واشنطن بوست: الضربات الروسية توقف المساعدات الإنسانية عن سورية مسببةً أزمة جديدة - It's Over 9000!

واشنطن بوست: الضربات الروسية توقف المساعدات الإنسانية عن سورية مسببةً أزمة جديدة

The Washington Post – ترجمة بلدي نيوز
حذرت وكالات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل حاد في شمال سوريا، بعد الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف طرق الإمداد والمساعدات، والمخابز والمستشفيات والتي أدت إلى قتل أعداد كبيرة من المدنيين.
ووفقاً لتقرير صدر هذا الشهر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنه من بين الأهداف التي استهدفت من قبل الطيران الحربي الروسي_ المعابر الحدودية والطرق المستخدمة لإيصال الإمدادات الإنسانية من تركيا، مما اضطر العديد من وكالات الإغاثة لإيقاف عمليات المساعدة أو الحد منها، الأمر الذي تسبب بتعميق بؤس الملايين من السوريين في المناطق المتضررة.
كما قصفت المستشفيات والمراكز الصحية، مما حد من توفر الرعاية الطبية للمصابين في التفجيرات والقصف، ووفقاً للأمم المتحدة فإنه استهدف ما لا يقل عن 20 منشأة طبية في سورية من قبل روسيا منذ أن بدأت حملتها العسكرية الجوية على البلاد في 30 أيلول.
يقول "راي ماغراث " المدير الإقليمي لتركيا وشمال سوريا والذي يعمل مع منظمة "ميرسي" الأمريكية، واحدة من أكبر مقدمي المساعدات الغذائية في شمال سوريا: "هذه أزمة إنسانية ناشئة، هناك معاناة شديدة والناس بحاجة للحماية،  فمنذ بدأت الحملة الروسية لم تتمكن المنظمة من توفير سوى خمس ما يقدم عادةً من المساعدات".
 وأضاف: "نحن نشهد زيادة كبيرة في عدد الضحايا من المدنيين، والمزيد من الناس يتعرضون لأذى أكبر بسبب شدة التفجيرات، من الصعب تخيل أن يصبح الوضع في سورية أكثر سوءاً مما هو عليه ولكنه فعلاً أصبح كذلك".
وعلى الرغم من تصعيد روسيا في الأسابيع الاخيرة لهجماتها على مناطق في شرق سوريا التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين وعمال الإغاثة_ أشاروا إلى أن تقارير روسيا العسكرية تدل على أن غالبية الهجمات لا تزال تجري ضد المناطق الشمالية الغربية التي يسيطر عليها الثوار المناهضون للأسد، في اللاذقية وحلب وإدلب _ والتي تحملت العبء الأكبر من الهجوم الروسي الأولي في أوائل تشرين الأول.
المناطق المستهدفة يسيطر عليها مجموعة متنوعة من الجماعات الثورية التي تتراوح بين المعتدلين المدعومين من الولايات المتحدة إلى جماعات تابعة لتنظيم القاعدة "جبهة النصرة"، وجميعها مستمرة بسبب جزئي بسبب الإمدادات عبر الحدود التركية.
وتعتبر هذه المناطق أيضاً موطن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين شردوا بسبب الاشتباكات في أماكن اخرى، وكثير منهم يعتمد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقد أدى التدخل العسكري الروسي في سورية وفقاً لمسؤول في الأمم المتحدة في جنوب تركيا، إلى زيادة جديدة في عدد المشردين واللاجئين السوريين بنحو 260.000 ألف شخص.
وقال نديم حوري من منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تركيا تتعرض لضغوط لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وأدى ذلك إلى التشديد على دخول السوريين من المعابر.
وأضاف: "إن الناس يفرون من مكان إلى مكان بحثاً عن الأمان، ولكن لا يوجد مكان للهروب، الوضع قاتم بشدة".
وعلى الرغم من صعوبة تأكيد أن المدنيين مستهدفون بشكل متعمد، يقول عمال الاغاثة أن القصف المنظم والمنهجي والمتكرر على البنية التحتية المدنية يشير بما هو كافي أن الهدف من الضربات هم المدنيين.
فصوامع الحبوب التي تزود محافظة إدلب بالقمح، و10مخابز تطعم ما يكفي 200.000 ألف شخص والعديد من مطاحن الدقيق والمخازن، هي بعض من العديد من الأهداف التي ضربها الطيران الروسي منذ 24 تشرين الثاني، وفي محافظة حلب قصفت محطة لمعالجة المياه وترك بذلك 1.4 مليون سوري من دون ماء.
يقول ماغراث: "يبدو أن هناك نمطاً يتكرر للقصف في المناطق العالية الكثافة السكانية، حيث التأثير الكبير على المدنيين، فقد قصف تجمع لسائقي الشاحنات التي تأتي بالمساعدات من تركيا قرب معبر باب السلامة  ثلاث مرات متكررة خلال خمس أيام، وبالتالي مُنعت الإمدادات من مواد غذائية ووقود وغيرها من الضروريات من الوصول للمتضررين، كما أن الطائرة الحربية التي دمرت مطاحن الدقيق والمخابز التي تخدم 50.000 شخص في محافظة إدلب (بلدة سراقب) في 27  تشرين الثاني، لم تقصف أي شيء آخر في طريقها.
وأردف المسؤول الأممي: " لقد كان قصفاً متعمداً واستهدافاً محدد للغاية". 
وقال بابلو ماركو، المسؤول عن برامج المنظمة في سوريا بأنه استهدف 12 مركز صحي في شمال سورية والذين تدعمهم منظمة "أطباء بلا حدود"، وهولا يعتقد أن ذلك القصف كان محض الصدفة.
وأضاف: "بالطبع من الصعب أن نكون متأكدين ولكن تكرار الضربات على المشافي والقنابل التي تتساقط بجانبها كاف ليجعلنا موقنين بأنهم يستهدفون المشافي".

"استراتيجية استهداف البنية التحتية المدنية ليست جديدة – فقد استهدف السلاح الجوي السوري المخابز والمستشفيات والأسواق على مدى السنوات الأربع الماضية من الحرب بشكل منهجي ومنظم، ولكن التدخل الروسي قد أضاف إلى حجم القوة المتاحة، حيث يمكن للطائرات الحربية الروسية الأكثر تطورا تحديد الأهداف بدقة أكثر"، يقول المسؤول الأممي.
ومع هذا فلم يحقق التدخل الروسي حتى الآن سوى مكاسب محدودة على الأرض للقوات الموالية لبشار الأسد، الذي كافح للاستفادة من الميزة الجديدة التي تقدمها القدرات الجوية  المتفوقة لروسيا.
ووفقاً "لآرون لوند" من مؤسسة "كارنيغي"، تهدف الضربات الجوية إلى زرع الفوضى والمشقة في المناطق الموالية للثورة، لتقويض وتفكيك هياكل الدعم التي تناصر الثوار، فمعظمهم يأتون من المناطق التي تشهد القتال ويعتمدون كثيراً على المخابز والمرافق الطبية بالإضافة إلى ان أقاربهم من السكان المدنيين.
يقول "يان إيجلاند"، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، واحدة من المجموعات التي علقت عمليات الاغاثة في شمال سوريا نتيجة هذه الهجمات، بأن "هذه الهجمات تلقي مزيداً من الشك  على آفاق عملية السلام التي أطلقها زعماء العالم في محادثات فيينا الشهر الماضي، كما حذر من المزيد من البؤس بحلول فصل الشتاء".
وأردف: "لقد تُرك المدنيون دون مكان آمن للفرار، يتم قصف المدارس والأسواق والمخابز والنساء والأطفال، وكجهات إنسانية فاعلة نخشى أن يقوض التدخل العسكري الروسي المكثف أي آمال لإجراء محادثات سلام حقيقية".

مقالات ذات صلة

وكالة أوربية: شمال غرب سوريا يشهد أعنف تصعيد منذ أربع سنوات

مسؤول أمريكي سابق يحذر من سحب قوات بلاده من سوريا

ماذا كشف تقرير"مبادرة إصلاح التعليم" (ERG) بشأن الطلاب السوريين في تركيا؟

الحسكة.. "قسد" تطلق عملية في مخيم الهول

سياسي كردي يتهم "العمال الكردستاني" بمنع توحيد القوى الكردية

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام