مهند المصري (أبو يحيى الحموي) القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية، في سلسلة تغريدات له على حسابه في تويتر "لسنا ضد أي حل سياسي إن كان حلاً يرضي ربنا ويوازي تضحيات شعبنا ودماءه وأشلاءه، فقد عاهدنا ربنا ألا نخذلها ما حيينا".
من جانبه، أكد المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض الدكتور رياض نعسان آغا، إن التسوية السياسية لا يمكن أن تتم، إلا برحيل رئيس النظام بشار الأسد عن السلطة، وقال آغا إن "المعارضة تريد فقط اتفاقا دوليا والتزاما بقرار مجلس الأمن 2254، والذي يدعو إلى حكومة انتقالية تنهي الوضع في البلاد".