دي مستورا.. من مبعوث أممي إلى عضو بوفد الأسد! - It's Over 9000!

دي مستورا.. من مبعوث أممي إلى عضو بوفد الأسد!

بلدي نيوز – (عمر يوسف)
لم تكن تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا مخيبة لآمال الشعب السوري ومعارضي نظام الأسد، بقدر ما كانت كاشفة لتحول الرجل إلى جندي في خدمة الأسد وحاشيته، والناطق شبه الرسمي باسمه، وربما مساعداً أول لبشار الجعفري رئيس وفد النظام في جولة "جنيف8" الحالية.

التصريحات التي كشفتها مصادر مطلعة من جنيف تشير إلى مطالبة دي ميستورا وفد المعارضة السورية بالتحلي "بالواقعية" والتعامل مع المعطيات على الأرض، خصوصا أنها (المعارضة) "فقدت الدعم الدولي" كما زعم، وهي صيغة لا تفهم سوى بأن على المعارضة الاستسلام والتسليم بحكم الأسد وتجاهل القرارات الأممية التي يعتبر هو المعني بمتابعتها والالتزام بها.
لا بل إن دي ميستورا هدد المعارضة بشكل مكشوف في حال أنها إذا لم تحقق تقدما في جنيف8 فيما يخص الدستور فإنها سوف "تتلاشى" في مؤتمر "سوتشي" الروسي الذي سيكون بديلا عن جنيف، في محاولة للتملص من مسؤوليته الأممية ومنح فرصة الحل السياسي إلى الطرف الروسي، وهو الحليف الأساسي لنظام الأسد، ليكون بهذا السيناريو المريب ممهدا لإعلان موت مباحثات جنيف بعد أربع سنوات من الاحتضار.

ولعل الأسوأ في تصريحات ميستورا قوله إن "المعارضة تحلل القرار الدولي ٢٢٥٤، وبيان جنيف 2012 بشكل خاطئ، وتدلي بتصريحات ترفع من سقفها دون أساس واقعي"، وكأن القرارات الدولية بحاجة إلى تأويل وتفسيرات جديدة، علماً أنه هو نفسه كان يذهب في تحليل تلك القرارات أبعد من المعارضة ذاتها، عندما كانت كفتها راجحة بفضل دعم حلفائها المفترضين.

على الضفة الأخرى، يظهر نظام الأسد التعنت والتسويف والتلاعب بالألفاظ كما اعتاد على مدار جولات جنيف عبر إضاعة الوقت والتذرع بحجج جديدة للتهرب من الخوض في حل جدي وعادل لمعاناة ملايين السوريين في الداخل والشتات، الذين لا يعنيهم أمرهم طالما كانوا معارضين لنظامه، يساعده في ذلك الموقف العربي والدولي الهزيل والذي لم يعرف يوما الجدية والحزم لإنهاء شلال الدم السوري.

التسريبات الأخيرة من المؤتمر تؤكد فشله الذريع والحديث عن مشادة كلامية بين وفد المعارضة والمبعوث دي ميستورا الذي أعلنها صراحة لهم بقوله "لا يمكنكم تغيير نظام الأسد إلا بالانتخابات أو الدستور"، وكأنما يقول لهم "عليكم العودة حيث أتيتم، والتسليم بحكم الأسد".
وما بين خنوع دي مستورا وتهربه من الضغط على الأسد ونظامه، يجهز الرجل الستارة لإغلاقها على مسرحية جنيف الهزلية التي استمرت 8 أجزاء، بعد يقينه بفشله الذريع أو أنه كان أداة لتمرير واقع سياسي تريد الأطراف الفاعلة فرضه على السوريين.

كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، المبعوثان الدوليان اللذان سبقا دي مستورا في المهمة، استقالا ولم يتورطا بتزوير الحقائق والتفريط بدم الشعب السوري، إلا أن الأخير ورغم فشله الذريع بمهمته، كان صبوراً ومصراً على إهدار حق السوريين في حياة كريمة وعادلة، فهو الذي وضع السلال الأربع، وهو الذي وضع بند "الانتقال السياسي" على رأسها، قبل أن يتخلى عنه نهائياً، ويحصر النقاش في بند "الدستور".. وهو أيضاً الذي عمل لثلاث سنوات وبصبر وإخلاص على تمييع وفد المعارضة ودس السم في العسل، ليجعل منه خليطاً غير متجانس تقوم خلافاته الداخلية بمهمة تفتيته، وبذلك يسهل نزع الشرعية عنه وكيل الاتهامات له.

فهل استطاع بشار الجعفري أن يفعل ما فعله دي مستورا في خدمة النظام وحلفائه؟!..

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مسؤول أممي "مستعد للسفر إلى سوريا لجمع الأدلة ضد كبار المسؤولين في النظام السابق"

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

//