حلب 2017.. تهجير آلاف المدنيين جنوباً وطرد تنظيم "الدولة" شمالاً - It's Over 9000!

حلب 2017.. تهجير آلاف المدنيين جنوباً وطرد تنظيم "الدولة" شمالاً

بلدي نيوز - حلب (عمر حاج حسين)
فرضت فصائل الجيش السوري الحر سيطرتها الكاملة على ريف حلب الشمالي والشرقي، حيث استطاعوا طرد عناصر تنظيم "الدولة" من تلك المناطق، في عملية "درع الفرات" التي أطلقها الجيش الحر بمساعدة القوات التركية" في الشهر الثامن من عام 2016، حيث تمكنت فصائل الجيش الحر من فرض سيطرتها على أبرز معقل للتنظيم كمدينة الباب وقرى وبلدات (بزاعة، وقباسين) والعديد من القرى والبلدات التابعة لهما في شمال وشرق حلب، بعد معارك عنيفة.
وفي تلك الأثناء تمكنت قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية، وبدعم من الطائرات الحربية الروسية، من التقدم نحو مدينة مسكنة، آخر معاقل تنظيم "الدولة" في ريف حلب الشرقي وغرب سد الفرات، وذلك بعد انسحاب عناصر التنظيم من قرى (السكرية، والجعابات، ومزرعة الرابعة، والفرعية، والبوعاجوز، ومعمل السكر) وبعض التلال القريبة، وفتحهم الطريق أمام قوات النظام إلى مدينة مسكنة والتي تبعد 100 كم شرق مدينة حلب، كما أسفرت تلك العملية التي شنتها قوات النظام على ريف حلب الشرقي آنذاك، عن وقوع العديد من المجازر بحق المدنيين في تلك المنطقة، وتشريد الآلاف منهم.
وتابعت قوات النظام مسيرها وفتحت محوراً جديداً لقتال تنظيم "الدولة" في أقصى ريف حلب الجنوبي وهو محور أثريا - خناصر، واستطاعت في تلك المعركة تأمين طريق الإمداد نحو مدينة حلب، والتوغل في منطقة البادية والسيطرة على التلال والسلاسل الجبلية في المنطقة بغية شل حركة التنظيم ورصد أرتاله، وتجميد عملياته التي تعتمد على السرعة والمباغتة والتي تكبد ميليشيات النظام في كل مرة الكثير من الخسائر البشرية في صفوفها وفي عتادها الحربي، حيث فقدت قوات النظام المئات من عناصرها ومن عناصر ميليشياتها الإيرانية.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين حركة "نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام" في جل قرى وبلدات ريف حلب الغربي في مطلع شهر كانون الاول 2017، حيث تمركزت تلك الاشتباكات في محيط "الفوج 111، ومفرق عويجل، والابزمو، وتقاد، وعاجل، وبسرطون، وكفرناها" وبدأ الاقتتال بين الطرفين على خلفية اتهام حركة نور الدين الزنكي لمجموعات تابعة لهيئة تحرير الشام بالبغي على مجموعات الزنكي والتي كانت ترابط على إحدى نقاط جبهة بلدة حيان شمال حلب، في 6/11/2017، حيث وقعت مشادات كلامية بين الطرفين على خطوط الجبهات ثم تطورت لحواجز بين الطرفين واعتقالات متبادلة، لتتسع رقعة المواجهات بين "الزنكي" و"تحرير الشام"، بشكل متسارع، في 9/11/2017 وشهدت قرية الابزمو والفوج 111 ومحيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، اشتباكات وقصفاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وكان "للزنكي" الغلبة في المواجهات، لتنتهي تلك المواجهات بدخول شرعيين ثوريين حكموا بين الطرفين.
في تلك الفترة، استغل الجيش السوري الحر فرصة هدوء المعارك وأعلنوا الانصهار الكامل ضمن ثلاث فيالق وتشكيل الفيلق الثاني من كتلتي "السلطان مراد" و"النصر"، تحت قيادة وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، وذلك بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري الحر في الشمال السوري، ومروره بسلسلة من المراحل التنظيمية، ولضرورة الانتقال من حالة الفصائلية للجيش المنظم، ليكون درعاً للشعب الثائر وقادراً على حمايته، حيث جاءت تلك الخطوات تنفيذا للاجتماع الموسع الذي عقد في مقر القوات الخاصة التركية في ريف حلب الشمالي مطلع شهر تشرين الأول 2017، ضم مسؤولين أتراك، وأعضاء الحكومة السورية المؤقتة ونائب رئيس الائتلاف الوطني وممثلين عن فصائل الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي.
وفي منتصف الشهر التاسع من عام 2017 عقد مؤتمر في العاصمة الكازاخية "أستانا" واختتم المؤتمر بنشر قوات مراقبة في مناطق خفض التصعيد، حيث قامت على إثرها القوات التركية بالدخول إلى ريف حلب الغربي، وإنشاء ثلاث نقاط فيها وهي (الشيخ عقيل، وقلعة سمعان، ومحيط قرية صلوة) المحاذية لمدينة عفرين الكردية والخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وبالرغم من اعلان مناطق خفض التصعيد ودخول القوات التركية لمراقبته، شنت قوات النظام بدعم إيراني بري وروسي جوي هجوما واسعا على مواقع فصائل المعارضة في ريف حلب الجنوبي، سيطروا في بداية الهجوم على عدة قرى وبلدات، بيد أن فصائل الثوار خاضت معارك طاحنة ضد قوات النظام، واستعادت جل القرى والبلدات، وقتلت المئات من عناصر قوات النظام وأسرت العشرات منهم، وذلك خلال المحاولات الفاشلة لقوات النظام بالتقدم على ريف حلب الجنوبي، سعيا منها للوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري الواقع شرق إدلب، في حين تشهد قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي قصفا جنونيا لقوات النظام بعد فشلها بالتقدم، ما تسبب بتهجير 40 ألف مدني من منازلهم وهدم مئات المنازل والمنشآت الحيوية جنوبي حلب.
وارتكبت طائرات النظام والطائرات الروسية مجزرة في مدينة مسكنة في 10/5/2017، حيث ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على قرية (مسومة) التابعة لناحية مسكنة بريف حلب الشرقي، واستشهد على إثرها 14 مدنيا بينهم 10 أطفال وسيدتين وعشرات الجرحى، تلاها مجزرة أخرى، في مدينة الأتارب والتي استشهد على إثرها 160 مدنياً، وأكثر من 200 جريح، عقب استهداف السوق الشعبي للمدينة بأربعة صواريخ روسية، من قبل الطائرات الحربية وذلك في تاريخ 13/11/2017.
وقتلت ألغام التنظيم في ريف حلب الشمالي والشرقي مئات المدنيين كان جلهم من الأطفال، حيث انفجرت عدة ألغام تحت أقدام أطفال في الأراضي الزراعية، تركزت معظمها في مدن وبلدات (الباب، وجرابلس، ومسكنة، واعزاز، وبزاعة، وقباسين) شمال وشرق مدينة حلب، كما اكتشفت "قوات سوريا الديمقرطية" (قسد) مقبرة جماعية في مدينة منبج، لأكثر من 200 مدني، استشهدوا على يد تنظيم "الدولة".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//