بلدي نيوز - ريف دمشق (طارق خوام)
أسفر حصار قوات النظام للغوطة الشرقية عن انقطاع وندرة معظم المواد التي يحتاجها المدنيون في حياتهم اليومية، وخاصة مصادر الطاقة كالمازوت والبنزين والغاز، والتي تعتبر المحرك الأساسي للحياة اليومية. وانعكس ذلك على واقع أسعار المحروقات التي شهدت ارتفاعاً كبيراً، حيث وصل سعر ليتر البنزين الواحد إلى (6400) ليرة، والمازوت إلى (3500) ليرة.
ويعود سبب هذا الغلاء إلى سيطرة قوات النظام على حيي برزة والقابون، وإغلاق كافة الأنفاق التي كانت تدخل عبرها المواد الغذائية والمحروقات.
يقول خالد حمادة، وهو صاحب أراض زراعية يقوم بنقل محاصيله إلى سوق الخضار في مدينة سقبا بريف دمشق "أملك أربع سيارات للنقل، ولكن جميعها توقفت عن العمل، بسبب غلاء مادة المازوت، واستعضت عنها بحصان كنت أملكه، وهو حصان أصيل، اعتنيت به مدة طويلة، ولكنني اضطررت حالياً لجعله يجر عربة حتى أنقل بضاعتي إلى سوق الخضار".
وأضاف حمادة لبلدي نيوز "أن هذا النوع من الأحصنة يحتاج لتربية خاصة واعتناء بطعامه، حيث كنا من قبل نطعمه أكثر من 15 كغ شعير، بينما اليوم لا نستطيع إطعامه أكثر من 2 كغ".
بدوره، ، قال عبد العزيز شحادة وهو صاحب عربة يجرها حصان، لبلدي نيوز إن "هذه العربة ورثتها عن أبي وكانت مرمية في الحقل، ومع غلاء أسعار المحروقات في الغوطة الشرقية وقلة فرص العمل فيها، لجأت لإصلاحها، وربطت فيها حصاناً، وأصبحت أنقل للناس أغراضهم من سوق الخضار إلى محالهم التجارية داخل بلدات الغوطة الشرقية بأجور زهيدة أقل بكثير من كلفة السيارات التي تعمل على الوقود".
وأشار إلى أن "هذه العربة كانت منسية في مزرعته ، ولم يتخيل يوماً أن تصبح وسيلة نقله اليومية التي تساعده على تأمين قوت عيشه لأطفاله الصغار".
الجدير بالذكر أن الغوطة الشرقية تشهد حصاراً خانقاً تفرضه عليها قوات النظام منذ أربعة أعوام، رغم توقيع اتفاقية "خفض التصعيد" بين الفصائل المعارضة وممثلي الجانب الروسي، والتي ينص أحد بنودها على فتح الطرقات ودخول المواد الغذائية والمحروقات إلى الغوطة.