هل يتراجع ترمب عن ضرب الأسد بصفقة مع روسيا؟ - It's Over 9000!

هل يتراجع ترمب عن ضرب الأسد بصفقة مع روسيا؟

بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس الخميس، أن يكون حدد موعد الضربة العسكرية المرتقبة التي لنظام الأسد، إلا أنه لم يقل إنه تراجع عنها، ولم يعلن البيت الأبيض طبيعة التحرك الذي سيقوم به في سوريا إلى الآن، وتبدو بريطانيا الحليف التقليدي للولايات المتحدة مصرة على الرد وردع الأسد عن استخدام الكيماوي مجدداً وهذا ما نجده في بيان مجلس الوزراء البريطاني الذي فوض رئيسته تيريزا ماي بالتعاون مع فرنسا وأمريكا لتنسيق الرد على الأسد.
باريس بدورها تقول إنها سترد بالوقت الذي سوف تختاره هي، بالتزامن مع ذلك تطالب الأمم المتحدة بالتهدئة وترى أن الأمور في سوريا قد تنزلق خارج السيطرة، وهي بذلك تلمح إلى التصريحات الروسية التي تهدد بالرد وإسقاط الأسلحة الأمريكية في سوريا.
ونفي ترمب لتحديد موعد للضربة العسكرية المرتقبة، كان سبقه تهديد لروسيا عالي النبرة، حيث كان غرد ترمب في تويتر وهو المنبر المفضل لدى الرئيس الأمريكي لإصدار قرارته.
فتح ذلك باب الأسئلة عن جدية أمريكا والغرب في ضربتهم للنظام، وهل ستنتهي التهديدات الغربية كما انتهت تهديدات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2013، بعقد صفقة مع روسيا، حين تجاوز النظام خطه الأحمر وقصف الغوطة الشرقية بالكيماوي، أم أن التهديدات الروسية بالرد جدية وأوقفت الضربة.
عن ذلك يقول الباحث في مركز الشرق للدراسات، عروة خليفة، إن الضربة الأمريكية لنظام الأسد لم يتم إلغاءها، وهي ما زالت مؤكدة، مشيرا إلى أن الحشود العسكرية في المتوسط اليوم هي الأكبر منذ الحرب على العراق، والواضح أن توقيت تنفيذ الضربة مرتبط بمسار تفاوضي بين روسيا والولايات المتحدة حول وضع روسيا في المنطقة.
ولفت خليفة في حديثه لبلدي نيوز، أن الإدارة الأمريكية وصلت اليوم إلى قناعة بأن روسيا تشكل تهديداً مماثلاً لإيران في المنطقة وأن عليها دفعها للتراجع بأي ثمن حتى لو كان المواجهة، مشيرا إلى أن "روسيا لا تمتلك أي قدرة على المواجهة، فدولة اقتصادها مساوي لاقتصاد اسبانيا غير قادرة على أي مواجهة"، معتبرا أن سحب روسيا لسفن حربية من ميناء طرطوس هو دليل على أنها لا تريد المواجهة مع أمريكا.
وعند سؤاله حول عقد موسكو وواشنطن لصفقة مماثلة لصفقة 2013، قال إن الحديث عن صفقة سياسية لن يلغي الضربة على النظام بل سيحدد مداها وحجمها، ويبدو أن فك ارتباط روسيا بإيران والنظام هو المطروح الآن على الطاولة لتباحث فيه بين الروس والأمريكان.
بدوره اعتبر الصحفي والباحث عبد الوهاب عاصي، أن الغرب هذه المرة أكثر جدية من أي وقت مضى في تنفيذ التهديدات بتوجيه ضربة عسكرية للنظام، ويُمكن التماس ذلك بالنظر إلى موقف مجلس العموم البريطاني من طلب رئيسة الوزراء تريزا ماي حيث وافق على استمرار التنسيق مع الحلفاء لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، وهذا الأمر لم يكن متوفراً عام 2013، حيث أدى موقف لندن إلى عرقلة المساعي الفرنسية والأمريكية لتوجيه ضربة ضد النظام السوري.
وبين في حديثه لبلدي نيوز، أن تغير الموقف البريطاني يعود لتنامي الخطر الذي تشكله روسيا على أمن المملكة وأوروبا، وإن تطبيع استخدام السلاح الكيميائي من خلال حق النقض (الفيتو) يزيد من القلق الغربي من روسيا الجديدة التي تعمل على توسيع نطاق قوتها وتغيير التحالفات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وحتى شرق آسيا. بالتالي لا بد من موقف غربي حاسم لا يحمل التراجع أو إجراء حل سياسي "صفقة" مثل تلك التي جرت عام 2013 على زمن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وشدد على أن الجهد الغربي ينصب على دفع روسيا لتقديم تنازلات كبيرة منها فك الارتباط السياسي والعسكري مع إيران وتركيا، لأن عدم تحقيق ذلك سيؤدي تباعاً إلى تأثر الخارطة الجيوسياسية للمنطقة على أوروبا وكذلك تأثر أسواق التجارة والطاقة. وقد يتجلى هذا الأمر من خلال قيام روسيا بإجبار إيران على سحب الميليشيات التابعة لها من سوريا والتخلي عن بشار الأسد وزمرته والبدء بتطبيق فعلي للقرار الدولي 2254 و2401 وفق مسار الأمم المتحدة والتخلي عن مسار أستانا أو إدماجه بشكل فعلي مع مباحثات جنيف. وقال، إن لم تستطع روسيا إجبار إيران خلال مدة زمنية أعتقد قد تصل لستة أشهر، يجب عليها عدم التدخل إزاء أي هجوم بري أو جوي أو صاروخي ضد الميليشيات التابعة لها في سوريا.
لكن حسب ما يرى العاصي فإنه لحين تطبيق روسيا لهذا الأمر قد تشهد مواقع تابعة للنظام وإيران ضربات محدودة ومؤثرة، لا يجب على موسكو التدخل إزاءها، وما لم تلتزم بذلك ستتجه الأمور لمزيد من التعقيد العسكري والسياسي، والغرب قد أتم التجهيزات الاستخباراتية والعسكرية لذلك.

مقالات ذات صلة

واشنطن"دبلوماسيون كبار من إدارة بايدن سيزورون دمشق"

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

أمريكا تجري مراجعة لتصنيف "تحرير الشام" بعد تجاوبها

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

ما ابرز النقاط التي جاءت باتصال وزيري الخارجية التركي والامريكي بشأن سوريا

امريكا وفرنسا يتقدمان بمبادرة لاستئناف الحوار الكردي الكردي في سوريا

//