موسكو وواشنطن تتحدان خلف الانفصاليين بسوريا ضد تركيا - It's Over 9000!

موسكو وواشنطن تتحدان خلف الانفصاليين بسوريا ضد تركيا

بلدي نيوز – (منى علي)

تسعى روسيا والولايات المتحدة لمنع وقوع ضرر فعلي على الأكراد الانفصاليين الذين يسعون لتأسيس كيان انفصالي في سوريا، فبعد الدعم السياسي والعسكري من الدولتين لقوات (قسد) الكردية بذريعة تحرير الرقة من سيطرة تنظيم "الدولة"، وبعد مساهمة الدولتين في وقف تمدد عمليات "درع الفرات" إلى منبج ومنها إلى شرقي الفرات، حيث تسيطر القوات الانفصالية، أبدت روسيا والولايات المتحدة موقفاً يؤكد دعمهما لنهج تلك الميلشيات الانفصالية حين دافعتا أمس عنها ضد قصف تركي قتل عدداً من عناصرها. 

فقد قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء إن الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في العراق وسوريا غير مقبولة وخرقت المبادئ الأساسية للعلاقات بين الدول.

فيما قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن "الجيش التركي لم يخطر قوات التحالف بضربات قتلت عددا كبيرا من مقاتلين أكراد متحالفين مع واشنطن في سوريا والعراق إلا قبل تنفيذها بأقل من ساعة".

وأضاف الكولونيل بالقوات الجوية جون دوريان في مؤتمر عبر الهاتف في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) "الإخطار كان قبل تنفيذ الضربات بأقل من ساعة". ومضى قائلا "ذلك ليس وقتا كافيا وهذا كان إشعارا وبالتأكيد ليس التنسيق المتوقع من شريك وحليف في محاربة تنظيم "الدولة".

وكانت طائرات تركية قصفت مسلحين أكرادا في منطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا يوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل نحو 70 مسلحا في البلدين وفقا لبيان للجيش التركي. قبل أن تعيد قصف تلك القوات اليوم الخميس وتقتل خمسة عناصر من "الوحدات الكردية" في محافظة الحسكة.  

ومن المعلوم أن واشنطن وموسكو تدعمان "قوات سوريا الديمقراطية" بالسلاح والمدربين، وكلا الدولتين أقامتا معسكرات في مناطق سيطرة تلك القوات في شمال وشمال شرق سوريا، فهل يعني ذلك اتفاقاً وإقراراً بكيان كردي انفصالي؟ وكيف يتسق مع مزاعم الدولتين حرصهما على وحدة الأراضي السورية؟.  

الصحفي السوري "حسين الزعبي" يرى أنه "من ألف باء السياسة أن تستخدم الدول ذات السطوة السياسية والعسكرية التشكيلات الشبيهة بميليشيات سوريا الديمقراطية كورقة ضغط على خصومها مرة وللمساومة مرة أخرى، ولأن لا أعداء دائمين ولا أصدقاء دائمين في السياسة بل مصالح دائمة، فأينما تكون المصلحة يكون التوظيف لمثل هذه الميليشيات في استغلال واضح لحلمها بتشكيل كيان منفصل عن سوريا".
ويضيف "الزعبي" في حديث لبلدي نيوز: "في ظاهر المسألة يتناقض دعم كيانات انفصالية مثل سوريا الديمقراطية مع ما يعلنه الروس والأمريكان بشكل متكرر من حرصهم على وحدة الأراضي السورية، لكن المسألة لا تقاس بالتصريحات بقدر ما تقاس بالفعل الممارس على الأرض، وبالتالي فإن الدعم الأمريكي المباشر والروسي غير المباشر لسوريا الديمقراطية هو في حقيقته دعم لفكرة تمزيق سوريا".
ويذهب الصحفي "الزعبي" أبعد من ذلك، بالقول "إن دعم سوريا الديمقراطية ليس هدفه المباشر خدمة مشروع هذه الميليشيات بقدر ما هو بحث عما يشكل ضغطاً على تركيا التي يبدو أنها في طريقها لتصبح من أهم القوى الفاعلة في المنطقة عموما وفي الملف السوري بشكل خاص، وهنا يمكن الإشارة إلى أن الضغط الذي مورس سياسيا وعسكريا على عملية درع الفرات ومنعها من إتمام مهمة القضاء على تنظيم (الدولة) التي بات شماعة للتواجد الروسي والأمريكي وربما الإيراني أيضا بالقرب من الحدود التركية ذات الحساسية العالية لأكثر من اعتبار".
ومن هنا يمكن فهم "الإدانات" المتكررة للجانب التركي عقب الضربة التي وجهها الطيران التركي مؤخرا للميليشيات الانفصالية، وهي إدانات تحمل رسالة لتركيا بأن ليس المطلوب الدخول أكثر وأكثر في الملف السوري عسكريا لأنها تعي أن هذا الدخول سينهي الكثير من الذرائع وأولها ذريعة "داعش"، فضلا عن أن الحضور التركي على الأرض السورية ولاسيما في الشمال يعني وبشكل أتوماتيكي تراجع الوجود الميليشياوي لإيران، وهذا الأمر لا ينسجم مع الرغبة الروسية مرحليا على الأقل. وفق "الزعبي".
ويخلص الصحفي السوري "حسين الزعبي" للقول إنه يمكن تلخيص الرسائل (الأمريكية الروسية) بثلاثة خطوط عامة هي: أولا: المحافظة على ورقة سوريا الديمقراطية للمساومة إلى أن يحين وقت حرقها.
ثانيا: بحث روسي عن حليف على الأرض خارج منظومة النظام.
وثالثا: محاولة تحجيم الدور التركي وفعاليته في الملف السوري.

إلا أن استمرار القصف التركي لمواقع "الوحدات الكردية" وتجاهل التنديد والتحذير من الحليفين المفترضين، يشي بأن قواعد اللعبة تشهد تغيرات دراماتيكية ربما تكون مفاجئة لأكثر من طرف.

مقالات ذات صلة

الرقة.. هروب جماعي لعناصر "قسد" من مدينة الطبقة

وزيرة الخارجية الألمانية تدعو إلى نزع سلاح (قسد)

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

"قسد" تعلن فشل الوساطة لخفض التصعيد في منبج وعين العرب

ماذا تضمنت مبادرة "قسد" لإدارة الدولة السورية؟

//