من درعا إلى الباب.. سرطان الاقتتال ينتشر.. ماذا بعد؟ - It's Over 9000!

من درعا إلى الباب.. سرطان الاقتتال ينتشر.. ماذا بعد؟

بلدي نيوز – (منى علي)

عاد الاقتتال إلى ساحات أرياف درعا مجدداً، أمس الأحد، واشتعل في أكثر من مدينة وبلدة في المحافظة، بين أطراف محسوبة على الجيش الحر، لأسباب داخلية شخصية، لا تتعلق بالثورة أو تمت بصلة لهموم وهواجس الشارع الثوري.

يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه مدينة درعا، منذ أسبوع، أوسع هجوم بري جوي من النظام وحلفائه مدعوما بالقوة الجوية الروسية، لتحقيق تقدم في المدينة قبل رسم خرائط مناطق "خفض التصعيد".

تجدد الاقتتال في درعا لا يُعتبر الأسوأ أو الأغرب، فيوم أمس الأحد، شهد تفجر اقتتال في مدينة الباب الخاضعة لسلطة فصائل "درع الفرات"، والتي تشرف عليها تركيا التي دعمت العملية، ومع محاولة بث أشكال الحياة في ريف حلب الشمالي، ليكون أنموذجا للمناطق المحررة، يأتي تفجر الصراع بين فصائل الجيش الحر هناك ليثير أسئلة حول مستقبل المنطقة وقابليتها لتصبح مناطق آمنة محكومة بسلطة القانون!

اقتتال الفصائل في الباب، يأتي أيضا تزامناً مع محاولات قوات النظام والميلشيات الطائفية التحرش بمناطق "درع الفرات"، فيما يبدو جس نبض للموقف التركي الذي لا يساوم على أمن تلك المنطقة بصفتها تشكل عاملاً حاسما في "الأمن القومي التركي".

أما في الغوطة الشرقية المحاصرة، فلا يمكن الحديث عن هدوء في الاقتتال المستمر بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" وحلفائهما، وإن بردت الساحة فسرعان ما تعود للتسخين، مهما علا صوت الجماهير ومهما بالغت ورفعت سقف لافتاتها المنددة والمُهدِّدَة.

وكذلك الحال في إدلب، التي لا يكاد يهدأ فيها صراع حتى يولد من رحمه آخر، وغالبا ما تكون "هيئة تحرير الشام" طرفاً في أي اقتتال ينشب، فمع أن معرة النعمان نددت كثيراً بها، وطالبتها بالخروج مراراً، إلا أن سيناريو الهجوم على المعرة والفصائل الموجودة فيها يتكرر دورياً، وينتهي بصلح ليعقبه نقض كلما دعت المصلحة!

فهل تتحول المناطق المحررة إلى ساحات تصفيات فكرية وإيديولوجية أبطالها الفصائل ومَن وراءهم، أم أن جهة ما ستتمكن من كبح الانفعالات وتقديم مصلحة الثورة والشعب وتصويب البوصلة؟

الصحفي السوري "فراس ديبة" قال إن "الاقتتال ظاهرة ليست جديدة إنما أصبحت الآن العنوان الأبرز للمشهد الميداني".

وأضاف في حديث لبلدي نيوز: "عندما نتحدث عن ضبط البوصلة فنحن نحتاج أولاً لتحديد أسباب الاقتتال، حيث تتراوح أسباب الاقتتال بين الأسباب الإيديولوجية وصراعات النفوذ

على مناطق لا قيمة فعلية لها.. وأسباب ذات خلفية عائلية أو شخصية".

وأكد "ديبة" أن "ما أعطى الفرصة لاشتعال فتائل الاقتتال هو التهدئة"، لأنها تهيئ الجو المناسب لإثارة المشاكل والفتن بين الإخوة في الخندق الواحد الذين من المفترض أن عدوهم الأساسي هو نظام الأسد، وفق قوله.

وختم "فراس" بالقول: "غياب المعارك مع العدو الأساسي حول حلفاء الأمس إلى أعداء اليوم".

العقلاء والثوريون يعولون على الشارع الثوري ورشده وبوصلته التي ما ضلت، ويؤكدون أن مكائد روسيا وإيران هي التي أوصلت المشهد إلى ما هو عليه، محذرين من أن انحياز الفصائل لمصالحها الضيقة سيكون وبالاً عليها وعلى الحاضنة التي ما بخلت بكل أشكال الدعم والتضحية والتماهي معها في أحلك الظروف.

مقالات ذات صلة

رئيس المجلس المحلي في مدينة الباب "إيقاف إصدار البطاقات الشخصية "

حلب.. محكمة الراعي تصدر حكمها على قتلة الناشط أبو غنوم

خمسة قتلى وجرحى باقتتال عائلي في دير الزور

وفد أممي يزور مدينة تادف بريف حلب

إصابة عنصرين من شرطة الباب شرق حلب إثر اشتباك مع مطلوبين

ضحايا مدنيون بقصف مدفعي من "قسد" شرق حلب