استطلاع: غالبية الشعب العربي ترى أن تغيير النظام السوري هو جزء من حل "الأزمة السورية" - It's Over 9000!

استطلاع: غالبية الشعب العربي ترى أن تغيير النظام السوري هو جزء من حل "الأزمة السورية"

 The Cairo Review  - ترجمة بلدي نيوز
في استطلاع منتظم وواسع للرأي العام العربي، صدر يوم الاثنين في الدوحة، قطر، قُدمت رؤى جديدة في الوقت المناسب عن مشاعر وقيم الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم العربي على قضايا مثل "تنظيم الدولة الإسلامية" و"الثورات" ودور القوى الخارجية في المنطقة.
القيمة الكبيرة لهذا الاستطلاع هو لطرح مسألة ما إذا كان أي من القوى الرائدة التي تشارك الآن في معارك عسكرية ودبلوماسية لتشكيل مستقبل منطقتنا _ هي في الواقع تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر المواطنين العرب، وخصوصاً المحاصرين والذين هم الأكثر تضرراً في مناطق النزاع.
فصوت المواطن العربي العادي يبدو غائباً عن الأحداث في كل من الدول التي دمرتها الحروب مثل العراق واليمن وليبيا وسوريا، وغيرها من البلدان التي لا تعاني من حرب فعلية، بل تعاني من مشاكل أخرى كالإرهاب، والعنف العرقي القومي، مثل دول الخليج والأردن والمغرب والجزائر ومصر. 
هذا الغياب شبه المطلق للربط بين مشاعر المواطن وسياسات الدولة هي واحدة من الأسباب الرئيسية للثورات التي اندلعت قبل خمس سنوات وتستمر اليوم.
إن الجيش، والنشاط الدبلوماسي السياسي في منطقتنا يتشكل اليوم بشكل متماثل من قبل حكومات عربية غير ديمقراطية وغير خاضعة للمساءلة، وكثير منها يشعل حروباً في الدول العربية المجاورة له_ بميلشيات ذات هويات دينية وعرقية وعقائدية وقبلية متنوعة (كما هو الحال في العراق ولبنان وفلسطين واليمن) وتكون في كثير من الأحيان أقوى من الحكومات نفسها.
إن الحكومات الأجنبية والعربية تشن حرب إرادة داخل نصف الدول العربية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة وغيرهم من المسؤولين الذين يسعون للتوسط في اتفاقات دبلوماسية لاستعادة النظام والوحدة الوطنية في بلدان، مثل ليبيا وسوريا واليمن.
هؤلاء اللاعبون المهيمنون يعملون ضمن مدار من النخب المحلية والوطنية الضيقة، والتي غيرت الشيء القليل منذ انسحاب احتلالات القوى الغربية، وشكلت دولاً جديدة منذ عام 1920.
وبالتالي فاستطلاعات الرأي ستسمح لنا باختراق ورؤية ما وراء هذه النخب الضيقة، لنعرف بالضبط كيف يشعر المواطنون العرب العاديين حول القضايا الهامة اليوم، وما يسعون إليه في مستقبلهم:
إن استطلاع الرأي العام العربي لعام 2015 والذي صدر هذا الأسبوع من قبل المركز العربي للبحوث والدراسات في قطر، وهو أكبر استطلاع للرأي العام من نوعه في العالم العربي، حيث تم إجراء مقابلات شخصية مع أكثر من 18.311 شخص من 12 دولة عربية، أي ما يمثل حوالي 90 % من السكان العرب بأكملهم، مع هامش خطأ من 2 إلى 3 %، وهو الاستطلاع الرابع على التوالي منذ عام 2011.
الاستطلاع بين أن العرب يعارضون بأغلبية ساحقة "تنظيم الدولة الإسلامية" بنسبة 89% ممن ينظرون إليه نظرة سلبية و7% فقط ممن يرونه كشيء إيجابي، والأهم من ذلك، وضح الاستطلاع أنه لا علاقة بين التنظيم والتدين لأن وجهات النظر المؤيدة لتنظيم الدولة كانت متساوية بين "متدين جداً " و"اللاديني".
وهذا يدعم وجهة نظر تجاهلها الغرب على نطاق واسع، وهي بأن المظالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هي ما تشرح معظم الدعم الموجود لمنظمات راديكالية متطرفة مثل "تنظيم الدولة" بدل أن ينسبوا ذلك للمشاعر الدينية.
في الاستطلاع، لم يكون هناك توافق في الآراء حول أفضل السبل لمكافحة التنظيم، ولكن من المدهش أن أكثر الوسائل الفعالة التي ذكرت هي: دعم التحول الديمقراطي في المنطقة (28٪)؛ حل القضية الفلسطينية (18 %)؛ إنهاء التدخل الأجنبي (14 %)؛ تكثيف الحملة العسكرية ضد التنظيم ( 14%) وحل الأزمة السورية بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري (12 %).
ويرى غالبية الشعب العربي بنسبة 62% _ أن  تغييراً في النظام السوري هو جزء من وضع حد للأزمة السورية، مشيراً الى "التعاطف مع أهداف وغايات الثورة السورية".
ولكن العرب على نطاق واسع عبروا عن قلقهم  لتحول الثورات العربية الأصيلة  في المنطقة إلى حروب اهلية وعدم استقرار وتجزئة للدول بالإضافة إلى التدخل الأجنبي، فقط 34% كانوا إيجابيين حول الثورات العربية، فيما عارض 59 %  الثورات بشكل عام، ورأى 48 % أن  الثورات العربية تواجه سلسلة من التحديات والعقبات، ولكنها ستنجح في نهاية المطاف في تحقيق أهدافها، كما أشار ثلث المستجيبون بأن الثورات  قد ولت، وعادت الأنظمة القديمة إلى السلطة.
ويشير الدكتور محمد المصري، منسق مؤشر الرأي العام العربي، أن المواطنين العرب فقدوا الثقة في كل الحركات السياسية سواء الإسلامية أو العلمانية / القومية، ويرجع ذلك جزئياً إلى "الفتنة والفوضى بين الحركات السياسية العربية والحزبية والصراعات بينهما".
ووجد الدكتور أن 57 % من الأفراد المشاركين في الاستطلاع يخشون الحركات السياسية الإسلامية، في حين أن 61 % يخشون الحركات العلمانية، ويسبب هذا عدم توافق بين فئات واسعة من الحركات السياسية، ويضيف الدكتور: "هذه الاختلافات يمكن استغلالها من قبل القوى المعادية للديمقراطية للدعوة إلى عودة الحكم الاستبدادي، وبالتالي هذا عقبة في طريق الديمقراطية".
إن النخبة الحاكمة في منطقتنا وخارجها والذين يسعون للحصول على رؤية حقيقية لوجهات نظر وقيم الشعب العربي، عليهم بدل استخدام خيالهم وعنصريتهم التي تحد من الكثير من النقاش العام في منطقتنا، أن يقوموا بعمل جيد ويطلعوا على نتائج هذا الاستطلاع الذي يعبر عن رغبات الشعب العربي وتطلعاته.

مقالات ذات صلة

وئام وهاب ينقلب على المخلوع بشار الأسد ويكشف حجم سرقاته من سوريا

تحديد موعد تشغيل مطار دمشق الدولي

رويترز تكشف اللحظات الأخيرة لهروب بشار الأسد

حكومة النظام تعتمد إجراءات جديدة في معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان

غرفة صناعة دمشق تناقش مشروع تأمين فرص عمل للاجئين اللبنانيين

حكومة النظام النظام تعتزم رفع الاتصالات في سوريا

//