انفصاليو سوريا يؤزمون علاقات أنقرة - واشنطن - It's Over 9000!

انفصاليو سوريا يؤزمون علاقات أنقرة - واشنطن

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

على قدم وساق، تسير المعارك في مدينة الطبقة، بريف الرقة السورية، بين مقاتلي (تنظيم الدولة) و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وبالتزامن مع هذه المعركة حامية الوطيس هناك معركة سياسية بين الولايات المتحدّة التي تدعم "قسد" عبر قوات التحالف الدولي، وتركيا التي تضرب بيد من حديد التواجد الكردي على حدودها مع سوريا.

الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) الذي سيحل ضيفًا على الولايات المتحدة في 16 أيار الحالي، يأمل بأن يحصل على موقف أمريكي ضد الأكراد، ويقاوم الإحباط الذي ينتابه من زيادة الدعم الأمريكي لهم، ومع ذلك يمضي بالقول إن العملية العسكرية التركية في سوريا قد تتوقف قليلًا حتى تتضح ملامح الاستراتيجية الأمريكية حيال الملف الكردي.

العلاقة بين واشنطن وأنقرة "في مهب الريح"

 يشدد الباحث في السياسات الدفاعية المقارنة وقضايا الأمن الدولي (أنس القصاص) على أن المسألة الكردية أصبحت مسألة حياة أو موت لتركيا، ويقول: "إذا سلمت القيادة التركية بالنشاط الكردي فإن كثيراً من شرائح البلد لن تقبل بذلك".
ويضيف القصاص لـ"بلدي نيوز": "حتى الآن القيادة التركية ترى أهمية تحجيم الأكراد والضغط على مشروعهم الحالي بإقامة دولة جنوبي البلاد، وهذا من شأنه أن يهدد الأمن والسلم في تركيا".

ويقول (القصاص) إن أنقرة تبدو عليها معالم الضيق من عدم مشاركتها هذه الرؤية من قبل حليفتها الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية، مستدركًا: "في ظل انقسام كبير يلف أروقة الناتو حول الموقف من الأكراد، فإن هذه الأجواء دون سواها تدفع تركيا لمد اليد لروسيا".

ويشدد القصاص على أن التناقض حول ملف الأكراد يمكن أن يقضي على استقرار العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة ويؤهل لمرحلة من التوتر غير مسبوقة في تاريخ علاقة تركيا بالحلفاء القدامى.

أوراق التفاوض والضغط

يريد الأكراد الانفصاليون إقامة كيان مستقل يمتد عبر شريط حدودي بين سوريا وتركيا، وهو ما يعني تقسيم تركيا وسوريا معًا، لذلك يؤكد السياسي السوري (كمال اللبواني) أن تركيا لا تستطيع الوقوف متفرجة على قيام كيان كردي على طول حدودها مع سوريا.

ويشير إلى أن تركيا الآن في مرحلة جس نبض الأمريكان وزيادة أوراق التفاوض معهم، ويوضح: "الحشود لا تعني الهجوم، لا أعتقد أن تركيا ستغامر لو وقفت أمريكا موقفًا حازمًا".

 وفيما يتعلق بانعكاس تحركات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فيعتقد (اللبواني) أن سوريا ستتضرر من قيام كيان كردي لأن ذلك سيفتح باب التقسيم وقيام دولة علوية وغير ذلك، معقبًا: "لذلك لا تناقض بين الموقف التركي ومصلحة الوطن السوري، بل بالعكس المصلحة واحدة".

ويشدد (اللبواني) على أن أكراد سوريا يريدون الانفصال وهم يتقدمون بالتدريج نحو هدفهم، وهم يسعون لقيام دولة قومية كردية، مستدركًا: "لكن الوسيلة التي يتبعونها وسيلة مكلفة، لحل القضية الكردية طريق آخر أقل كلفة، وهو البحث عن صيغ اتحادية في المنطقة بدل تقسيم الدول وإثارة النزاعات العرقية والقومية والطائفية"، ويضيف: "زمن القوميات قد انحسر، والأمم غير ناضجة لتشكيل دول، رأينا كيف كان الفكر القومي التركي والعربي وبالًا على الدول، فالمنطقة متداخلة جدًا ولا تحل مشاكلها بالنزعات القومية المبالغ فيها بل بصيغ للدولة مختلفة عن صيغة الدولة الأمة، فهذا يعني اضطهاد القوميات الأخرى وارتكاب جرائم تهجير ونزاعات لا يمكن حلها".

المواجهة المباشرة محتملة

لقد باتت تركيا بعد تمرير التعديلات الدستورية وبعد توجيه ضربات كبيرة لحزب العمال الكردستاني أكثر استقلالية وحزماً في قراراتها الاستراتيجية وهي مصرة أكثر من أي وقت مضى على منع تشكيل أي كيان كردي على حدودها يشكل خطراً على أمنها القومي بشكل مباشر أو غير مباشر.

ما سبق يؤكد عليه المختص في الشأن التركي (عبو الحسو) مشيرًا خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" إلى أن التحضيرات التركية مع جيش العشائر لفتح معركة الرقة تجري على قدم وساق من أجل منع هذا الكيان، ويبين: "تركيا عندما قصفت مواقع حزب العمال الكردستاني (PKK ) و"وحدات حماية الشعب" (YPG) وبدون تنسيق مع قوات التحالف وأميركا، أرادت توصيل عدة رسائل، أولها أنها لن تتهاون في تمركز حزب العمال الكردستاني في سنجار واتخاذها مركزاً جديداً لها بدل جبال قنديل التي تتعرض لقصف شبه يومي من قبل سلاح الجو التركي"، والرسالة الثانية –حسب (الحسو)- هي لوحدات حماية الشعب التي لم تنسحب من منبج رغم الوعد الأميركي بذلك، والثالثة للولايات المتحدة بأنها لن تنتظر موافقتها في تنفيذ أي عملية عسكرية ضد من يهدد أمنها القومي.

 ويقرأ (الحسو) في قرار تركيا إبلاغ أميركا بالعملية ضد (قسد) قبل ساعة فقط من القصف، عدم ثقتها بالولايات المتحدة، وخشيتها من  المجموعات الكردية وإفراغ المقرات، ويؤكد المختص في الشأن التركي أن "زيارة أردوغان ستحدد شكل العلاقة بين أميركا وتركيا، وقد طالب أردوغان بفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، أي بمعنى تجاوز أخطاء سلفه أوباما وفي حال تعنت ترامب والإصرار على سياستها القديمة هذا سيدفع الأمور إلى مزيد من التأزم والتعقيد والتصعيد العسكري من قبل تركيا ضد PKK وامتداده السوري PYD وقد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بينهما".

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

أزمة حادة في اليد العاملة بتركيا بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلدهم

//