بلدي نيوز- (أحمد رحال)
تستمر مأساة السوريين المهجّرين ومعاناتهم، حتى ملأت قصصهم المؤلمة الدنيا، دون أن تحرك هذه القصص ساكناً في ضمير الإنسانية جمعاء إذ اقتصرت الاستجابة لنداء آلاف العائلات التي هجرت قسرياً، على التنديد و الشجب في أحسن الأحوال.
عائلة أبو علي، عائلة سورية هُجرت قسراً من منزلها في حي القابون الدمشقي بعد أشهر طويلة من الحصار، تركت ما تركت من جروح مؤلمة في أرواح وأبدان أفرادها، واستنزفت كل ما لديهم، ليختاروا نهاية المطاف الخروج من القابون إلى إدلب، مفضلين ذلك على البقاء تحت حكم قوات النظام وجبروت الميليشيات الطائفية.
وفي حديث خاص لبلدي نيوز قالت أم علي تصف حالة مرض طفليها أثناء فترة حصارهم في حي القابون الدمشقي من قبل قوات النظام، أنّ "بداية مرض ابنتي رغد بدأت بوجع في البطن سببه مياه الشرب الملوّثة، وأثناء إجراء العمليات الجراحية لها زاد مرضها أكثر، خصوصاً أنّ الأدوات الجراحية ملوثة أيضاً بسبب شدّة الحصار وعدم توفر الأدوات النظيفة، إضافة لنقص الكوادر الطبيّة المختصة".
وأضافت: "إن مرض ابنتي استمر لأكثر من عامين سببه جرثومة (العصيات الزرق)، كما أن ضعف الإمكانيات وعدم توفر النقود لشراء المستلزمات الطبيّة من شاش وغيره، تسبب بتشوّهات ببطنها ستؤثر عليها كلما تقدمت في العمر".
وعن حالة طفلها تقول أُم علي: "تعرض ابني علي للشلل ولم يعد يستطيع الوقوف على قدميه أو التنفس، وعند عرضه على الجهات الطبيّة واستعراض حالته تبيّن أنّه أصيب بمرض (غيلان باري) أو الشلل الرباعي الصاعق، وبالرغم من السعي لعلاجه إلّا أنّه حتى الآن لا يستطيع المشي بشكل جيد وهو بحاجة لمعالجة فيزيائية وجبائر".
وعند سؤالنا للسيد "أحمد عبد العليم" والد الطفلين، عن آلية علاجه لطفليه قال إن "علاج طفليَّ كلّفني أكثر من 6 مليون ليرة سورية وهي كل ما أملك، ورغم ذلك لم أجد أي تحسن في حالتهما"، مضيفاً "أن حالة أطفالي أصبحت أسوأ بعد نزوحنا إلى إدلب، فابني يحتاج للعلاج، كما تحتاج ابنتي لعدة عمليات جراحية في منطقة البطن، وهذا ما لا يتوفر هنا في مشافي إدلب، بعد تدمير معظمها، وأنا بأمس الحاجة لمن يساعدني كي أعالج أطفالي في تركيا، فلا خيار آخر لدينا".