بلدي نيوز – (خاص)
شهد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، سجالاً عنيفاً بين مندوبي الدول الغربية والمندوب الروسي حول مشروع قرار أعدته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يطالب نظام الأسد بفتح مطاراته العسكرية أمام لجنة التحقيق الدولية، وتقديم كل ما تطلبه اللجنة من معلومات، وتمكينها من إجراء مقابلات مع ضباط في سلاح الجو.
وألقت الدول الغربية المسؤولية على قوات النظام في الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة خان شيخون بريف إدلب يوم الثلاثاء وتسبب باستشهاد العشرات خنقا، فيما بدت روسيا بموقع المدافع الرئيسي عن النظام، وهددت باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار، بعد أن اعتبرته "منحازا"، وقدمت رواية أخرى اتهمت فيها المعارضة السورية بمسؤولية ما حدث، وقالت إنها تعتقد أن الغاز السام تسرب من مخزن أسلحة كيماوية تابع للمعارضة بعدما قصفته طائرات النظام.
وتم تأجيل التصويت على مشروع القرار إلى مساء اليوم، وتزامن ذلك مع تصعيد بين الجابين الأمريكي والروسي، حيث أكد المندوب الروسي على مواصلة دعم بشار الأسد، وهذا ما دفع المندوبة الأمريكية نيكي هايلي إلى التهديد بالعمل خارج إطار مجلس الأمن بشكل منفرد، وحذرت من أن استمرار المجلس في الفشل باتخاذ إجراءات لمنع تكرار الجرائم في سوريا "سيجبرنا على أن نتصرف منفردين".
واتهم رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان "أطراف داخل النظام بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي"، وأكد على أن هناك مراصد قريبة رصدت طائرات النظام وعمليات القصف، وسيتم تضمينها في التحقيقات الدولية.
وخلق الهجوم بالسلاح الكيماوي على خان شيخون أزمة لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي لطالما انتقد سياسة سلفه باراك أوباما، وهذا ما سيجبره على أخذ ردة فعل مغايرة، وهو ما وصفه مراقبون بـ"امتحان ترمب".
وسيكون رد فعل ترمب في أي مواجهة دبلوماسية مع موسكو تحت المجهر في الداخل بسبب اتهامات خصومه السياسيين له بأنه يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر مما ينبغي، وصدرت عدد من التقارير الأمريكية حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي من خلال اختراق أجهزة كمبيوتر لمساعدة ترمب في هزيمة هيلاري كلينتون. ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي ولجنتان في الكونجرس فيما إذا كانت شخصيات من حملة ترمب تواطأت مع موسكو وهو ما ينفيه البيت الأبيض.
وقال مصدر دبلوماسي غربي إن استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى من قبل النظام سيصعب توقيع المجتمع الدولي على أي اتفاق سلام لا يطيح بالأسد.
وقال ترمب أمس الأربعاء في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع ملك الأردن عبد الله الثاني إن الهجوم الذي أدى إلى مقتل 100 وإصابة 400 آخرين أثّر عليه بشكل عميق، وإنه غير نظرته إلى الأسد وسوريا.
وأضاف أن الهجوم بالأسلحة الكيماوي على بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا مروع ورهيب ووحشي، واستهدف أبرياء من النساء والأطفال وحتى الرضع.
وتابع الرئيس الأميركي أن موت هؤلاء المدنيين كان إهانة للإنسانية، وقال إن "هذه الأفعال الشائنة التي يرتكبها نظام الأسد لا يمكن القبول بها". ولدى سؤاله عن احتمال تغيير السياسة الأميركية في الملف السوري اكتفى بالقول "سنرى"، قائلا إنه لا يريد أن يكشف عن خططه المستقبلية بشأن سوريا.