بلدي نيوز – (محمد الراغب)
"أبو أحمد" مواطن سوري من مواليد تدمر عام 1976 عمل في بادية مدينة تدمر في الأشغال اليدوية التقليدية في مدينته، عبر الرسم بالرمل وحبات التمر والرسم على الزجاج وحب الأرز، متوارثا هذه المهنة عن أبيه وجده حيث بدأ العمل بها منذ 14 سنة.
بداية عمله كانت في تدمر، نظرا لوجود السياح الأجانب الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم ويرغبون بالصناعات التقليدية السورية كذكرى لهم من البلد. وشارك بعدة مهرجانات للصناعات التقليدية في تدمر وتركيا وقطر، وكان هناك اهتمام كبير بأعماله، وصادفت عدة زيارات لرأس النظام "بشار الأسد" أثناء مشاركته بأحد المعارض في تدمر ووُعد بمكافأة مادية لقاء إبداعه في الأشغال اليدوية، لكن لم يحصل على أي مقابل مادي أو بدل سفر أثناء تنقله إلى مهرجانات خارج البلد.
قبل قيام الثورة السورية، قامت مديرية السياحة السورية بعرض السفر عليه مرة أخرى إلى دولة أوروبية للمشاركة بمهرجان للأشغال اليدوية، وعند رفضه لهذا العرض اعتقله النظام 3 أيام وتعرض للتعذيب بواسطة "الدولاب" وأخلوا سبيله بعد التأكد من موافقته على المشاركة.
ومع اندلاع الثورة السورية كانت بداية موفقة له للتخلص من النظام وظلمه، لكن سرعان ما ظهر تنظيم "الدولة" وسيطر على المدينة، مما اضطر "أبو أحمد" لمغادرة مدينة أجداده وصناعته اليدوية التقليدية مع عائلته عبر طريق مليء بالمخاطر، والذهاب إلى المخيمات على حدود الأردن.
هناك في الأردن، لم يكن هناك قيمة لمهنته التقليدية ولم يستطع كسب عيشه، فقرر العودة للشمال السوري لوحده تاركا عائلته في المخيم باحثا عن مكان يستطيع العمل فيه وجمع المال ومساعدة أمه المريضة وإخوته .
عند وصوله إلى مدينة إدلب في بداية 2017 بدأ عمله عبر بسطة صغيرة وإبداء موهبته في الرسم بالرمل داخل قناني العصير الفارغة وكؤوس الزجاج.
بالإمكانيات البسيطة المتوفرة يقوم "أبو أحمد" بشراء الرمل والصبغة للتلاعب بالألوان وتزيين العبوات الفارغة وكتابة الأسماء والتهنئات ورسم أشكال الحيوانات والأشجار وحتى تقليد الشعارات "اللوغو".
مهنته لا تقتصر على الرسم بالرمل فقط، لكن بإمكانياته البسيطة بدأ فيها من جديد في إدلب، لكن مع توفر الدعم المادي يمكنه صناعة أشغال يدوية تقليدية كما كان في مدينته وينقل تراث بادية تدمر إلى مدينة إدلب.
في النهاية قام "أبو أحمد" بتقديم هدية لبلدي نيوز بعمل يدوي بسيط تقديرا منه لعمل الشبكة وجهود فريقها.