أمريكا وروسيا تحسمان مصير دير الزور والنظام يستعد لها - It's Over 9000!

أمريكا وروسيا تحسمان مصير دير الزور والنظام يستعد لها

بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تواصل الإدارتان الأمريكية والروسية تثبيت وقائع جديدة وناجزة، بالتوازي مع  فكرة تفكيك وإعادة تركيب الصورة التي ستكونها سوريا في القريب، مع الأخذ بعين النظر مراعاة مصالح ونفوذ كل منهما، وانتقلت من سياسة الهدن المتعاقبة التي ترافقت بتهجير السكان الأصليين، ثم الوصول إلى خطة إيجاد مناطق "خفض للتصعيد"، جنوبا، ومناطق آمنة وفق الرؤية الروسية، كذلك العمل على تعميم تجربة الشرطي الروسي الذي أخذ دور الضامن والقائم بأعمال الفصل، لتثبيت وقف أعمال العنف كما يحلو تسميتها، في حلب ومؤخرا بريف دمشق.

بالتزامن مع هذا كله، نجد أن أمريكا تنجح في تبريد جبهة التنف والبادية، التي رسمت تفاصيل سيرها بعناية، للمجموعات المدعومة أمريكيا، وأخرى ترعاها روسيا ومن ورائها إيران، بالنسبة للنظام والمليشيات الطائفية، وليس بعيداً عن هذا محاصرة كبرى المجموعات المقاتلة التي تتلقى دعماً أمريكياً، وتهديدها بوقف الدعم وسحب السلاح منها، لاعتراضها على الطرح القائل بعدم قتال النظام، في الوقت الذي تصل عشرات الشحنات من الأسلحة بكافة أشكالها لمليشيات "قسد" في الشمال السوري.

وباتت واضحة الترسيمة التي بدأت تنفيذها أمريكا شمالا، وليس عبثا أن تعلن الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" عن شكل جديد للتقسيمات التي تخص مناطق سيطرته، واعتماد ثلاثة أقاليم، وضم مناطق جديدة إلى إدارته مثل مدينة "منبج" ومناطقها، فضلا عن إقرار قانون انتخابي وموعد لانتخابات محلية.

في هذه اللحظة الهامة نجد أن النظام بدأ بالإعلان عن تحضيرات قوية، لمعركة باتت ملامحها واضحة، جهتها دير الزور، آخر ملاذات تنظيم "الدولة"، والتركة التي يتسابق الجميع على الاستئثار بها، بعد الهزيمة المرتقبة في الرقة وربما بالتوازي معها.

في هذا الصدد نرى أن قوات النظام تواصل تقدمها من عدة محاور، وباتت على أعتاب السيطرة على منطقة (السخنة) قادمة من جهة تدمر، تواكبها قوات ومليشيات أخرى من جهة ريف الرقة الجنوبي الشرقي، وتعمل للسيطرة على (معدان) آخر مناطق التنظيم بريف الرقة، وكانت سيطرت على قرية (السلام عليكم) داخل الحدود الإدارية لدير الزور من الغرب، حيث تسير بمحاذاة مناطق سيطرت عليها "قسد" في وقت مضى.

ودأب النظام في الآونة الأخيرة على نقل تعزيزات عسكرية إلى هذه المنطقة، حيث وصل المئات من المقاتلين عبر الجو من مطار القامشلي، سبق ذلك تشكيل مليشيا "الحشد العشائري" بهدف زيادة الدعم لهذه المعركة.

ويأتي هذا كنتيجة منطقية للتفاهمات الأمريكية الروسية، وجعل مدينة دير الزور حصة النظام، وربما يقتسم المحافظة مع المجموعات التي تدعمها أمريكا، التي من المفترض أن تتواجد بالريف الشرقي للمحافظة، منطقة (البوكمال)، إن نجحت الخطة بإبعاد شبح إيران ومليشياتها من المنطقة.

وعن هذه التطورات قال الإعلامي (مضر الأسعد): "أعد النظام تجهيزات كبيرة، من أجل استلام مدينة ديرالزور، أي الأحياء التي تحت سيطرة التنظيم، وهذا الأمر جرى عبر الاتفاق السري الذي تم بين التنظيم وقوات النظام، والذي عقد الشهر الماضي بالقرب من تدمر".

وأضاف (الأسعد) في تصريح لبلدي نيوز "وأعد لهذا الأمر من خلال الاجتماع الذي عقد بين الأمريكان والروس وقوات سورية الديمقراطية، بحيث يقوم النظام السوري باستلام ديرالزور (حصته من تركة التنظيم)، على أن تبقى محافظة الحسكة وتل أبيض وعفرين ومنبج تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية".

وأردف الأسعد "وعلى اعتبار أن النظام لم يبقَ لديه العدد الكافي من العناصر، فقد تم تشكيل (الحشد الشعبي)، فضلا عن  تقديمه الدعم المادي والعسكري لكتيبة (الباقر) مع بعض الفصائل الأخرى من أبناء المنطقة الشرقية".

وأوضح المتحدث بأن هناك تأكيدات أمريكية على تنفيذ هذا الاتفاق، فيقول "نجد أنها قد أوقفت الدعم العسكري والمادي والسياسي عن أحد أكبر فصائل الثورة السورية في ريف حمص وتدمر، لأنه هاجم قوات النظام السوري التي تنوي المسير إلى ريف ديرالزور الجنوبي، بهدف السيطرة عليها بعد خروج التنظيم منها".

وكشف قبل يومين قيادي في مليشيا "ي ب ك" عن اجتماع جمعهم بقوات النظام، وبرعاية أمريكية روسية، تمخض عنه إنشاء غرفة عمليات مشتركة، والوصول إلى تفاهمات جديدة تخص مناطق نفوذ كل منهما.

مقالات ذات صلة

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

حكومة "الإنقاذ" تتسلم مقاليد إدارة الدولة لمدة ثلاثة أشهر

العثور على على جثة الناشط مازن الحمادة في سجون النظام

"قسد" ترفض تستهدف متظاهرين في دير الزور

لماذا توقفت معركة السيطرة على القرى السبع شرقي دير الزور؟

واشنطن تنفي علاقتها بما يحدث شمال سوريا

//