ضربة التحالف.. جس نبض أم صراع على سورية المفيدة؟ - It's Over 9000!

ضربة التحالف.. جس نبض أم صراع على سورية المفيدة؟

بلدي نيوز – (كنان سلطان)
ثمة قراءات مختلفة للهدف الكامن وراء الضربة التي وجهها التحالف الدولي، بقيادة أمريكا، ليل الأربعاء وفجر الخميس، على مجموعات تابعة للتحالف الذي تقوده روسيا، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث قال التحالف في بيان له إنه قتل 100 عنصر من هذه القوات التي حاولت التقدم إلى مناطق يرعاها التحالف ويتواجد فيها.

وهناك من يرى بأن روسيا أرادت من خلال الزج بميليشيات تقاتل إلى جانب النظام، بمواجهة مع قوات سورية الديمقراطية التي ترعاها أمريكا، على أطراف مدينة دير الزور من الجهة الشرقية، قياس حجم ردة الفعل الأمريكية إزاء أي تقدم محتمل في منطقة شرقي الفرات، على ضوء حالة الشد والجذب التي أعقبت معركة "عفرين" ومطالبات الوحدات الكردية للتحالف بالتدخل تارة، واللجوء إلى الروس والنظام تارة أخرى.

في المقابل؛ آراء أخرى تذهب بالقول بأن ثمة تصعيد قادم لا محال، لجهة حرب على مناطق النفوذ في شرقي سوريا، والتربع على منابع النفط والغاز، والتي قد تشكل فعليا "سورية المفيدة"، إذ تسعى روسيا للدفع باتجاه الاستحواذ على جزء منها، لمساعدة النظام في استرداد عافيته الاقتصادية.
ولعل حالة التخبط التي بدت عليها "الوحدات الكردية"، والاستجداء المستمر في طلب التدخل من أي جهة كانت، سواء التحالف أو الروس ومن خلفهم النظام، دفعت لاستقراء الموقف الأمريكي إزاء هذه الميليشيات، وتحديد مدى جدية الأمريكان في فسح المجال أمام الروس، ليكونوا اللاعب الأوحد في سوريا.

في الصدد؛ يقول المحلل السياسي "حمد الحمد" في تصريح لبلدي نيوز "الحقيقة أن ترديد الروس الدائم لمصطلح سورية المفيدة على أنها المناطق الغربية والجنوبية ودمشق، هو كلام تضليلي".
ويشير "الحمد" في حديثه إلى أن "سورية المفيدة هي مناطق الجزيرة والفرات، فهي مناطق الثروات المختلفة، ولا يمكن للروس تخيل إعادة تأهيل النظام الذي يحفظ مصالحها، بدون سيطرته على الجزيرة والفرات، ولاشك أن مصالح الحلف (الروسي التركي الإيراني) التقت عند ضرورة عدم عزل هذه المنطقة عن سورية".
ويضيف "فهي تمثل ضرورة اقتصادية لروسيا، وضرورة أمنية لتركيا، وضرورة جغرافية لإيران، ويبدو أن هجوم نظام الأسد على (قسد) شرق الفرات، رغم معرفته بوجود قوات أمريكية في مقر قيادة (قسد) في هذه المنطقة؛ جاء بإيعاز روسي، لجس نبض الإدارة الأمريكية في مدى استعدادها للرد الحازم، على أي محاولة لإعادة هذه المناطق إلى حكم المركز".
ويرى "الحمد" بأن روسيا تسعى لذلك قبل تمكن واشنطن من فرض شكل للنظام السياسي للدولة السورية القادمة، بما يتوافق مع استراتيجيتها في الشرق الأوسط، بعد أن أصبحت مسألة تأهيل نظام الأسد بشكله القديم، ضربا من الخيال".
وأردف المتحدث "وعليه جاء الرد الأمريكي صريحا وسريعا من الناحية العسكرية، باستهدافه المكثف للقوات المهاجمة، رغم علمهم بوجود قوات روسية ضمنها، وأيضاً سياسياً من خلال الإعلان الرسمي الأمريكي عن استهدافهم لهذه القوات، والإعلان عن عدد القتلى الكبير في صفوف قوات نظام الأسد وشركائه، هنا نستنتج أن الأمور مرشحة لمواجهة عسكرية عالمية مباشرة على هذه المنطقة إن لم تخضع روسيا وشركائها للرؤية الأميركية للحل في سورية".
وختم الحمد بالقول "هذا هو الحل الذي تريد أمريكا إنجازه دون أن تقدم خسائر بمواجهة مباشرة مع الروس، ودون التنازل لروسيا في ملفات أخرى خارج سورية".

ويرى مراقبون بأن ثمة رسالة تحملها هذه الضربة، وقد تكون موجهة لتركيا في حال أصرت على التوجه إلى "منبج" عقب "عفرين"، حيث تتواجد قوات أمريكية ولو بصفة رمزية، بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//