العام السابع للثورة.. اتفاقات وخيانات أجهضت حلم حماة - It's Over 9000!

العام السابع للثورة.. اتفاقات وخيانات أجهضت حلم حماة

بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)

سبعة أعوام على انطلاق الثورة السورية، كانت فيها مدينة حماة أحد أهم الأعمدة من حيث الحراك السلمي والعسكري، شهدت خلالها المدينة أحداثاً كثيرة من انتصارات وانكسارات، وكان عامها السابع هو العام الأقسى على المحافظة .

ففي الذكرى السادسة للثورة السورية كان قد مضى شهر كامل على أقسى ضربة غادرة تلقاها الريف الشمالي وهي التي أدت إلى استشهاد أكثر من ١٢٠ عنصراً من الجيش الحر على يد فصيل "لواء الأقصى" الذي استعصى في خزانات خان شيخون بعد أن أسر عناصر الجيش الحر وصفاهم بكل برودة دم قبل خروجه إلى مناطق تنظيم "الدولة" في عقيربات شرقي حماة، بعد تسوية رعاها "الحزب الإسلامي التركستاني" آنذاك .

ولكن سرعان ما تجاوزت محافظة حماة ضربة الغدر الأخيرة، ففي أواخر شهري آذار وأيلول شن الثوار هجومين منفصلين على مواقع قوات النظام في الريفين الشمالي والشرقي على التوالي، استطاعوا من خلالهما تحرير أكثر من 15 مدينة وقرية في الريف الشمالي، وحوالي 6 قرى في الشرقي، ووصلوا لنقاط متقدمة لقرية الشيحة وتلتها، التي تبعد مسافات قريبة من مطار حماة العسكري، كما وصلوا لبلدة قمحانة وجبل زين العابدين الاستراتيجي، ليبدؤوا بالتراجع بعدها وتعاود قوات النظام بسط سيطرتها على جميع المناطق، أبرزها مدن "صوران وحلفايا وطيبة الإمام وخطاب".

وفي شهر آب من العام ٢٠١٧ شنت قوات النظام مدعومة بميليشيات أجنبية وغطاء جوي روسي حملة عسكرية على ناحية عقيربات تمكنت فيها من إخلاء المنطقة من عناصر التنظيم الذين تغاضى النظام عن هروبهم إلى المناطق المحررة وساعدوا النظام بالسيطرة على مناطق واسعة من ناحية السعن .

وشهدت نهاية العام حملة عسكرية جديدة سيطر النظام خلالها على عشرات القرى بريف حماة الشرقي والواقعة شرق سكة حديد الحجاز، وانحسرت المناطق المحررة إلى قرية عطشان التي حاولت فصائل المعارضة استعادتها، إلا أن تمسك النظام فيها حال دون السيطرة عليها .

وبعد نهاية عملية النظام العسكرية في حماة وإدلب وحلب، سعى النظام إلى نشر إشاعات عبر "لجان المصالحات" تفيد بتهديدات روسية بأن منطقة الغاب وجبل شحشبو هي هدف جديد لنظام الأسد والنظام الروسي، إلا أن فصائل المعارضة العسكرية والمجالس المحلية ردت على التصعيد الأخير برفع الجاهزية وتوحيد الجهود والرفض القاطع للتهديدات ما أجبر النظام والروس على التراجع عن تهديداتهم .

ولوحظ في الفترة الأخيرة عودة المظاهرات السلمية في ريف حماة الغربي، والتي كانت متوقفة لأكثر من ثلاث سنوات بسبب التهجير الذي شهدته المنطقة، حيث تجمع العشرات قبل حوالي أسبوع بمظاهرة في مدينة قلعة المضيق هتفت بإسقاط النظام ونصرة الغوطة وأكدت على الالتفاف حول فصائل المعارضة التي قررت المواجهة العسكرية ونددت بالفصائل المقتتلة .

ويوم أمس الخميس عاد الحراك العسكري إلى محافظة حماة والى ريفها الشمالي على وجه الخصوص، وشكلت فصائل المعارضة غرفة عمليات "الغضب للغوطة" وهاجمت عدة نقاط عسكرية في بلدة كرناز وقريتي المغير والحماميات .

أما على الصعيد الإنساني، فقد استمرت معاناة أهالي ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي المحرر، حيث ما زالوا نازحين للعام السابع على التوالي وأضيف إليهم حوالي 50 ألف نازح من ناحية عقيربات وناحيتي الحمراء والسعن بريف حماة الشرقي .

أما في القطاع التعليمي؛ فقد عانى الريف الشمالي لحماة من الاستهداف المتكرر للمدارس والذي تسبب بدمار كبير في بناها وتعليقها للدوام خلال العام الماضي، بينما لازالت مدارس الريف الغربي والجنوبي المحاصر تعتمد على جهود مدرسيها المتطوعين في استمرار العملية التربوية.

وعلى الصعيد الطبي؛ تضاعفت معاناة القطاع الطبي بريف حماة والشمالي منه على وجه الخصوص، فقد استهدفت العديد من المشافي وتدمرت أجزاء واسعة منها أخرجتها عن الخدمة، بالإضافة إلى وقوع شهداء في كوادرها، كمشفى اللطامنة الذي استهدف بغاز الكلور في آذار ٢٠١٧ وتسبب بإصابة كافة الكادر واستشهاد الطبيب علي الدرويش مختنقاً بالغازات، كما تم تدمير مشفى عابدين بشكل كامل في نيسان من العام الماضي بغارات روسية، وتدمير أجزاء كبيرة من مشفى الشهيد حسن الأعرج، بالإضافة إلى الخروج المؤقت لمشافي "شام وكفرزيتا ومشفى ابن سينا" بالريف الشرقي الذي سيطر عليه في وقت لاحق .

أما على صعيد المؤسسات المدنية؛ فقد تابع النظام استهداف المؤسسات المدنية والتي كان أعنفها استهداف مركز الدفاع المدني في كفرزيتا (١٠٧) بعدة غارات جوية روسية تسببت باستشهاد ثمانية من عناصره، واستهداف مركز اللطامنة وعطب آلياته وتدمير آليات مركز القطاع الشمالي، وقصف العديد من مباني المجالس المحلية والجمعيات الإغاثية والأفران .

وبشكل موجز؛ يختصر عام ٢٠١٧-٢٠١٨ من الثورة بتضاعف وحشية النظام والروس على أرياف حماة وعدم التزام "الضامن" الروسي باتفاق أستانة الذي نص أن أرياف حماة المحررة مشمولة ضمن اتفاقات "خفض التصعيد" .

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//