بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
أكدت مصادر من داخل المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" في ريف دير الزور، أن انشقاقاً كبيراً حصل داخل التنظيم خلال الأيام الماضية، تطور إلى اشتباكات تعد الأولى من نوعها.
ووفق المصادر التي نقل علنها موقع "فرات بوست" المحلي، فإن عناصر التنظيم داخل ما تبقى من مناطق يسيطر عليها في ريف دير الزور الشرقي وفي المناطق المحاذية للحدود السورية العراقية، انقسموا إلى فريقين، الفريق الأول يضم في غالبه العناصر السوريين وآخرين يحملون الجنسية العراقية، والذين يؤيدون "الخليفة" أبو بكر البغدادي.
ويرى هذا الفريق، بأنه رغم مرور فترة طويلة على عدم ظهور البغدادي، إلا أنهم مازالوا على البيعة التي يعتبرونها "رمز ولاء" للخليفة، أما القسم الثاني فيضم في غالبيته أصحاب الجنسيات الأخرى سواء العربية أو الآسيوية أو غيرها من جنسيات أجنبية أخرى، وهؤلاء طالبوا بمبايعة أمير ثانٍ يتواجد في الميدان مع المقاتلين فيما تبقى من مناطق خاضعة للتنظيم ومحاصرة منذ أشهر.
وتفيد المعلومات بسقوط عشرات القتلى والمصابين نتيجة اشتباكات متقطعة شهدتها الفترة الماضية، وشدد التنظيم على وجوب التكتم على هذا الخلاف، والعمل قدر الإمكان على منع تسرب تفاصيله ومستجداته إلى الخارج.
هذه التطورات، استدعت من أنصار "البغدادي" إصدار فتوى تصف معارضي "الخليفة" بـ"الخوارج"، ما يتطلب قتالهم و"سبي" نسائهم، وتم الإعلان عن هذا الحكم من على المنابر في خطب الجمعة بمساجد بلدة الشعفة وبلدة السوسة.
وبعد إعدام 8 مقاتلين أجانب من معارضي "الخليفة" على يد الأمنيين التابعين له جراء هذا الخلاف، تصاعدت الأمور بشكل كبير عصر الأحد الماضي، وحاول أتباع "البغدادي" اقتحام منزل في بلدة الشعفة، يتحصن فيه عناصر أجانب خرجوا عن أمر "الخليفة"، على حسب زعمهم.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن العناصر الأجانب ردوا على هذا الاقتحام بالنزول إلى نفق حفروه في وقت سابق، وفجروا المنزل بالكامل، ليقتل العناصر العراقيون والسوريون الذين نفذوا عملية الاقتحام، ويهرب من قام بالتفجير عقب ذلك إلى منطقة تابعة لقرية الكشمة، حيث مازالوا يتحصنون فيها حتى الآن، وهو ما استدعى تدخل بعض الشرعيين لإيقاف القتال، معلنين في الوقت ذاته "رفع الأمر لولاة الأمر". حسب وصفهم.
وفي سياق متصل، اجتمع عناصر وقادة من التنظيم أمس الأول الأحد في بلدة الشعفة لحل الخلاف الحاصل بين مؤيدي "البغدادي" ومعارضيه، دون الوصول إلى أي نتيجة.
يذكر أن تنظيم "الدولة" ما زال يحتفظ بعدد من المناطق في ريف دير الزور الشرقي، وأبرزها "هجين، الشعفة، السوسة، البقعان جزيرة، الباغوز" بالقرب من الحدود العراقية، إضافة إلى "آبار الملح وتل شاير والدشيشة" في ريف الحسكة الجنوبي على الحدود العراقية، وكذلك مناطق من بادية دير الزور (شامية)، وقرية معيزيلة ومحيط حقل "الكم".