بلدي نيوز – (منى علي)
دخل الرئيس اللبناني ميشال عون على خط أزمة لاجئي عرسال، بعد صمت طال، وبعدما اشتعلت الساحة السياسية والشعبية اللبنانية، فقد قال الرئيس عون، اليوم الثلاثاء، في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر": "إذا كنا نعمل لعودة النازحين فلأن لبنان لم يعد قادرا على حمل الأعباء، ولكن نشر الكراهية والتحريض مرفوضان، وعواقبهما وخيمة على الشعبين معاً".
ويعتبر هذا الموقف غير منسجم مع موقف "حزب الله" الحليف الأساسي للجنرال عون، الذي يقود التحريض على اللاجئين السوريين في لبنان عموما وفي "عرسال" خاصة، ويمارس كل أنواع الضغوط عليهم بالتنسيق مع حلفائه في الجيش، بهدف إجبار اللاجئين على العودة إلى مناطق سيطرة الأسد ضمن خطة متكاملة لإعادة تعويم نظام الأسد.
حساب "منشق عن حزب الله" الشهير على "تويتر"، قال إن "صاحب الصفحة التي حرضت اللاجئين على الجيش اللبناني ودعت لمظاهرة ضده هو هاني الحسين من سرايا المقاومة (مرافق صهيب جبلي)".
ليضيف حساب آخر باسم "مراسل لبناني": "وهناك شخصان أيضا يديران الصفحة هما زينب ميرزا وحوراء مهتدي وهما من حزب الله".
وكانت الصفحة المزعومة التي اتضح أن "حزب الله" أسسها لخلق الفتنة، قد أثارت بلبلة واحتقانا في الشارع اللبناني، حينما دعت إلى مظاهرات ضد "الجيش اللبناني"، وهو ما يعتبره اللبنانيون خطاً أحمر.
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ، قال اليوم الثلاثاء إن الجيش سينفذ عملية في منطقة جرود عرسال التي تقع في شمال شرق لبنان عند الحدود السورية، ويزعم "حزب الله" أنها قاعدة لعمليات ينفذها مسلحون ينتمي بعضهم لجماعات متشددة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الحريري وصف خلال كلمة له في البرلمان العملية التي يعتزم الجيش القيام بها بأنها "مدروسة" وأن "الحكومة تعطيه (الجيش) الحرية".
إلا أن سياسيين وحقوقيين لبنانيين أبدوا تخوفهم من أن يقوم "حزب الله" وأتباعه بعملية كبيرة تستهدف اللاجئين بذريعة مكافحة "الإرهاب"، مستغلين زيارة الحريري لواشنطن السبت المقبل.
إلى ذلك يتصاعد الجدل السياسي والإعلامي حول العملية المرتقبة، ويواصل ناشطون سوريون ومتعاطفون معهم، اعتصامات وإضرابا عن الطعام في عدة مدن أوربية لتسليط الضوء على أزمة لاجئي عرسال المستفحلة، وقد انهار أحد المضربين عن الطعام يوم أمس في هولندا وتم إسعافه إلى المشفى، إلا أن الاعتصامات لم تسفر لغاية الآن عن تدخل أوروبي أو أممي لتطويق الأزمة قبل وقوع فاجعة تبدو وشيكة.