بلدي نيوز - (محمد الراغب)
جهزت حافلة متنقلة لتصبح بيئة جاذبة ومشجعة للقراءة تصل إلى الأطفال حيثما كانوا من خلال جولات تغطي مختلف الأماكن بالشمال السوري المحرر، وتحتوي المكتبة على إصدارات من مختلف دور النشر وكتب متنوعة وقصص للأطفال تستهدف الفئة العمرية من عمر 20 - 10 سنه، يصاحب الحافلة أساتذة مختصين لمناقشة الكتب والقصص بعد الانتهاء مع الطلاب.
وقال "مالك الرفاعي" مدير مشروع المكتبة المتنقلة في الشمال السوري لبلدي نيوز إن فكرة المشروع بدأت في الشهر السابع من العام 2017، وكانت بداية الزيارات التجريبية وبالشهر الثامن كانت التجارب الفعلية والعملية، وأن فكرة المكتبة المتنقلة هي مستنسخة من عدة تجارب حول العالم لدول تحوي نزاعات وحروب، وكان من الصعب وصول الأطفال واليافعين إلى المكاتب ودور النشر، وكانت الفكرة لتعويض هذا النقص عن طريق إيصال المعرفة والكتب للأشخاص المستهدفين.
وأضاف "الرفاعي": "ببداية الأمر قمنا بتجهيز السيارة وقوائم الكتب المناسبة للأعمار المستهدفة، ونسقنا مع المجالس المحلية والمدارس والمراكز التعليمية قبل كل الزيارة للتأكد من جاهزية المكان"، موضحاً أن المستهدفين للقراءة من الأطفال واليافعين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 18 سنة وسطيا.
وجول الصعوبات بينها "الرفاعي" بقوله: "واجهنا بعض المشاكل وصعوبة في التعامل مع الأعمار الصغيرة في القراءة، لكن نستخدم وسائل جذب للأطفال الصغار باختيار قصص قصيرة وملونة وتقديم عروض غنائية أو مسرحية أثناء الاستراحة من القراءة، بالإضافة لذلك نحثهم على أهمية القراءة، وأيضا توزيع بروشور يساعدهم على دخول على هذا العالم ويعطيهم لمحة عن أهميتها".
وتابع: "بالنسبة للصعوبات العامة التي نواجهها هو القصف العنيف على ريفي حلب وإدلب، مما جعلنا نلغي بعض الزيارات بريف إدلب الجنوبي لكثافة القصف هناك، لكن رغم الظروف الصعبة ما يزال العمل مستمر بالبلدات البعيدة عن مركز القصف والقريبة من الحدود التركية".
كما التقت بلدي نيوز بالطفلة "فاطمة" 12 عاماً من مدينة سراقب، وقالت لبلدي نيوز: "حضرت نشاط المكتبة المتنقلة في المدينة، وقرأت قصتين وتعلمت منهم دروس عن الصبر والاحترام، وإن مع الصبر لها أجر وثواب كبير عند الله"، كما التقت بلدي نيوز بالطفلة عبير 8 أعوام من بلدة حزانو، والتي قالت "لقد كان نشاطاً ممتعاً، القراءة الجماعية ومناقشة محتوى الكتب مع الأصدقاء دافع أكبر للقراءة بالمستقبل".
وأشار "الرفاعي" إلى أن الحافلة هي النواة الأولى لمشروع المكتبات المتنقلة، ومما لا شك فيه أن أي مشروع يواجه في بداية انطلاقته عقبات وصعوبات، يتم تخطيها بتتبع أسبابها وحلها لخلق البيئة التي تجذب الطفل للقراءة والكتاب وحب المعرفة، كما أن الأطفال والشباب السوريين في مناطق النزاع يصعب عليهم الوصول إلى الكتب الجيدة، ولذا أخذت المكتبة المتنقلة على عاتقها تقديم عوالم الكتب لهؤلاء الأطفال والشباب، كما أن المكتبة المتنقلة تتوجه إلى المدارس والنوادي الترفيهية، والكتب لا غنى عنها من أجل التطور والتعليم، وبالتالي من أجل حياة كريمة فهي تعمل على إثراء الخيال وتعزيز الإبداع.